قبلة محبة: في المساطب الشعبية ووسط الجماهير.. مباراة بطعم آخر وحكاية(بالهناء والشفاء مع تحيات الخندقاوي)
إطلاق صافرة نهاية مباراة الهلال وليوبارد الكونغولي باستاد الخرطوم أمس الاول كان صافرة لانطلاق الهلال مع الثمانية الكبار، لكن في المقابل فإن الحكاية كانت أكثر من مجرد تسعين دقيقة في المستطيل الأخضر، تبارى فيها لاعبو الفريقين حتى انتهت بصعود الهلال إلى المرحلة المتقدمة من البطولة.
في مباراة واحدة يمكنك أن تتابع عشرين مباراة؛ لكل هدفها وغايتها فرحتها وحزنها وصراخها الهيستيري. الصمت الذي يكاد يصل بك لدرجة التلاشي وربما إغماءة تعود بعدها للحياة أو تغادرها.
في مباراة (هلال ليوبارد) يمكنك أن تتجاوز النتيجة (الصفرية) لتحكي عن واحد صحيح في المدرجات والمساطب.. هنا تبدو المباراة حكاية كاملة الدسم وفيلما تتعدد سيناريوهاته وتختلف لهجاته، فذلك هادئ يدفن إحساسه في دواخله، والآخر تغلبه الوجعة فيصرخ بها في وجه الجميع.. يبادلونه النظرات والابتسامات، وآخرون يصرخون معه بذات النص. (اليوم التالي) تنقل تفاصيل مباراة الهلال وليوبارد من مسرح المساطب الشعبية.
منذ الصباح الباكر
في الصباحات الباكرة انطلقت الحشود الهلاية في ثلاثة اتجاهات يبتغون الحصول على تذاكر الدخول إلى المباراة في ملعب الخرطوم هنا أيضاً ثمة أشياء أخرى يمكنك أن تبتاعها مع التذكرة التي قدر ثمنها بعشرين جنيها كحد أدني.. الحصول عليها للذين لا يملكونها لم يكن صعبا فعند (الشيرنق) الخبر اليقين.. عادي يمكنك وأنت واقف في الصف الأزرق أن تساهم مع جارك في تذكرة ذلك الحالم بالدخول.. عموماً حصل البعض على تذاكره منذ الصباح وذهب لأداء أعماله على أن يعود في مغرب مبكر.
وتحاصرك الخندقة
الأمر هنا يتخذ أكثر من صورة؛ فمع الجماهير المحتشدة في مساطبها الشعبية يرافقك تساؤل: إنتوا لي الناس دي واقفة ليه مع أن المساطب صنعت ليجلس عليها؟ يجيبك من يجاورك: ياخ ما بنقدر على القعدة إلا نقيف ربما هو وقوف من أجل الوقوف أو وقوف العادة.. تتجاوزه لمشهد الخندقة فالمباراة بالتكتيك الذي دخل به النابي بدا وأن الهلال مخندق من أجل ألا يقبل هدفا يبعده عن حلم التأهل فبدا متوازناً، إلا أن ثمة خندقة هنا لا يمكنك تجاوزها وهي الخندقة المنسوبة لرجل الأعمال شريف الخندقاوي وهو ينفق إنفاق من لا يخشي الفقر.. إنفاقاً كان واضحاً في المدرجات، فقد قام الرجل بشراء ستمائة تذكرة وبتوزيعها على من رضي من الجماهير، ولكن صورة أخرى بدت حكاية وهي حين تأتيك وجبة الخندقاوي بسندوتشها الملفوف في ورقة كتب عليها (بالهناء والشفاء مع تحيات الخندقاوي).. بعض من وصلهم السندوتش أعادوه بينما لم يفطن البعض للعبارة وأكل ما وصل إليه دون أن يعرف مصدره.. عموماً حكاية الخندقاوي كانت حاضرة في المدرجات باستهجان الكثيرين.
رزق الهلال الحلال
(رصيد زين رصيد زين).. الرجل يهتف من تحت طاقيته باللون الأزرق وحين يكمل عملية التحويل يطالب المحول إليه بالتأكد من صحة رقمه فالكل هناك في عالم آخر تسوده حالة من عدم التركيز.. صوت بائع الرصيد يختلط وصوت من يهتف (موية باردة) يوزعها على كل من يطلبها ويتناول نقوده وهو يهتف مع الهاتفين (هلال هلال هلال) بينما تقوم تلك العشرينية بتوزيع الشاي في الأكواب الورقية برفقة القهوة.. أمر لا يمكنك أن تستعجب له فهذا الستيني يجلس في مكانه منذ الثالثة ظهرا هنا أدي صلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء سيؤديها بعد العودة إلى المنزل وتأهل الهلال.
العشق الكبير
ثمة ما يجمع هؤلاء، إنه الهلال وعشق من يمثلونه في الملعب، الرغبة في الانتصار والعبور الأمر لا ينفي أن ثمة (رشاشات) يحضرون، الرشاشات هي توصيف الهلالاب للمريخاب، ولكنهم في مثل هذا اليوم يختفون، فجريمة أن تكون (مريخابي) في تلك اللحظة وقد تكون هذه التهمة سبباً في علقة تدخل إليها بحر مالك لكنها لم تحدث أمس، فالكل كان يفكر في ما ستؤول اليه الأوضاع أو أن المباراة كانت بلا مريخاب.
العشق الخرافي يبدو في المشهد أعلى المدرجات حيث شاب في الثامنة عشرة من عمره بينه والسقوط التفاتة صعد أعلى الحائط حاملاً رايته المكتوب عليها (الكبير كبير) استمر في جلسته هذه حتى نهاية المبارة لم ينزل إلا بعد أن صعد الهلال وهبط يسبقه هتافه..
مشاهد الغرائبية لا تنتهي في المدرجات فالكل يعبر على طريقته، هؤلاء يتصارعون في (الفانيلة) التي قذف بها إليهم جمعة جينارو الذي أطلق بسببه أحدهم على صعود الهلال المجموعات وصف (مجموعات جمعة) في آخر المباراة والهلال يتعرض إلى ضغط هائل جلس ذلك الشاب واتجه عكس الميدان مكتفياً بالاستماع إلى الراديو ويرد على صديقه يا أخوي إن سقوط الهلال أخير لي أسمعو ما بقدر أشوفو وعند الصافرة احتضن الشاب كل المدرج.
عقب انتهاء المباراة.. الكل يبحث عن مدخل إلى داخل الميدان لتحية اللاعبين بينما تقف الشرطة حائلاً بينهم والعبور.. ذلك الشاب أصر على العبور فقفز فوق السياج وحين استقبله الشرطي محاولاً الحيلولة بينه والوصول إلى هناك رافعا العصاة التي يحملها لم يفعل الشاب سوى أن طبع قبلة على رأس الشرطي وأعقبها بضحكة كانت سبباً في دخوله إلى قلب مسرح الاحتفال بالصعود..
صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]
ألخندقاوي ده،،،مايترشح لرئاسة السودان
عشان كل الشعب السوداني يتخندق والله ياخندقاوي
لو،،،تعلم إن والدك تعب قدر شنو عشان يجمع لكم هذه
الثروه التي تبعثرها في توافه الأمور الله يرحم حسن وميرغني
الخندقاوي لو،،،رحلوا ويديم صحتهم لو هم أحياء.