جلسة ماراثونية تمتد 7 ساعات حول غزة بمجلس الأمن دون نتيجة..شهدت كلمات أكثر من 60 متحدثا من مندوبي الدول
بدأت جلسة الامن الساعة الحادية عشرة صباح الثلاثاء، وانتهت السادسة مساء نفس اليوم بتوقيت نيويورك، وشهدت كلمات أكثر من 60 متحدثا من مندوبي الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكما بدأت الجلسة انتهت دون التوصل لأي نتيجة، غير الإعلان عن مشروع القرار الأردني الذي أعلن عنه بشكل رسمي نائب المندوب الدائم للملكة الأردنية الهاشمية محمد المحمود.
ويدين مشروع القرار الأردني جميع أعمال العنف والإرهاب ضد المدنيين، ويدعو الي وقف كامل وشامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وامتثال اسرائيل وحركة حماس لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي، بما في ذلك معاهدة جينيف (12 أغسطس/آب لعام 1949) الخاصة بحماية المدنيين في وقت الحروب.
وعلي الرغم من إعلان نائب المندوب الأردني عن توزيع مشروع القرار علي بقية أعضاء مجلس الأمن، إلا أن سفيري بريطانيا وفرنسا الدائمين لدي الأمم المتحدة أكدا للصحفيين خلال انعقاد الجلسة أنهما لم يطلعا بعد علي مشروع القرار.
الأمر استدعي نائب المندوب الأردني محمد المحمود الي أن يطلب الكلمة مرة آخري من رئيس الجلسة ليؤكد أن مشروع القرار سيتم توزيعه اليوم (الثلاثاء) علي جميع أعضاء المجلس البالغ عددهم 15 عضوا.
وانتهي النقاش المفتوح في الجلسة بكلمة من نائب المندوب الإسرائيلي الدائم لدي الأمم المتحدة، السفير ديفيد راؤوت، اتهم فيها المملكة العربية السعودية وإيران بخوض حرب بالوكالة في سوريا.
كما تحدث ممثلو الدول الغربية دائمي العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا) في إفادتهم عن الحرب التي يشنها نظام الرئيس بشار ألأسد ضد مواطنيه في سوريا منذ أكثر من 3 أعوام.
دبلوماسيون عرب، قالوا لوكالة الأناضول، عقب انتهاء الجلسة، إن تركيز ممثلي واشنطن وباريس وفرنسا وأستراليا علي الحرب “الوحشية” التي يشنها الرئيس السوري علي شعبه، هي محاولة لتشتيت الانتباه عن المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة.
ممثل باكستان الدائم لدي الأمم المتحدة السفير مسعود خان قال في إفادته لأعضاء المجلس إن “العقاب الجماعي لشعب غزة يجري بثه حيا علي شاشات التليفزيون”.
بينما انتقد الممثل الدائم للبرازيل، أنطونيو باتريوتا، قيام مجلس الأمن بتوفير الحماية للمدنيين في ليبيا وسوريا، وتجاهل المجلس للمذابح التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع.
الممثل الدائم لنيكاراغوا، دعا في إفادته إلي قبول فلسطين في الأمم المتحدة كعضو كامل العضوية، وليس فقط بصفة “مراقب”، كما هو عليه الحال الآن.
أما نائب الممثل الدائم لجنوب افريقيا، ماشاباني، فقد استشهد بمقولة لزعيم جنوب افريقيا الراحل نيلسون مانديلا “إن الحرية لدينا غير مكتملة من دون حرية الفلسطينيين”.
وفي مقابل هذه المواقف المساندة للشعب الفلسطيني، دعا ممثل، كندا الدائم لدي الأمم المتحدة إلي فتح تحقيق بشأن ما تردد من قيام وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين (الأنروا) بتسليم الصواريخ التي قيل إنه عثر عليها الأسبوع الماضي في أحد مدارس الأنروا بغزة، إلي حركة حماس.
في حين ألقت السفيرة الأميركية، سامنثا باور، باللوم علي الصواريخ وقذائف الهاون التي تطلقها حماس من غزة، واعتبرتها السبب الرئيسي لاستمرار سقوط الضحايا من المدنيين في كل من غزة وإسرائيل، علي حد سواء.
وتشن إسرائيل منذ السابع من يوليو/ تموز الجاري، سلسلة غارات (جوية وبحرية وبرية) عنيفة ومكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “الجرف الصامد”، قبل أن تتوسع فيها وتبدأ توغلا بريًا محدودًا الخميس الماضي.
وقتل 639 فلسطينيًا وأصيب 4040 آخرين، بجراح متفاوتة، في غارات إسرائيلية (جوية وبرية وبحرية)، على مختلف أنحاء قطاع غزة، منذ بدء العملية العسكرية في يوم 7 يوليو/ تموز الجاري، وحتى الساعة 05:00 اليوم الأربعاء.
وفي المقابل، أسفرت العملية، وفق الرواية الإسرائيلية، عن مقتل 30 إسرائيليا، بينهم 2 مدنيين، وإصابة 435 معظمهم بحالات “هلع” منذ بدء العملية الإسرائيلية في قطاع غزة يوم السابع من تموز/يوليو الجاري، وفقا لبيانات الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية.
نيويورك/محمد طارق/الأناضول –