منوعات
تناول الطعام هلعاً وتحوطاً “خم الرماد”.. مهرجان أكل ليوم واحد قبل الصيام
ويقوم خم الرماد على (تنظيم مهرجان أكل) نهار آخر أيام شهر شعبان، كأنه تحسب لجوع يطول شهراً، أو تزويد للأجساد بطاقة كافية لمواجهة عناء أول أيام الصيام، ورغم أن الفكرة تبدو (انتقامية) نوعاً ما، وتعبر عن (هلع) من الحرمان، لكنها في الحقيقة طقس (استعدادي) للدخول في الشهر المبارك.
وتختلف طرائق خم الرماد، حسب الشرائح الاجتماعية، البعض يأكل فيه حتى الثمالة، والبعض الآخر، يشبع نهمه لأطعمة بعينها خاصة تلك التي يصعب تناولها مع الصيام، فيما يكتفي البعض بمجرد الاحتشاد، وينظم البعض حفلات تناول القهوة، أما الشباب فـ (يخمون رمادهم الخاص)، حسب الأعمار والأجناس والقدرات المادية.
المهم أن فكرة (الخم)، وتعني جمع الأشياء بإهمال، فكرة سودانية تستند على إرث الناس في الاحتفاء بالشهر الفضيل..
شدوها القهوة
تقول الحاجة زينب الهادي، إنها وجاراتها اعتدن على تنظيم (جلسة قهوة أسبوعية)، مرة في كل بيت، تتوقف خلال شهر رمضان، لكنهن يجتمعن يوم خم الرماد في بيت واحدة منهن، أو تلك التي يصادف يوم قعدة القهوة عليها.
وتضيف: “عندنا صندوق للقهوة، وفي يوم خم الرماد مرات بنشتري بالصرفة خروف، ومرات بنجيب بيها أصناف كتيرة من الأكل”، وتواصل: “في قعدة القهوة وخم الرماد، وجود ست الودع ضروري للونسة والضحك”.
“نخم الرماد مرتين في اليوم”، هكذا يكشف أحمد هاشم عن طقسهم وأصحابه، يقول: “نأكل وأصحابي مرة بالنهار عشان ده آخر يوم نأكل زي الوقت ده، ومرة بالليل، ونركز نهاراً على السمك والمأكولات البحرية والنيلية لأنها بتعطش في رمضان”، خم الرماد مناسبة نأكل ونتجمع فيها، لنستمتع بالأكل و(الونسة) معاً، هو يوم واحد كل عام.
أما نهى الخليل فهي وصويحباتها يجتمعن سنوياً ويذهبن إلى (رحلة) ومعهن فنان يقضين يوماً مشهوداً، لكنها قالت: “هذا ما اعتدنا عليه، لكن السنة دي الرؤية لسة ما وضحت”.
البعض يحول (خم الرماد) لمناسبة عائلية، وهذا ما تفعله أسرة ولاء هارون: “خم الرماد بكون مع الأسرة، ولديها طقوس معينة، تتجمع قبل رمضان بيوم، يأتي أخواني وآزواجهم وأبنائهم، ويكون يوماً مفتوحاً، نترقب فيه ظهور هلال رمضان في تلفزيونات السودان والسعودية، وثبوته شرعاً”.
وقت ظريف
في توصيفه للظاهرة، يقول أستاذ علم النفس بجامعة الخرطوم د. صادق محمد عبدالحليم إن (خم الرماد) طقس من جملة طقوس تعود عليها الناس في السودان، ويعني ختام أيام ما قبل رمضان بوجبات دسمة، وأحياناً عزومات وأحياناً أخري على شكل رحلات.
ويجتمع المدعوون آخر أيام شهر شعبان، ليحتفلوا ويتبادلوا المأكولات والمشروبات، هذا ما كان في السابق، أما الآن فخم الرماد يختلف كثيراً، كان بسيطاً فأصبح أكثر تعقيداً، ولم يكن يعرف بخم الرماد، لكن الاسم ترسخ، وصارت الاحتفالات أكبر، يحتفل به الطلاب في الجامعات، وتحتفل الأسر والمجموعات في شارع النيل الذي يضج بأصوات المحتفلين بخم الرماد.
ويضيف: “بعض العائلات تنظم حفلات ساهرة”، وهو احتفال يختلف حسب النوع، ذكور، إناث، ومن حيث الطبقات، غنية، بسيطة، ومن حيث العمر، لذا يختلف احتفال طلاب الجامعات عن احتفال الموظفين.
وتفسر الباحثة الاجتماعية ثريا إبراهيم، خم الرماد بأنه سلوك اجتماعي متفق عليه بين الناس، وله مفاهيمه الاجتماعية المتعددة، ومن بينها أن يختم الناس أيام الإفطار بأكل أكبر كمية من الأصناف اللذيذة والمشروبات، إضافة للتجمع النهاري الذي قد لا يكون متاحاً في نهار رمضان.
صحيفة اليوم التالي
أ.ع
[SIZE=6]زمان االناس بخموا الرماد بالاكل و المريسة بلططوا لغاية ما يسبتوا عشان كدا ما بحسوا بجوع و حر رمضان الا بعد تلاتة ايام اللة يرحمك يا نميرى و يا حليلك يا كردفان بلد العيش[/SIZE]