منوعات

معلوماتنا خاطئة.. الخراف في غاية الذكاء

كشفت هيئة الإذاعة البريطانية -في تقرير لها الثلاثاء (2 مايو 2017)- عن مدى خطأ المعلومات الشائعة عن الخراف. مؤكدة أنها من أكثر الحيوانات التي يُساء فهمها على وجه الأرض، بحسب دراسة أجرتها عالمة دولية متخصصة.

وأضافت أنه في الوقت الذي اشتُهرت الخراف بأنها كائنات حمقاء، عديمة الحيلة، تتسكع بلا هدف على سفوح التلال والمرتفعات، ولا تصلح إلا لغرضين؛ أن تؤكل، وأن تُنتج الصوف، فإنها على قدر مدهش من الذكاء، وتتمتع بذاكرة وقدرات إدراكية مذهلة، إذ يمكنها أن تقيم صداقات، وتساند بعضها بعضًا في المعارك، وتحزن عندما يؤخذ أقرانها للذبح.

وبيّنت أن هذه الكائنات المغطاة بالصوف، التي نراها تسير على غير هدى في الحقول، أو تتوسط موائد العشاء، هي في الحقيقة ذكية، وبارعة، واجتماعية أيضًا، وهي صفات تُنسب عادة للبشر، ولم نعتقد يومًا أن تتصف بها الخراف، بينما حكم عليها أنها حمقاء، ولم تتغير هذه الفكرة منذ بدايات القرن الثامن عشر، حين قال جورج واشنطن، أحد مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية: “لو سُلبنا حرية التعبير، فقد نساق بُكمًا وأغبياء كما تساق الغنم إلى المذبح”، ليظل يوصف من ينقاد وراء غيره دون تفكير بأنه مثل “الخروف”. وبالرجوع إلى قاموس المصطلحات العامية للغة الإنجليزية، هناك تعريف آخر لكلمة خروف، وهو “الشخص الذي لا يرجى منه خير”.

وأشارت “بي بي سي” إلى دراسة أجرتها كيث كيندريك، بجامعة العلوم الإلكترونية والتكنولوجيا بالصين، وورد فيها أن الخراف يمكنها إدراك وتذكّر 50 وجهًا على الأقل لأكثر من عامين، وهذا يعني أن ذاكرتها أقوى من ذاكرة كثير من البشر. وفي الدراسة، درّب فريق كيندريك الخراف على التمييز بين 25 زوجًا من أقرانها، وذلك بالربط بين كل خروف من كل زوج منها، وبين مكافأة تُقدّم لها في صورة طعام.

وتقول كيندريك: “أظهرت الخراف علامات سلوكية واضحة تدلّ على أنها تتعرف على الأشخاص، إذ كانت تصدر صوتًا يدلّ على استجابة معينة لصورة الشخص. كما توصل الفريق إلى دليل على أن الخراف تميز تعبيرات الوجه، وتفضل الابتسامة على الوجه العبوس”.

وأضافت كيندريك: “الطريقة التي ينظم بها دماغ الخروف الأفكار، تدلّ على أنه يُظهر نوعًا من الاستجابة العاطفية للأشياء التي يراها في العالم من حوله”.

كما أجرت كارولاين لي، بمنظمة الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية في أستراليا، دراسة على ذكاء الخراف، واكتشفت أن الخراف يمكنها أن تتعلم كيف تخرج من المتاهة المعقدة. وقد شجعها على الوصول إلى المخرج نظرة أقرانها من الخراف التي تنتظرها عند نقطة النهاية.

وإلى جانب الذكاء، فإن الخراف تتسم بالمرح، وتبعث مشاهدتها على السرور، كما يتضح في مقطع فيديو شهير على الإنترنت لخروف يقفز بشكل يبعث على المرح.

وللخراف أيضًا بنىً اجتماعية معقدة. ومنذ ما يزيد على عقدين من الزمن، راقب باحثون من جامعة كاليفورنيا، في دراسة أجريت سنة 1993، بعض الكباش لثلاث سنوات، واكتشفوا أنها تقيم علاقات صداقة وطيدة، وتبحث عن بعضها في وقت الحاجة.

وذكر الباحثون في الدراسة أن “الكباش تقيم علاقات تدوم لفترات طويلة، وتدعم الضعيف بينها، ويساند بعضُها بعضًا في المعارك”.

ويدلّ هذا الوفاء والقدرة على إقامة صداقات على وجود مشاعر. وخلص تقرير نُشر سنة 2009 في دورية “أنيمال ويلفير” المعنية برعاية الحيوانات، على أن الخراف لديها القدرة على إظهار جميع المشاعر، من الخوف إلى الغضب، واليأس، والملل، والسعادة.

وقد وصل عدد الغنم على كوكب الأرض إلى 1.2 مليار رأس، بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

وتأتي الصين في مقدمة الدول المنتجة للغنم في العالم، إذ تمتلك نحو 200 مليون رأس غنم. وتليها أستراليا، التي لديها أكثر من 70 مليون رأس، ثم الهند التي تمتلك أكثر من 60 مليون رأس، ثم إيران التي تمتلك نحو 45 مليون رأس، ونيجيريا نحو 41 مليون رأس. وتمتلك السودان نحو 40 مليون رأس، في حين تمتلك المملكة المتحدة 33 مليون رأس، ونيوزيلندا نحو 30 مليون رأس. ويقدر عدد الغنم في كينيا بما يزيد على 17 مليون رأس غنم، تُربى لكي تُذبح.

صحيفة الأنباء