سياسية

غازي صلاح الدين: لم أترشح للرئاسة.. ويمكن أن نقدم امرأة للمنصب

[JUSTIFY] في حقل الطب يمكننا أن نستتبع خيطاً ينظم قائمة البعض ممن آثروا مداواة علل أوطانهم، فعمدوا إلى تحرير “الروشتات” السياسية، بعد “فحص” الأرضيات الاقتصادية والاجتماعية، بلا إغفال للتقاطعات المحلية والإقليمية والدولية.. من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ثمة طبيب حمل هم الفكرة، وغامر وسط أنواء السياسة يذود عن فلسفته ومفاهيمه التي آمن بها؛ ليس ابتداء بأرنستو جيفارا، ولا انتهاء بباني نهضة ماليزيا مهاتير محمد.. بين هذا وذاك آلاف الأطباء ممن حملوا هم التشخيص والممارضة والتطبيب. حسناً، ضمن هؤلاء، ومن تحت عمامة المفكر، نكاد نلمح اسم الدكتور غازي صلاح الدين.. الرجل وبعد عقود من وضعه لأقدامه في دنيا السياسة، ما زال كسبه من المسير يحكي أن المشوار بعد طويل، خصوصاً وأن عقله ينزع إلى مقاومة الاستسلام والركون إلى ذات مقام الفكرة والالتزام. مغالبته للأمواج المصطرعة وعاتي الرياح في الدروب صعبة المراس لم تترك معالمها على سيماه، إذ لا يشي محياه بأدنى مسحة من اليأس، بل لا يكاد يُرى إلا وهو يغز الخطى متابعاً المضي بعزم في طريق اختاره، بأمل تقويم السياسي؛ عساه يبلغ المثال.

يأخذ عليه بعض المراقبين خطأ الجمع بين أدوات عالية النقاء في لعبة لا توصف إلا بـ(القذارة).. العتباني – الحائز على ماجستير الكيمياء الحيوية، ثمّ الدكتوراة في الطب من أعرق الجامعات البريطانية – لا يغفل بالطبع أهمية الملاحظة، ولكن الواضح أن رهانه قائم دوماً على تبديل المفاهيم، حاملاً معه أينما حل مشعلاً للتغيير، ودعوة لا تنضب لحرث تربة المفاهيم وتداول التفكير.. والحال كذلك يبدو للبعض أن غازي تائه بين دروب القيم ودهاليز السياسة، فهل سيستطيع مواصلة السياسة من تحت ذات العباءة؟

* هناك تصريح صادر من الإصلاح الآن عن أن الحركة تستعد لترشيحك لرئاسة الجمهورية. ما مدى صحة هذا الحديث؟

– هذا غير صحيح، هذه المسألة لم تناقش في أي مستوى بالحزب، ولم يحن الوقت لمناقشتها، وأي تصريح بهذا الخصوص غير صحيح.

* ألا توجد نية لذلك؟

– من حقي القانوني يمكن، ولكن هذا قرار سياسي ولم يناقش في الحزب، ولن يناقش إلا في إطار قيام انتخابات، الانتخابات الآن كيف ستقوم؟ هذا سؤال مهم، هل ستقوم على شروط المؤتمر الوطني؟ هل ستكون انتخابات زائفة؟، إذا كانت انتخابات ليس بها ضمانات حقيقية الحركة لن تخوضها، هذا كله مترتب على الإصلاح والحوار الوطني القائم الآن، إلى ماذا سيفضي، هل سيفضي إلى إصلاح سياسي حقيقي، هل ستكون هنالك انتخابات ذات مصداقية؟ هذه شروط ضرورية جدا للنقاش قبل أن يترشح الشخص ويترشح لماذا؟

* إذاً، تحديد موعد للانتخابات ووضع جدولها أنتم غير معترفين به؟

– حتى الآن النظام القائم الآن.. ليست المفوضية فقط، ولكن كل جهاز الدولة هو موظف ومهيأ ومكرس لحزب واحد، وبالتالي أرض النظام غير مستوية، وهذا تطالب به كل القوى السياسية، لا نحن فقط، فهذا ما طرح على مائدة الحوار الجاري، وكيف يمكن أن تقوم انتخابات حرة ونزيهة، هذه المسألة إذا لم تتوفر أشك في أن أي قوة تحترم نفسها يمكن أن تشترك في هذه الانتخابات.

* هناك حديث كثير هذه الأيام حول إعادة ترشيح الرئيس البشير. ماذا تقول في ذلك؟

– ليس لدي جديد في هذا الأمر، فقبل أن أتحدث عن الجانب السياسي فيه، عندي رأيي الدستوري والواضح فيه ألا يوجد حق دستوري في ترشح الرئيس، وبالتالي فإن كل الوجوه الأخرى السياسية ليست من النقاش، فالتأسيس القانوني هو الذي يعطي الحق أصلا في الترشح.

* وما تعليقك على مبادرة علي عثمان محمد طه وهو شخص قانوني بإعادة ترشيح البشير؟

– هذه مسائل داخلية تخص المؤتمر الوطني.

* هناك مواصفات للشخص الذي يريد أن يترشح للرئاسة هل اطلعت عليها؟ وما رأيك فيها؟

– “ضحك”: قراءة هذه المواصفات كانت ممتعة جدا بالنسبة لي، لكن على كل حال منذ أن جاءت الإنقاذ رفعت مثل هذه الشعارات لإعطاء صورة وردية للمرشحين.

* ما هي مواصفاتك أنت لشخص رئيس الجمهورية؟

– ينبغي أن يكون شخصا يملك الخبرة السياسية، أو لديه استعداد أن يكون خبرة سياسية، يتعلم من أخطائه وأخطاء الآخرين، لابد أن يكون شخصا عالي الهمة، لأن المهمة تتطلب حراكا واسعا داخل البلاد وخارجها، لابد أن يكون إنسانا مرنا في النظر للحلول المطروحة، وبالذات المسائل الاقتصادية والمسائل المتعلقة بالعلاقات الخارجية، لابد أن يكون إنسانا كل مقدراته وطاقاته لخدمة الناس، لديه إحساس بمعاناة الإنسان البسيط، لأن السلطة تتحول إلى معادلات فوقية بين النخب، لا تنظر للإنسان العادي.

* كيف يتم قياس هذه الصفات؟

– تعرف من أداء الإنسان، من خطابه السياسي، من مشاركته في الساحة السياسية، ولذلك عندما أسأل دائما عن البديل أقول لهم إن البديل هو الذي يفرزه نظام ديمقراطي حر ومدقق وفاعل يستطيع أن يقدم للأمام وإلى المقدمة الشخص الذي يحمل تلك المواصفات.

* فكرة تقديم امرأة للرئاسة هل هي مقبولة لديكم؟

– لا توجد قيود دستورية على ذلك وهذا موقف سياسي.

* هل يمكن أن يقدم الإصلاح الآن سيدة لرئاسة الجمهورية؟

– يمكن.. يمكن ليس هناك موقف ضد ذلك.

* دعنا ننتقل إلى خارطة طريق (7+7)، يرى البعض أن ما توصلتم إليه فيها نقاط مطاطة ولا يمكن تنفيذها. ماذا تقول في ذلك؟

– ليس مطاطا، حقيقة لو نظرت إلى بعض البنود محددة جدا مثل إجراءات بناء الثقة، هنالك مطالب واضحة جدا ومطلوبة في قيد زمني محدد، ولكن بالطبع الجلوس لتفصيل هذه المسائل هو الحوار نفسه، فالحوار الجاري الآن هو حوار حول الحوار، وحوار حول إجرائيات الحوار، ولذلك القضايا الموضوعية ستطرح في وقت لاحق، ولكن السؤال: هل سيقوم الحوار؟

* أتطرح هذا السؤال الآن والحوار قطع شوطا ليس بقصير؟

– حتى الآن نتحدث عن إجرائيات الحوار، ولكن بالطبع موقفنا لم يقم الحوار إلا إذا انضمت إليه باقي القوى السياسية الأخرى.

* إذا نستطيع أن نقول إنكم راضون على بنود خارطة الطريق بهذا الشكل؟

– يعني.. هذا ما أمكن تحقيقه في إطار المعطيات الموجودة، ولكن نحن لا نبسط هذه الوثيقة للآخرين، الذين يأتون للمشاركة في الحوار سيأتون بآرائهم قد تكون آراؤهم مخالفة وهذا حقهم.

* وهل فترة الـ4 شهور التي حددتموها كسقف زمني كافية لإنهاء عملية الحوار وحل قضايا البلاد المعقدة؟

– كافية إذا كان هناك حوار حقيقي.

* وما هو الحوار الحقيقي في نظرك؟

– الحوار الحقيقي هو الذي يضم كل القوى السياسية وهذا ليس حادثا الآن، وينبغي أن تطرح فيه كل القضايا بلا استثناء، لا توجد أشياء مقدسة، ويتداول فيه الناس بحرية دون خوف من الإجراءات الأمنية الاستثنائية، إذا حدث حوار في ذلك يمكن أن يتم الحوار في أقل من 4 أشهر والوصول إلى رؤية مشتركة، لكن في غيبة هذا لا يمكن أن نسمي الحوار القائم الآن حوارا.

* هناك من يتعجب من الإصلاح الآن ففي وقت أنتم منخرطون فيه في الحوار الوطني تقومون بلقاءات ثنائية مع أحزاب بشكل فردي هل هي مبادرات؟

– هذه ليست مبادرات هذه اتصالات سياسية، لتحقيق موقف وطني موحد لمعالجة قضايا الحوار، وهذا ليس عيبا.

* هل تصب هذه الاتصالات في مصلحة الحوار الوطني؟

– طبعا بالضرورة تصب في الحوار، فإذا استطعنا أن نجمع القوى السياسية لتتوافق فهذا جيد، ونعتبرها دعوة للدخول في الحوار، فلا نقول إن الحوار الموجود الآن هو النسخة الوحيدة الموجودة من نسخ الحوار، ولكنها قائمة الآن وأخذت شوطا، نحن ننادي بأن ينظر في ملاحظات وتحفظات الأطراف الأخرى التي لم تشارك في الحوار، بغرض إشراكها في الحوار، نحن نريد حوارا يكتمل فيه التمثيل عندئذ يكتمل الحوار، لكن الآن لسنا سعيدين ولا مستعدين للدخول في حوار بين مجموعات متشابهة فكريا ومحدودة، نطالب بأن يكون الحوار شاملا وأن تشارك فيه كل القوى، وهذه مهمة الحكومة في الحقيقة بأن تقدم الضمانات للقوى السياسية والتي تطالب بمثل هذه الضمانات، طبعا هذا قد لا يتأتى، وفي النهاية إن لم يتأت فستكون نهاية المبادرة.

* كيف تستمرون في الحوار وهناك معتقلون بالبلاد؟

– هذا نصت عليه خارطة طريق الحوار بصورة واضحة جدا، فمطلوبات الحوار إطلاق سراح المعتقلين وإيقاف الإجراءات الاستثنائية وهذه مسألة مهمة جدا، ولكن المهم أن توضع هذه المطلوبات في إطار زمني محدد، وهذا ما ينبغي أن تقوم به الحكومة، الوقت يمضي، ولابد أن تعالج أوجه الخلل هذه في الحوار القومي الآن، بتحقيق إجراء بناء الثقة. بدون إجراء بناء الثقة، وبدون ضم القوى الأخرى للحوار، لا يمكن أن يكون الحوار مفيدا.

* كانت هناك لقاءات بأمبيكي في إطار الحوار الوطني إلى أي مدى يمكن أن يفيد وهو يمثل طرفا خارجيا؟

– نرى ماذا لدى أمبيكي، فقد يكون هو الشخص الذي يستطيع أن يقنع الحركات والقوى السياسية الأخرى، لأن من ورائه الاتحاد الأفريقي، وننظر إليه بإيجاب، ولكن لا نستطيع أن نتكهن الآن إلى ماذا ستؤول مبادرته.

* خروج الصادق المهدي وتوقيعه على اتفاق باريس هل سيؤثر على مسيرة الحوار؟

– تضييق قنوات الحوار بالداخل بالضرورة يصب في بروز النشاط الخارجي، هذا ما ظللنا نشير إليه ونردده، إنه الأفضل لنا أن يكون هنالك حوار وطني داخلي، ولكن في غيبة الضمانات وغيبة الالتزام الحقيقي نحو مطلوبات الحوار سيبحث السياسيون عن مسالك أخرى للحوار.

* هل هناك فرصة لعودة الصادق المهدي مرة أخرى للحوار الوطني؟

– نحن نقدر دوره، على أي حال هو خرج لأنه رأى وقدر أن الحوار غير جاد، ونحن حتى الآن قبل أن نلقي حكما على الحوار ينبغي أن نعمل سويا عندما يكون هذا الحوار حوارا جادا، هذا تباين تكتيكي في الموقف، ولكن من الناحية الاستراتيجية، أعتقد أن موقفنا متشابه.

* وما رأيك في اتفاق باريس بين الصادق والجبهة الثورية؟

– إعلان باريس إذا وظف لمصلحة الحوار الوطني ولحل المشاكل السودانية فسيكون خطوة صحيحة، ويجب أن يوظف في هذا الغرض، وهذا يعتمد على نظرة القوى السياسية له.

* هل يمكن أن تنضم الإصلاح الآن لاتفاق باريس؟

– غير مطروح موضوع انضمامنا لهذا الإعلان، نفضل كل خطواتنا بتوافق مع كل القوى السياسية المنخرطة في الحوار بعيدا عن أي خطوات فردية، وهذا ليس معناه إدانة للعمل الفردي، ولكن إذا حسنت النوايا وتداخلت الإرادات الجماعية يمكن أن يكون هناك عمل جماعي في إطار خطوة جماعية، ونرحب بأي مبادرة فردية تدفع في اتجاه الحوار الوطني، ونبهنا من قبل إلى أن الحوار الذي لا يضم كل الفصائل لن يجدي.

* أنت مطمئن لنتائج الحوار؟

– لا.. إطلاقا وهذا رأيي الشخصي، ولا أفرض هذا الرأي على المكتب السياسي للإصلاح الآن، هناك أزمة ثقة واضحة جدا وهنالك اتهام صريح للمؤتمر الوطني بأنه غير جاد في الحوار، وغير مستعد لقبول مستحقاته ونتائجه، على كل حال فليثبت المؤتمر الوطني عكس ذلك.

* مازال البعض متشككا من خروجك فكما عاد الترابي ربما تعود أنت؟

– وهل عاد الترابي؟

* ألا ترى أن الترابي عاد؟

– الترابي لم يعد للمؤتمر الوطني.

* عندما يقول القريبون من الترابي إنه يعتكف ليخطط لكيفية إدارة البلاد ديمقراطيا ألا ترى أن هذه عودة وقوية؟

– لا أرى ذلك، فهذا شيء خاص بحزبه.

* دعني أنتقل لموضوع مختلف وهو بروز كيان مثل داعش في العراق في هذا التوقيت ما هي مسبباته في نظرك؟

– عبر التاريخ لو رجعنا حتى للفتنة الكبرى نرى أن المسلمين أخفقوا في أن ينظموا خلافاتهم السياسية، وبالتالي برزت حركات متطرفة مثل هذه، في غيبة منهجية صحيحة مستندة إلى مرجعيات مقبولة، وبالتالي سيفعل الناس ما يشاءون.

* هل نعتبرها إفرازا لخطايا مجتمع مما جعلهم يلجأون للعنف بهذه الشراسة أم هي أخطاء للإسلاميين أنفسهم؟

– من الصعب أن تفرزي مجموعة من المجتمع، فالمجموعات نفسها هي إفراز المجتمع، هنالك مشكلة كبيرة في ما يتعلق بنظرية تداول السلطة لدى المسلمين، والفكر الإسلامي صوب على هذه المسألة على أن يقدم فيها حلولا، لأنه إذا لم تقدم حلول فستطغى الاتجاهات الغالية هذه والمتطرفة.

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]

‫4 تعليقات

  1. عاوز اسال الاستاذ غازي سؤال واحد ..سالوني ليهو لمن قدمت للحصول علي الرقم الوطني…قالو لي ما هي قبيلتك؟

    خليني انا قلته شنو
    انت جاوبته شنو ؟

  2. [SIZE=7][FONT=Arial Narrow][SIZE=7][FONT=Arial Narrow]قال اسلامى قال كلهم منافقين طلاب سلطه لا بارك الله فى قوم ولوا امرهم امراءه[/FONT][/SIZE]

  3. سقطت من عيني ياغازي كنت بحترمك وقايل قبتك فيها فكي لدرجة اني كنت بحاول اقنع نفسي انك ممكن تكون بديل كويس وخايف الله رغم كرهي الشديد للكيزان .. تتخيل انا كنت مفتكر انك اكتر واحد بتحب الله وخايفو وحتمشي بالدين صاح !!

    بعد دا مبروك انضمامك لقائمة الساقط السياسي والحمد لله الأرتحنا من صراع الأفكار فى قبولك