عالمية

نُذر حرب بأوكرانيا بعد إعلان روسيا التدخل

[JUSTIFY]وافق مجلس الاتحاد الروسي السبت خلال جلسة طارئة على طلب من الرئيس فلاديمير بوتين لنشر قوات في أوكرانيا, في مقدمة لمواجهة عسكرية محتملة تعيد للأذهان التدخل الروسي في جورجيا عام 2008. وفي المقابل دعا عضو بارز بالقيادة الجديدة في كييف إلى التعبئة العامة.

ويأتي التصويت بعدما سيطرت قوات روسية بالفعل على منشآت عسكرية بشبه جزيرة القرم رغم تحذيرات أميركية وغربية. وقبيل التصويت, أيد رؤساء لجان الأمن والدفاع والخارجية في مجلس الاتحاد الروسي نشر قوات روسية في أوكرانيا, ووصف بعضهم صعود الحكام الجدد في أوكرانيا بالانقلاب.

وقال بوتين في مذكرة نشر الكرملين نصها إنه طلب من المجلس الموافقة على استخدام القوات المسلحة الروسية في الأراضي الأوكرانية حتى عودة الوضع الطبيعي في هذا البلد إلى طبيعته.

وقال مراسل الجزيرة في موسكو زاور شاوج إن الخطوة التي اتخذها بوتين تأتي استجابة لطلب تقدم به رئيس حكومة إقليم القرم سيرغي أكسيونوف لروسيا بتوفير الأمن بالإقليم المتمتع بحكم شبه ذاتي.

وأضاف المراسل أن الطلب الذي أجازه مجلس الاتحاد الروسي شبيه بإعلان حرب، مشيرا إلى أن روسيا بهذه الخطوة تريد إظهار أنها لن تتخلى عن نفوذها ومواطنيها بأوكرانيا.

وقبيل الكشف عن التفويض الذي طلبه بوتين من برلمان بلاده بنشر قوات في أوكرانيا, قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو إنها لا تستبعد إرسال قوة محدودة إلى شبه جزيرة القرم لحماية قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في سيباستوبول على البحر الأسود والمواطنين الروس هناك.
دعوة للتعبئة
وفي كييف, دعا القيادي البارز في السلطة الجديدة فيتالي كليتشكو إلى التعبئة العامة لمواجهة عملية عسكرية روسية محتملة, كما دعا إلى تدخل مجلس الأمن الدولي.

وكانت كييف وصفت التحركات الروسية بأنها استفزاز, واستبعدت مواجهة عسكرية مع روسيا.

وفي مقابل التحركات العسكرية الروسية، أعلن الجيش الأوكراني حالة الطوارئ القصوى في صفوف قواته, في حين دعا الرئيس الأوكراني المؤقت ألكسندر تورنيشوف مجلس الأمن القومي إلى اجتماع طارئ.

وعلى الأرض في إقليم القرم, سيطرت قوات روسية السبت على ثاني مطار عسكري بالإقليم وفقا لمصدر عسكري أوكراني. وفي الوقت نفسه, أٌعلن في موسكو وفي القرم عن اتفاق حكومة القرم والأسطول الروسي في البحر الأسود على أن يحرسا معا المقار السيادية بالقرم.

وكانت أنباء أفادت في وقت سابق اليوم بأن قوات روسية سيطرت على قاعدة للصواريخ بالإقليم, وذلك بعد ساعات من اتهام كييف لموسكو بإرسال ستة آلاف جندي ومروحيات إلى شرق أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه, أعلن مطارُ سيمفروبول الدولي عن إغلاق المجال الجوي وإلغاء الرحلات.

وانتشر الجمعة جنود في مطارات ومقار حكومية في إقليم القرم وسط غموض بشأن هويتهم, قبل أن يتأكد لاحقا أنهم روس حسب تقارير مختلفة.

وقالت مراسلة الجزيرة رانيا الدريدي إن الانتشار العسكري الروسي جاء -على ما يبدو- وفقا لخطة وضعت سلفا بين الروس وحكومة القرم. وكان رئيس حكومة القرم أعلن عن إخضاع جميع القوات الأمنية في شبه جزيرة القرم للسلطات المحلية.

وفي سياق التطورات المتسارعة في شرق أوكرانيا, استولى متظاهرون السبت على مقار حكومية في مدينة خاركيف إثر مظاهرة حاشدة مناهضة للسلطات الجديدة في كييف.

من جهته, أشار مراسل الجزيرة بموسكو إلى تحرك مماثل في مدينتي دونيتسك وأوديسا شرق البلاد. وكانت الحكومة الأوكرانية الجديدة قد وصفت الحكومة المشكلة في القرم بغير الشرعية.
ردود دولية
على صعيد ردود الفعل على التطورات في أوكرانيا, حذرت الولايات المتحدة روسيا من “كلفة باهظة” لتدخل عسكري محتمل في أوكرانيا, ولوحت بمقاطعة قمة مجموعة الثماني المقرر أن تستضيفها مدينة سوتشي الروسية الصيف المقبل.

وقد أبدت دول أوروبية عدة السبت قلقا بالغا إزاء الوضع في شبه جزيرة القرم إثر التحركات العسكرية الروسية هناك. فقد قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن باريس تحث جميع الأطراف على الامتناع عن أي تصرفات يمكن أن تزيد من توتر الأوضاع وتؤثر على وحدة الأراضي الأوكرانية.

من جهته, دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير روسيا إلى توضيح نياتها في ما يتعلق بإرسال قوات إلى منطقة القرم، معتبرا أن الوضع أصبح خطيرا جدا.

وفي لندن, قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ليطلب منه نزع فتيل التصعيد في القرم. وقد أعلن السبت في بروكسيل أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعا طارئا جديدا بشأن أوكرانيا.

الجزيرة.نت [/JUSTIFY]