عالم أسترالي: خطأ مخبري أنتج انفلونزا الخنازير
رجح عالم أسترالي أن يكون ظهور فيروس انفلونزا الخنازير ناجماً عن خطأ مخبري، في حين أكدت مصادر داخل منظمة الصحة العالمية أن الأخيرة تدرس هذا الاحتمال وذلك بالتزامن مع إعلان بعض الدول اكتشاف اصابات جديدة.
ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى العالم الأسترالي إدريان غيبس – الأستاذ السابق لعلم الفيروسات في الجامعة الوطنية الأسترالية بالعاصمة كانبيرا – قوله إنه لا يستبعد أن يكون فيروس (إتش1 إن1) المسبب لمرض انفلونزا الخنازير قد نتج بصورة «غير متعمدة من جانب علماء كانوا يعملون على استنبات مزرعة فيروسية مخبريا» بهدف اختبار أمصال ولقاحات جديدة.
وأضاف غيبس – الذي أسهم في الأبحاث التي أفضت إلى إنتاج عقار تاميفلو المستخدم في علاج أمراض الانفلونزا – أنه دهش لدى سماعه الإعلان عن مصل يحتوي على ثلاثة فيروسات مختلفة، مشيراً إلى أن القضاء على الفيروس لا يقدم تفسيراً شاملاً بشكل دقيق، لكنه يبقى واحداً من الاحتمالات المطروحة.
في هذه الأثناء أشارت مصادر إعلامية إلى أن منظمة الصحة العالمية تعكف حالياً على دراسة ما أشار إليه العالم الأسترالي للتأكد من أن الفيروس المسبب لانفلونزا الخنازير عبارة عن خليط من مادة جينية من الخنازير والطيور والإنسان نشأ نتيجة تسرب من مختبر للأبحاث الفيروسية. وكانت المكسيك – الدولة التي انطلق المرض منها – قد أعلنت امس تراجع عدد الإصابات وعودة الحياة إلى طبيعتها، لكن وزير الصحة خوسيه أنخيل كوردوفا حذّر من احتمال وجود أشخاص حاملين للفيروس لم تظهر عليهم أعراض المرض.وانضمت بلجيكا الأربعاء الماضي إلى لائحة الدول التي ظهرت فيها حالات المرض عندما أعلنت وزيرة الصحة لوريت أونكلينس أول إصابة مؤكدة بأنفلونزا الخنازير لدى شاب في الثامنة والعشرين من عمره من سكان مدينة غينت. كما أعلنت وزارة الصحة البنمية اكتشاف عشر إصابات مؤكدة بالمرض على أرضها لترتفع حصيلة الاصابات المسجلة لديها رسمياً إلى (39) حالة.ووفقاً لآخر نتيجة أعلنتها منظمة الصحة العالمية حول انتشار المرض حتى أمس الاول الأربعاء، بلغ عدد الاصابات المؤكدة – قبل إعلان بلجيكا عن أول إصابة لديها – (6298) حالة في (33) دولة، منها (3352) إصابة في الولايات المتحدة، و(2282) حالة في المكسيك، و(389) في كندا. أما الوفيات فقد بلغت (63) حالة في أنحاء العالم كافة منها (58) في المكسيك، وثلاث وفيات في الولايات المتحدة وواحدة في كل من كوستاريكا وكندا.
وفي السياق قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية امس الخميس ان سلالة انفلونزا (اتش1 ان1) لم تثبت اقدامها خارج منطقة الامريكيتين، لكن التفشي خطير ويتطلب مراقبة وثيقة. وقال كيجي فوكودا القائم بأعمال مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ان المنظمة التابعة للامم المتحدة تحافظ على حالة التأهب في المستوى الخامس على مقياس من ست درجات بالرغم من ان الفيروس تسبب في 6497 حالة اصابة في (33) دولة.وقال في مؤتمر صحفي «اذا رأينا تغيراً في شدة الاصابة فسندع العالم يعرف. فهذا حدث خطير ويحتاج الى مراقبة وثيقة»، ويعني المستوى الخامس ان احتمال حدوث وباء عالمي بات وشيكاً. وينتظر منتجو اللقاحات الرئيسيون ومن بينهم شركات جلاكسو سميث كلاين وسانوفي افينتس ونوفاريتس وباكستر انترناشيونال ارشادات من منظمة الصحة العالمية بشأن ما اذا كانوا سيتحولون الى انتاج لقاحات خاصة بالوباء بدلاً من انتاج لقاحات الانفلونزا الموسمية.
وقال فوكودا ان خبراء اللقاحات الذين جمعتهم المنظمة لم يتوصلوا أمس الى نتيجة حاسمة بشأن هذا التحول او ما اذا كانت سلالة ( اتش1 ان1) ستوضع ضمن خليط لقاحات الانفلونزا الموسمية. وصرح بأنه «ستعقد اجتماعات اضافية» بعد المؤتمر الذي عقد عبر الاقمار الاصطناعية وجمع ممثلي صناعات الدواء ومسؤولي الصحة والذي ذكر انه انتهي دون «قرارات كبيرة او اعلانات». وتؤدي الانفلونزا الموسمية الى وفاة (500) الف شخص سنوياً خاصة كبار السن أو الذين يعانون من مشكلات في الجهاز التنفسي مثل الربو.
صحيفة الراي العام