منوعات

موجات الهجرة السودانية الجديدة.. تسونامي يزلزل أركان الأسرة المجمتع

[JUSTIFY]موجات هائلة ومخيفة من الهجرة تجتاح البلاد حالياً، أعداد كبيرة من الكوادر المؤهلة والمتخصصة، أطباء، مهندسون، صيادلة، محاسبون، صحفيون، فنيون، عمال مهرة، خادمات منازل، رعاة، سائقون.. الكل يحزم أمتعته أو يفكر في حزمها ميمماً شطر المهاجر البعيدة والقريبة.
ضاقت، استحكمت حلقاتها، وليس في الأفق بوادر فرج قريب، كلهم يقولون ذلك، يقولونه بأسى شديد، لا يريدون لو الأمر بيدهم أن يغادروا وطنهم قيد شبر، لكنها الضائقة، كل شيء بثمنه، المدارس، الترحيل، حق الإيجار والفطور، والعلاج، والكهرباء والماء، والخبز والكسرة المُرة، إذن لا حل غير (المغادرة)، و(سافر تجد عوضاً عما تفارقة).
هكذا، ونتائج ذلك كله معروفة سلفاً، لا تحتاج لإبانة وإيضاح، لكننا نستطلع الآراء لأن وظيفتنا في الصحافة تتطلب ذلك، أن نسلط الضوء على ما يجري، أن نتحدث بصوت عال عن مشاكل المواطن وهمومه، وليس هناك هم أكبر، وأكثر كارثية من (مغادرة الوطن)، وفي النفس مرارة حنظل.
عقابيل سالبة
غلاء المعيشه، عدم وجود وظائف، الانتظار سنوات طويلة والعمر يمضي، إذن لا مناص من البحث عن فرصة عمل في مكان بعيد حتى يعيش الأولاد، وحتى تُقال عثرة الوالدين حين يكبرا في السن، إنها تضحية كبيرة تلك التي يشعر بها الإنسان وهو يتخذ هذا القرار الخطير، فالأسرة بعده قد تتعرض لعقابيل ذلك، لا أحد بمقدورة سد الفجوة التي تركها، لكن لا بد مما ليس منه بد، لابد من تحقيق الاستقرار وتوفير الحد الأدنى من (العيشة) الإنسانية، لذلك كله يسافرون ويستعدون الآن للسفر.
غياب الأب.. ارتخاء قبضة الأم
سفر يفرض على الأم في غياب الأب مسؤوليات جسيمة، أعباء مضاعفة، هي أيضاً تُضحي في غياب الزوج. هجرة تفرض على الأطفال واقعاً جديداً، هم كذلك يضحون، إذن الجميع ضحية للهجرة، لكن أول ضحاياها الوطن.
تقول المهندسة ناهد السر، بعد أن تزيد مطالب الحياة الأسرية وتصبح المسؤوليه كبيرة يضطر الآباء لطلب العمل في الخارج، آملين في زيادة دخلهم ورفع مستوى معيشة أسرهم، أو على الأقل تلبية احتياجاتها الأساسية. وأضافت: بالتالي تصبح للأم مسؤولية أكبر، إذ تأخذ على كاهلها المثقل بمسؤولياتها الشخصية مسؤولية الأب أيضاً، إضافة إلى أن غياب الأب قد ترتب عليه عثرات تربوية وأخلاقية، كما أنه يؤثر سلباً في الجانب النفسي لأفراد الأسرة، فالشعور بالوحدة قد يؤثر في مستوى الأبناء الدراسي، وكلما كبر الأبناء ارتخت قبضة الأم وفقدت السيطرة عليهم.
لقمة عيش مجهجة
من جهتها، شددت الطالبة مي إبراهيم على أن اغتراب الأب في هذه الظروف صار ضرورة كي يوفر لأسرته حياة أفضل ويجعلها سعيدة. وتساءلت: ما الذي يجعل أحدهم يمكث هنا، وهنا لا يوجد شيء، حتى لقمة العيش (مجهجهة)، وواصلت: في لحظة غياب الأب يجب أن يكون للأبناء دور كبير في البيت، ولا بد أن يسألوا أنفسهم لماذا تركنا أبونا وهاجر، هذا السؤال ربما يجعلهم مجتهدين كي يعوضوا والدهم عن غربته لاحقاً.
حلم يراود الجميع
وفي السياق، اعتبرت خواطر صديق الغربة حلماً أصبح يراود الكثير من الشباب، يحلمون بتحسين أوضاعهم المعيشية، تاركين خلفهم عائلاتهم تتحمل الكثير من المشاكل والعقبات لكن لا بد من (هجرة) لأن الأوضاع الماثلة لا تطاق ولا تحتمل، وأشارت إلى أن أهم مشكلة تواجه أبناء المغتربين هي فقدانهم لحنان الأب، ثم لاحقاً ذلك الجفاء الذي يحدث بينهم وبينه.
فقدان الأمن النفسي
إلى ذلك، اعتبرت الأستاذة شذى عبدالحليم عثمان، اختصاصية الإرشاد النفسي أن الأم والأب شريكان في تربية الأبناء باعتبارهما عماد الأسره وأدوارهما تتكامل، ومن الصعب لأي منهما أن يؤدي دور الآخر. وأضافت: في عقود سابقة كانت هناك الأسرة الممتدة، وكان لها أثر كبير في سد الفراغ الذي يخلفه غياب الأب، واستطردت: من الطبيعي أن يخلق غياب الأب فراغاً كبيراً في الأسرة، إذ يؤثر في نمو الطفل وثقافته بفقدانه للقدوة، فوجود الأب وتعامله العاطفي مع بنته مثلاً – يؤثر بشكل إيجابي في حياتها الزوجية، كما يؤثر في تشكيل الضمير الأخلاقي لدى الأبناء، وأيضاً في مدى تقبل الطفل لرفاقه، لذلك فإن غيابه يخلف صراعات نفسية عند الطفل واضطراباً وانعداماً للتوازن العاطفي والأمن النفسي، وغياب الوعي الاجتماعي، وتابعت شذى عبد الحليم قائلة: على الأم حال غياب الأب أن تتبع خططاً محددة لتدارك الآثار السالبة لهذا، وذلك عن طريق ربط أبنائها بالأسرة الممتدة أو إلحاقهم بمؤسسات ذات ثقة/ مثل (الكشافة) و(دور العبادة)، وخلافها

صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]

‫7 تعليقات

  1. جاء فى اجازه قصيره يصطحب زوجته وطفلتيه اللتان ولدتا فى ارض الغربه ..جاء الى مدينه كسلا ورتب اوضاع اطفاله فادخلهم مدرسه خاصه ..ثم عاد الى غربته يتمزق بعد ان ترك اولاده بالوطن . لم يمضى شهر على سفره , مرضت زوجته وتم نقلها للمستشفى البائس …تلقت علاجات وادويه كلها كانت خطأ نتيجه التشخيص الخطأ ,,,تم نقلها الى احدى مستشفيات العاصمه الخاصه …وهناك كان الاكتشاف المرير ..فقد توقفت اجدى كليتيها وتعمل الاخرى بنسبه اقل من 50% ..توقفت احدى رئتيها ايضا …تجمعت بعض المياه فى دماغها …وبعد ثلاثه ايام فقط انتقلت للرفيق الاعلى …لان الاهمال فى وطنى سنه مؤكده …لان الاهمال هو الاصل …لانه لا احد بسأل لماذا …غادرت الحياه كلها …
    لماذا اذن يبقى الناس فى وطن نخر فيه السوس …لماذا لا يهرب الشباب من اجل حياه افضل ومستقبل افضل …طالما كان الوطن مجهدا ومكدودا لسيطره قله عليه لم يستشعروا بالمسئوليه الوطنيه …ففى هذا الزمن هناك من هاجر الى اسرائيل …هل نصدق ذلك ؟ لقد اصبح الوطن طاردا بامتياز …وكلنا نفكر فى الهروب ليس من اجل شىء سوى توفير لقمه عيش كريمه لاطفالنا واهلنا …نعم هذا هو السودان يغادره كل يوم مئات الشباب والكوادر الخيره والممتازه والمؤهله …ماذا تبقى اذن بعد ان هاجر اساتذذه الجامعات …الكل يود الرحيل …الكل يود المجازفه حتى لو غرقت به مركب على مياه المتوسط .

  2. المقال دا حايلقي تعليقات كتيرة لأنه بمس جزء كبير من رواد موقع النيلين المهاجرين.

    الموضوع معقد وعنده جوانب كتيرة … بس أنا عايز أعلق علي إنه السودانيين خارج السودان مفروض يشكلوا جاليات وكيانات قوية يحاولوا يدعموا من خلالها أهاليهم في الداخل عن طريق مشاريع مستدامة.

    مثلاً خد 15 دولار من عشرة ألف سوداني دي تعمل ليها مليار وشوية. دي ممكن تعمل مشروع يخدم أهل منطقة محتاجة.

    إذا أنتو من منطقة واحدة وكل واحد دفع 150 دولار وإنتو 250 دي 300 مليون وكدا يعني.

    للأسف بقيت أحس إنه السودانيين خارج السودان بقوا متفرقين وواحدين مخلوعين ومستجدين نعمة وبحسدوا بعض بدل يساعدوا بعضهم.

    سلام

  3. أي سوداني قادر ووجد فرصة للهجرة فليهاجر وهذا من حقه ” البلد بصراحة ما فيها أي شئ يشجع على البقاء بها وأي واحد يستطيع فليهاجر ويترك البلد للبشير وأخوانه ولنافع وعبدالرحيم حسين وبكر صالح وأبو الجاز وأولاده “ود الخالة” ولمصطفي عثمان وعلى عثمان … الله لا كسبهم ضيعوا البلد وأذلوا الشعب ودمروا الزراعة والصناعة دمار تام وشامل كامل ” ما يحدث في البلد شئ لا يصدق إطلاقا …. وقال إسلاميين قال … وما صرحوا به هو الصواب “البلد منتهية عديل كدي وإنهيار تام في كل شئ وإنعدام تام للخدمات ” الناس ميتة عديل كدي ولها الحق في الهجرة فبلاد الله واسعة طالما ضاق بهم السودان “العزيز” الما يستاهل ..لكن صبرا ياوطن إنهم عائدون بعد زوال وفناء الكيزان هؤلاء وقريبا جدا جدا لأن البلد سوف تنهار فجأة ….

  4. هذا ما تريده حكومة الأنقاذ برئاسة المشير ، دأبت علي تطفيش الكوادر المؤهلة وأبقت علي الفاشلين من الكيزان وأبناء الكيزان في وظائف ليست من أستحقاقاتهم ، وهؤلاء المفسدين طاحوا في البلاد فسادا ظاهرا ويعرفون لهم ظهورا تحميهم ، أما المواطن الغلبان الذي لا حول ولا قوة بظروفه فهو الضائع أراد أن يعيش نظيفا ويهاجر ولا يري مثل هؤلاء الكلاب الخنازير الذي يربون الذقون ويتسترون وراء الدين وغائبون عن آخرتهم ويمرحون ويتلذذون في أهانت مواطنهم …

    ملعون أبوك بلد ، راعيك ووليك وقائدك المشير ، ويكفي أن للسودان السيدة الأولي والسيدة الثانية ، سيدتان ولهم مخصصات من الدولة .

    يا مشير تذكر عندما تكون بقبرك ليس لك ولدا يدعوا لك ، واذا أنتظرت دعوة الشعب السوداني لا محال وقودك النار والحجارة وجهنم وبئس المصير ….

    الله يرحمك يا جعفر نميري .. أحبك الله وأختارك باكرا …..

  5. هجرة اقتصادية في المقام الاول…والمشكل الاقتصادي يتفاقم والحياة تتدهور وميزان العدالة الاجتماعية مختل لدرجة يصعب معها تعديل توازنه الغني يزداد غنا والفقير يزداد فقرا…لا يجد المواطن بديلا لبقائه في الوطن لا شيئ غير الهجرة…
    النظام الاجتماعي مبني على نمط الاسرة الممتدة ;كان لسياسة التمكين الاسر السئي على النسيج الاجتماعي السوداني لارتباط هذه الاسر في الغالب بعائل وحيد وفقدته اسرة العم والخال واهل الزوجة وحتى الجيران….الخ من الاسباب الجوهرية ايضا تدني الخدمات الصحية والتعليمية
    من الاسباب المعنوية فقدان الامل في تعديل الوضع للشخص للاقصاء المتعمد قياس الرفاهية ليس بمستوى حياة المتنفذين والانتهازيين انما بمستوى حياة المواطن العادي الشريف طاهر اليد هو المقياس الحقيقي…اصحاب الاموال اذا دققت في روؤس اموالهم من الصعب معرفة مصدرها هناك كثير من الغموض في مصادر هذه الاموال لأن الحركة الاقتصادية العادية لا يمكن ان توفر رؤوس اموال كهذه. لا زراعة ولا ثروة حيوانية ولا بترول من اين لهؤلاء بكل هذا..

  6. هذا هو الواضح بحيث يبقي الكيزان في السلطة لاطول فترة ممكنة والقضاء علي ما بقي من الوطن