[JUSTIFY]
دخل السودان مرحلة جديدة بعد ان فقد كثير من دعائمه في السنوات الاخيرة لاسباب اقتصادية وسياسية واخرى قبلية، ولن تسلم احزاب المعارضة من العواصف التي هبت على المؤتمر الوطني وافقدته الكثير، وبإلحاح النخب المثقفة داخل هياكل الاحزاب استشعرت الحكومة الخطر الداهم الذي يمكن ان يفجر ازمات اوسع، فكانت الدعوة للقاء جامع دعا فيه الرئيس البشير 90 حزبا في دائرة مستديرة نوقشت فيها جملة من المشكلات والمتطلبات لتكون النتيجة ما قرره السيد الرئيس من اطلاق للحريات واطلاق سراح المعتقلين وتوجيه بعمل ضمانات تضمن مشاركة الحركات المسلحة، وبالرغم من قلة المداخلات والتي بلغ عددها 21 مداخلة من جملة 90 مشاركا من الاحزاب المختلفة بالرغم من القلة الا ان فحوى تلك المداخلات كان غاية التجاوب من قبل الحضور ووجدت ترحيبا منقطع النظير مقارنة مع الفترات الفائتة، هذه التظاهرة الحميدة قابلتها آراء المراقبين والمحللين في عالم السياسة فهاهو بروفيسور بركات موسى الحواتي يُدلي بإفاداته لـ(أخبار اليوم) والذي اوضح في مُبتدأ حديثه ان اللقاء كان اشارة لمنعطف جديد للقوى السياسية وبث الثقة بين المتنازعين، ولفت الى انه بالرغم من الحذر الذي ساد الاحزاب لاسباب احتمال عدم الجدية في التنفيذ لشواهد سابقة الا ان الترحيب وعلامات التفاؤل بدت واضحة في محيا قيادات الاحزاب، وطالب بتعجيل مخرجات اللقاء والتسريع في عمل الآلية المحايدة كاملة الحيدة لافتا الى ان الوضع لا يحتمل أية تأخير، وحول الضغوط الغربية ومحاولة نيلها من استقرار السودان قال الحواتي ان جهود الغرب لتحطيم السودان واحزابه لن تتوقف مطالبا بالوعي تجاه التعامل مع الغرب وقال (يجب تحقيق أدنى مطلوبات للأحزاب وبهذا يمكن تفادي ضغوط الغرب).وحول سؤال متعلق بالجبهة الثورية ابان ان الجبهة الثورية لا ترتكز على اسباب تجعلها ترفض الحوار وان المسائل السياسية ينبغي الا تقحم في المسائل القبلية والخاصة وغيره، في ذات الاتجاه نبه المحلل السياسي د. الطيب زين العابدين الى ضرورة الجدية في الحوار من واقع ما افضت إليه المرحلة السابقة من تخييب للآمال في اوساط المعارضة والاحزاب وقال ان المعارضة وصلت حد اليأس ليأتي الرئيس بقراراته الاخيرة وينعش الآمال، موضحا ان استجابة الرئيس لبعض طلبات المعارضة ادخل الاطمئنان في نفوس المشاركين، وتمنى لو ان الرئيس اعلن عن قراراته هذه قبل اللقاء لتمكنت الاحزاب الرافضة من الدخول في اجواء اللقاء، وطالب بالعقو عن مرتكبي الجرائم وان ذلك من شأنه تقريب الهوة بينهم والحكومة.
صحيفة اخبار اليوم
[/JUSTIFY]