منوعات

سوق قندهار.. ضرب أكباد الإبل والشواء من يدي عشّة دفار ومُنى غُرزتين

[JUSTIFY]كانت هذه هي أول زيارة لي لسوق قندهار الذى يقع غرب مدينة أم درمان نحو (40) كيلومتراً من وسط الخرطوم، منذ زمن طويل كنت أسمع به، فقررت هذه المرة أن أزوره. جولة سريعة بين المطاعم الصغيرة، قادتني إلى أحدهم من أجل الاستمتاع بشواء لحم طازج، قبل كتابة المادة، خاصة وأن السوق نال شهرته بتقديمه أجود أنواع الشواء.
امرأة تشوي على (صاج ) كمية من لحم الضان، يتصاعد دخانه، ينسرب إلى أنوف العابرين، فتنفتح شهيتهم عن آخرها. اخترت مكاناً جوارها وتجاذبت معها (دردشة خفيفة)، قلت لها: دعينا نتعرف على بعض أولاً، ثم نحكى عن الشية والمرارة النية، وكان لي ما أردت:
زبائن ما عندهم منطق
أنا عائشة حمدان جابر، الشهيرة بـ (عائشة دفار)، واللقب أطلقته عليّ إحدى صديقاتي في السوق. اكتفت بذلك دون توضيح الأسباب ودون الكشف عن سر اللقب.
عائشة امراة (مُطلقة) تكافح من أجل أبنائها، وتعمل بالسوق منذ (15) عاماً، حين كانت السوق في أبو زيد (سوق الناقة)، حكت عائشة عن يوميات عملها، وعلاقتها مع الزبائن ومفاصلاتها معهم. فقالت: أنا بجامل الزبون على حسب قروشو، لكن للأسف بعضهم لا يعرفون (المنطق) بحسب تعبيرها، وأشارت إلى أن من زبائنها الكبار والمشاهير دكتور شفاء العليل، ومحمد عثمان، وبعض الممثلين. وكشفت عن أن دوام عملها يمتد من السابعة صباحاً إلى السابعة مساءً. واستطردت: القعدة متعبة شديد، والدخل غير ثابت، ففي بعض الأيام لا نبيع حتى ربع كيلو. وذكرت (دفار) في حديثها لــ(اليوم التالي) أن قراراً كان صدر بإيقاف المرأة عن العمل في الأسواق، لكنهم تراجعوا عنه، بعد احتجاج النساء ورفضهن له. وأضافت: أنا شخصيا طلبت (50) جنيهاً عن كل يوم عمل، ولا مانع حينها من القُعاد في البيت. ومضت قائلة: تواجهنا الكثير من المشاكل مثل رسوم الرخصة التي تبلغ (650) جنيها، والنفايات (60) جنيهاً في السهر، والرخصة الصحية (100) جنيه، لكنني أحمد لله، فلا شيء غير الظروف يجبرنا نحن النساء إلى العمل في السوق.
غرزة بالترقية
غادرنا محل (عشة دفار) متوجهين إلى شواية (منى غرزتين)، فما رأت عربة الصحيفة تتجه صوبها، حتى كادت تطير من الفرح، وقبل أن تتوقف بدأت تنادي يا ناس (اليوم التالي) اتفضلوا. وبالفعل كان لها ذلك، إذ تفضلنا.
قالت أنا (منى محمد علي) الشهيرة بـ (منى غرزتين)، فبادرتها بالسؤال، الغرزيتن ديل شنو؟ ضحكت وقالت ديل غرزيتن بـ (الترقية)، في البداية غرزة واحدة ثم ترقت إلى غرزتين، فعندما بدأت العمل بالسوق، جوا الشماشة حرقوا لي راكبوتي فقلت قدر الله ما شاء فعل، واشتريت كل شيء من أول وجديد، الأواني والمعدات و(بنيت)، ثم علقت اليافطة وكتبت فيها (غرزة)، جوا بعد شهر حرقوها تاني وبرضو أسست محلا جديدا وعلقت اليافطة وكتبت فيها (غرزتين)، والتالتة في الطريق. والحمدلله أنا شغالة منذ العام (2007)م، عندي بيت ملك، ولكن الدكان دا إيجار.
كل شيء من الصحة
واستطردت (غرزتين) قائلة: في البداية كانت اللحوم رخيصة، أما الآن فأصبحت غالية شديد، وأشارت إلى أنه في السابق كان يتم ذبح الضان (الأناتي)، والآن وقفوها وبقى يتم ذبح الذكور (الخراف)، لذلك أصبح السوق نايم، وحركته بطيئة، وهذا ناتج عن كثرة الأسواق. وكشفت منى عن أن لحم الأبل صحي جداً، ليس فيه أمراض، إذ تعتمد في غذائها على أكل الاعشاب الطبيعية. وأضافت: لكن كبدة الإبل مرات بتعمل تسمم عندما يضاف إليها (الأتي)، وكشفت عن أن مشاكل هذه (الكبدة) يمكن تجنبها بإضافة العرديب الذي يجففها من الدم والسموم، وأن هنالك زبائن يطلبوها محمرة. قاطعتها كيف يكون ذلك؟ قالت نعمل (الدفريب) وهو سنام الإبل ونضع معه الكبدة وتتركهما لمدة بسيطة على النار.
إلى ذلك، كشفت غرزتين عن أن من أهم زبائنها المعتمدين من المشاهير (طه سليمان، ندى القلعة، عبدالله البعيو، علي إبراهيم اللحو، والقلع وعادل بابكر ود الجبل، والممثلة هند راشد)، وقالت: نحن نعاني من مشاكل الرخصة (100) جنيه، والملف الصحي (100) جنيه، والكرت الصحي (100) جنيه، إضافة إلى النفايات، حتى أصبحنا مصدر دخل للحكومة، وعلقت “لكن دا شغلهم، ونحن كمان لا بد نساعدهم ونعمل كل شيء عشان نكون صحيين”.

صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. “وعلقت “لكن دا شغلهم، ونحن كمان لا بد نساعدهم ونعمل كل شيء عشان نكون صحيين”.”

    يا سلاااااام ياريت يكون كل الناس كدة ويلتزموا بكدة، بدل ما يدفعوا فلان وعلان كدة وكدة