ثقافة وفنون

من طرائف ونكات زيدان ابراهيم

ولعل مابين العندليبين الراحلين عبد الحليم حافظ وزيدان ابراهيم .. رحمة اللـه عليهما قواسم مشتركة صاحبتهما فى حياتهما الفنية والخاصة ..!

الاثنان حملا لقبا واحدا هو العندليب الاسمر .. وتسمية حليم بالعندليب كانت الاسبق وقد جاءت بعد ان راج صيت اغنيته الشهيرة ( اسمر يا اسمرانى .. مين قساك علي)
وكان الصحافى الاستاذ التيجانى محمد احمد بصحيفة الايام هو من يستعير لقب العندليب الاسمر ليطلقه على زيدان ابراهيم اوائل السبعينيات , وماكان زيدان يقبل وقتها ان يكتب عنه فى الصحف كما دأب الاستاذ التيجانى الكتابة عنه دائما اعجابا بموهبته وصوته العندليب .

وهنا يقول زيدان : ذهبت للاستاذ التيجانى محمد احمد فى مكتبه بجريدة الايام والانفعال يأخذ منى مأخذا عظيما وطلبت منه الايكتب عنى بهذه الكثافة , خاصة وانا وقتها فى بواكير حياتى الفنية , و عودى مازال طريا ولم ابلغ بعد مرحلة الكتابة عنى بمثل هذا الاطراء الشديد , وحتى لا تؤثر تلك الكتابات فى نفسى فاغتر .. قلت للتيجانى : ارجوك اوقف الكتابة عنى فانا لا استحقها الان ..!

الاثنان اشتغلا بالتدريس فى بواكير حياتهما .. حليم اشتغل مدرسا للموسيقى بعد تخرجه فى مدرسة الموسيقى .. وعمل زيدان مدرسا للغة الانجليزية بمدرسة امدرمان الوسطى وهنا يقول زيدان فى حديث نشرته على لسانه بصحيفة (الحلوة ) عام 2007 (عملت مدرسا للغة الانجليزية وقد كنت متفوقا فيها ولكننى لم استمر فى مجال التدريس لتعارضه مع بداياتى الغنائية فى ذلك الزمان .. الى ذلك فقد كان الفنان يعتبر (صعلوكا ) حسب فهم الناس وقتها , وكان من تلامذتى آنذاك الاستاذ كمال افرو او ظريف امدرمان ومعتمد دار الرياضة الآن )

فى الذكرى الثالثة لرحيل عندليب الاغنية السودانية زيدان ابراهيم

كيـــــف نضيع.. أحلى ما أهديت يـــــا غالى …!

كيف ولماذا ترك زيدان كل هذا الحب الكبير فى نفوس الناس !؟

ولماذا قال ” ولو فكرت فى الدنيا كنت بنيت العمارات وسكنت القصور ”

تمر اليوم الاربعاء 24 سبتمبر 2014 ثلاث سنوات على رحيل عندليب الاغنية السودانية ومطربها الوسيم الفنان الراحل زيدان ابراهيم رحمة اللـه عليه ..الذى كان قد رحل الى الرفيق الاعلى بقاهرة المعز التى سافر اليها مستشفيا فتوفى بعد نحو اسبوعين من دخوله مشفى المروة بضاحية المهندسين بالقاهرة ..!

ثلاث سنوات مرت سراعا ولكن ما برح صوته العندليب يتحكر فى تلافيف الذاكرة ويسكن الوجدان سكون الماء فى عروق الصخر .. بل سكون الكحل فى عيون الجميلات ..

مع ذكرى رحيل العندليب الاسمر الثالثة .. تقفز اسئلة كثيرة .. لماذا لم يحقق رصفاؤه من المغنين النجاح الذى حققه زيدان ؟!

لماذا توجد تعددية فى المشاهير من نجوم الغناء ولكن لا يوجد نجم مثل زيدان ..!؟

كنت فى ابريل 2012 بقاهرة المعز بمدينة 6 اكتوبر .. وفى جلسة ضمتنا مع الفنان الدكتور عبد القادر سالم .. والمستشار الثقافى بالسفارة السودانية الدكتور ابراهيم محمد ادم والاستاذ حسن عثمان ( برى ) مسؤول العلاقات العامة بقناة النيل الازرق والزميل الاستاذ محمد عثمان حبة .. ولفيف من قادة السفارة السودانية , نتجاذب اطراف الحديث فى الفن والغناء، فجاءت سيرة الفنان زيدان ابراهيم وكيف ان رحيله ترك موجة من الحزن الكثيف حتى في نفوس الذين لم يقتربوا منه ويعرفوه عن قرب .. !

وكان السؤال كيف ولماذا ترك زيدان كل هذا الحب الكبير فى نفوس الناس ليحزن الجميع برحيله ..، في حين أن بعض المشاهير ممن رحلوا بعده لم يترك رحيلهم حزنا بمقدارما تركه زيدان فى القلوب ..!؟

وكنت ارد على السؤال واقول : هنالك عبارة شهيرة للصحافي المصرى الراحل احمد بهاء الدين يقول فيها (ليس كل مشهور محبوب .. )..!

فهنالك مشاهيركثر..فى الغناء والمسرح ..السينما , كرة القدم ..والصحافة …. فى مختلف المجالات ، ولكن بمجرد اقترابك منهم يتحول اعجابك بهم الى بغض شديد .. حين يصدونك بطريقة تعاملهم واسلوبهم الفج فى تعاطيهم الجاف مع الناس .. !

وزيدان ابراهيم رغم شهرته الطاغية لم يصبه البطر أو الشعور بالاستعلاء والخيلاء على معجبيه .. كان بسيطا متواضعا يحترمهم ويوقرهم وكثيراً ما كان يقول : انا مدين لجمهورى العزيز الذى طوق عنقى بكل مشاعر الحب والتقدير .. ولولاه لما ركبت السيارة الفارهة.. وارتديت فاخر الثياب .. فكل هذه النعم من فضله ..أنا ابن هذا الشعب السودانى الكريم ..!!

.. كان قريباً من معجبيه .. يستقبلهم ببشاشة .. فبوابة داره في (الشقلة ) بالحاج يوسف شارع واحد ، مفتوحة على مصراعيها .. و صينية الغداء حاضرة على الدوام تحت ظل الشجرة التى تتوسط داره العامرة.. وكان الاحباء دائماً في حضرة زيدان ليلقى على مسامعهم الطرفة وحسن الخطاب

حدثنى احد معجبيه من مدينة ودمدني ويدعى محمد علي ..فقال : جئت من الجزيرة الى الخرطوم خصيصاً لدار العندليب بالحاج يوسف الشقلة .. وفي نيتي أن أزوره واسلم عليه وابلغه اعجابي بفنه الذي استدام في دواخلي لأكثر من ثلاثين عاماً .. خفت ان لا يستقبلنى كما فعل معى احد الفنانين الكبار ..!

بيد ان زيدان الفنان اذهلني .. وهو يستقبلنى بترحاب واريحية اخجلتني .. ويقوم بخدمتى بنفسه .. لقد ازداد مقدار حبى واعجابى بهذا الفنان الانسان وكبرفى نظرى وعرفت لماذا يحبه كل الناس ..!

وظل محدثي .. يحكى لى باعجاب تفاصيل لقائه الاول بزيدان .. و يتحدث عنه باحساس من يعرفه عن قرب لعشرات السنين .!!

مفتاح شخصية زيدان .. فى تواضعه كما اسلفنا ، وزهده فى الدنيا ، التى ماكان يتمسك بها كثيرا … سكن زيدان بكل شهرته الطاغية مع البسطاء والمسحوقين .. فمن العباسية امدرمان ، ارتحل الى الشقلة الحاج يوسف .. نهاية الثمانينيات ، وكان يفخر كونه يسكن فى ذلك الحى العشوائى قبل ان تطاله يد التخطيط وتدخل اليه الخدمات الضرورية ، كان يسعد حين يحدثك بحياته البسيطة هناك ” انت عارف .. اظرف حاجة لما نبرد الموية بى صينية الالمونيوم فى العصريات ونشرب منها مع الوالدة ام الحسين ”

سبحان اللـه … فحين اتخذ اسلافه ورفقاؤه من الفنانين فنهم لجلب المال والتنعم بالحياة المرفهة الرغدة ..كان زيدان على النقيض تماما ، وهو الذى كانت عدادات حفلاته لا تتوقف .. والنقود عنده تمر بين يديه مرور الماء بين فروج الاصابع .. يبذلها فى عمل الخير واعانة المحتاجين .. ” انا ما فكرت فى الدنيا كتير .. ولو فكرت كنت بنيت العمارات وسكنت القصور ”

وحتى داره التى تركها فى الحاج يوسف الشقلة بعد رحيله كان يريدها ان تتحول الى دار للمساكين والفقراء وفلسفته فى هذا تقول ” الواطة دى مش بتاعت ربنا … طيب ترجع لى ربنا بعد ما اموت عشان كدا داير احولا لى ملجأ للمساكين والفقراء ”

كان يغضب حين يقول له احدهم انت ساكن كدا ليه يازيدان ما تشوف ليك حتة راقية .. فيرد فى انفعال .. ” سكنتى دى انا مرتاح فيها .. وسعيد ومبسوط بيها ..”

زيدان طبت حيا وميتا فى ذكراك الثالثة وانت تجمعنا بالخير والحب وتبعث فينا كل يوم روح التفاؤل والأمل والسعادة بما قدمت من اعمال باذخة ستظل باقية ابد الدهر .. ولهذا فلن ” نضيع احلى ما اهديت يا غالى ”

العندليب الساخر

تعلية حذاء زيدان ..وشارع الدكاترة بالغلط …!

كثيرة هى طرائف ونكات زيدان فقد كان يطرب للنكتة والطرفة وكان من صانعيها ، وهى التى تأتيه عفو الخاطر بلا تصنع ولا ادعاء
ومن مواقفه اونكاته الطريفة حين دخل ذات مرة الى دار اتحاد الفنانين .. فكان أحدهم يقدم له زملاءه الفنانين : معاك الدكتور الفنان عبد القادر سالم .. والدكتور الفنان عثمان مصطفى ..الدكتور انس العاقب .. الدكتور الماحى سليمان .. الدكتور محمد سيف .. والدكتور … وقبل ان يواصل محدثه الكلام كان زيدان يستوقفه قائلا : كدى يا خوى اقيف انت متأكد اننا فى اتحاد الفنانين و للا ياربى دخلنا شارع الدكاترة بالغلط ..!!
وقيل انه تأخر ذات مرة فى احياء حفل زواج كانت والدة العريس حريصة كل الحرص على ان يحييه زيدان وقد اخبرت الدنيا كلها بحفلها المرتقب وفنانها زيدان ..
وجاء زيدان متأخرا ولكن ليغنى اغنية واحدة فقط فما كان الوقت يسمح بعدها لمواصلة الغناء .. وهنا ثارت ثائرة ام العريس وقد طفقت تكيل لزيدان التقريعات تلومه على تأخيره الذى افسد عليها حفل زفاف ابنها .. وزيدان صامت لا يجاريها ولا يرد على حدتها الثائرة وانفاسها اللاهثة .. وحين اغضبها سكوت زيدان قالت له : وكمان ساكت بعد (شتيمة الشتايم ) دى كلها .. حينها رد عليها زيدان ببرود شديد : و(شتيمة الشتايم ) دى يا خالة على وزن سلاح الاسلحة وللا شنو …!!؟

وعندما اجريت له العملية الجراحية حين اصيبت قدمه جراء سقوطه .. وبعد نزع المسطرة من قدمه كان الطبيب يقول له : لابد من تعلية حذائك الايمن بمقدار 3 سم حتى يضاهى الايسر وتستقيم مشيتك ولا تبدو عليها اثار العرج .. !

ضحك زيدان وقال : من زمان كنا بنسمع بى حكاية تعلية خزان الرصيرص .. تعلية خزان سنار .. هسع الحكاية بقت على تعلية حذاء زيدان …!!
ولتأثرة بالمفردة الشعبية البسيطة كان كثيرا ما يستخدمها فيصنع منها عبارات موغلة فى الطرافة .. يقول زيدان : نهاية الستينات وبداية السبعينيات ، وبعد ان بدأ الناس ينصتون لاصواتنا الجديدة حيث جاء ظهورى مع الاخوين الفنانين ابو عركى البخيت .. وخليل اسماعيل فى توقيت واحد .
كانت الاذاعة السودانية تبث اغنياتنا الثلاثة فى الاوقات التى لا يكون فيها الاستماع محضورا .. فكان ان ذهبت الى مدير الاذاعة وقدمت له احتجاجنا الثلاثة على بث اغنياتنا فى الاوقات الميته وقلت له بالحرف الواحد : لماذا تبث اغنياتنا وقت الرجال فى الشغل والنسوان فى التكل ..!؟
و كان الراحل يكثر من استعمال المفردات الطريفة ويجد فيها متعة كبرى حين ينطقها .. وكانت هنالك كلمة شائعة فى السبعينيات اصلها اغريقى حيث سمعها فى اثينا حين زارها فى ذلك الوقت وهى كلمة تطلق للتعبير عن الدهشة او الاستغراب اوللتعبير عن الطناش .. والكلمة هى ( اَمى) ــ بتشديد الالف ، كان زيدان حتى ايامه الاخيرة يحشرها فى متون كلامه ..ويقول انها

عصاية كلام لا غنى عنها ابدا عنده …

الشاعر الاستاذ التيجانى حاج موسى يكتب فى ذكرى رحيل العندليب :

رحل زيدان فقيراً معدماً الا من محبة الملايين من عشاق فنه

قبل وفاة الراحل المقيم زيدان إبراهيم، كانت أعراض المرض تظهر عليه في رمضان الماضي، وكنا نعاوده في مرضه – يرحمه اللـه – وكان صبوراً على المرض، ولم يشأ أن يطرق أسباب العلاج، وكان وحيداً بالمنزل، عدا بعض الأصدقاء والموسيقيين من فرقته و”ناصر” الوفي الذي يرعى شؤونه ويقود له سيارته منذ سنوات، والأخ السر شابو والصديق حسن صالح وصديقه الوفي د. علاء الدين الأستاذ بجامعة الشيخ زايد بـ (أبو ظبي)، والموسيقي صديقه زكي، والموسيقي كردفاني.. وقال لي زيدان: (اللـه يستر يا صديقي ما أكمل معاكم السنة دي)؟! وقد صدق حدسه لم يكمل العام ورحل عنا، قالها ليلة تكريمي وتدشين الطبعة الثالثة من ديواني (تباريح الهوى) بعد أن أدى أغنية واحدة من أغنياتي التي نظمتها له (قصر الشوق)، وجسده الهزيل ملسوع بحمى يلحظها من يلمس جسمه، قلت له: لماذا أتيت وأنت مريض؟! رد عليّ: (يوم تكريمك ما أجي يا صديقي.. واللـه لو بقدر كنت غنيت كل أغنياتك)!! وودعنا ولم يكمل الحفل.

لماذا أكتب هذه الشهادة لكم؟ أكتبها لأنه فنان من بلادي، سكب عصارة موهبته الغنائية واللحنية ليسعد ملايين المحبين لغنائه من أهل بلادي، ولأنه أدرك منذ زمن بعيد أنه خلق لإسعاد الناس، لذلك خرجت الملايين من أهل السودان يشيعونه ويدعون له بالرحمة.

أكتب هذه الشهادة لأنه غادر هذه الدنيا فقيراً معدماً إلا من محبة الملايين من عشاق فنه، وأشهد (للعندليب الأسمر) أنه لم يكن يفاصل في أجر غنائه، وقد كان من الممكن أن يرفع ذلك الأجر إلى أعلى قيمة مالية، فكم من حفلات عديدة أقامها ودفع تكاليف تلك الحفلات والكثيرون يشهدون له بذلك، وأذكر في سبعينيات القرن الماضي حينما كان يسكن بحي العباسية محطة سنادة مستأجراً لمنزل بسيط من الجالوص آيلاً للسقوط، وكان البعض يحسبه منزله بالمِلك لطول إقامته في ذلك المنزل.. طلبت مني المرحومة والدته أم الحسين (التوأم)، أن أتحدث معه ليشتري المنزل لأن الملاك الورثة له عرضوه عليها للبيع، وبالفعل تحدثت معه، وأفضت في الحديث عن الدفوع الموضوعية التي تبرر شراءه للمنزل غير أنه ألقمني حجراً ورد عليَّ: (البيت.. بيت الآخرة يا صديقي)!! ثم رفع لحاف سريره ليريني مالاً وفيراً كان حصيلة رحلة من رحلاته التي كان يقوم بها مشاركاً زملاءه الفنانين الذين يقيمون حفلات ساهرة في عواصم الولايات بواسطة متعهدي حفلات. ولم تمضِ أيام قليلة إلا وقد كان قد أنفق ذلك المال على الفقراء والمساكين الذين كان يحبهم ويزورهم في منازلهم البسيطة والفقيرة ويدرك تماماً احتياجاتهم.. بعدها باع الورثة ذلك المنزل وتلكأ في الخروج منه إلا بحكم قضائي بدعوى أقامها أصحاب العقار، ولحسن الحظ كان قد أشترى عقاراً بالشقلة الحاج يوسف – عشوائياً كان وقتها – وقد بنى به غرفتين سكن فيه هو وأمه يرحمهما اللـه، وحتى هذا المنزل الذي آل لورثته كان يحدثني مراراً وتكراراً بأنه يود أن يوقفه داراً للعجزة والمسنين الذين لا دور لهم أو أهل، وكنت أثنيه عن تنفيذ تلك الرغبة فيقول: (يا أخي ما تساعدني في إجراءات الوقف عشان يكون لي صدقة.. يا أخي أنا ما قدمت للشعب السوداني شيئاً.. ما أخلي ليهم البيت ده وهو ذاتو ما قدر مقام الشعب العظيم)!! لله درك أيها الصديق!! سلوكك هذا يشبه سلوك الزاهدين.

تحت شعار ” كيف نضيع أحلى ما أهديت يا غالي ”

اليوم إنطلاقة فعاليات الذكرى الثالثة لرحيل العندليب زيدان إبراهيم

كبارالفنانين والنجوم الدوليون يشاركون ، ويوم للعلاج المجانى

أم درمان : داؤود مصطفى

اكملت جمعية العندليب للآداب والفنون ، بالتضامن مع اللجنة العليا لابناء العباسية أم درمان وضع التصور النهائى لاحياء الذكرى الثالثة لرحيل عندليب الاغنية السودانية الفنان الراحل زيدان ابراهيم ، والتى تصادف اليوم الأربعاء 24 سبتمبر حيث تنطلق أولى برامج الذكرى الثالثة وتمتد الى الثاني من اكتوبر 2014 .

وتجىء احتفالية الذكرى الثالثة لرحيل العندليب هذه المرة تحت شعار ” كيف نضيع احلى ما أهديت ياغالى ” ويبدأ برنامج اليوم الاول فى الثامنة من امسية الليلة الاربعاء 24 سبتمبر بمسرح زيدان ابراهيم بميدان الربيع بامدرمان ، بمشاركة الفنانين شكر اللـه عزالدين ، ومحمد عيسي ، محمد زيدان ، شريف الفحيل ، الفنانة مكارم ، بالاضافة الى عدة فقرات منها ” رفقاء الدرب ” يشارك فيها الشاعران عبد الوهاب هلاوى ، التيجانى حاج موسى ، والملحن عمر الشاعر, تقديم الاستاذ طارق كبلو، وفقرة اخرى تضم ثلاثة من المواهب الغنائية فى مسابقة لأغنيات زيدان تقدم فيها الجائزة لافضل صوت واداء

ويتواصل برنامج الذكرى الثالثة وتحت عنوان “يوم الوفاء “، لينتقل يوم الجمعة 26 سبتمبر الى الشقلة الحاج يوسف ، حيث سكن الفنان الراحل فى آخر ايامه ، لتقام امام داره قراءة المصحف الشريف على روحه عقب صلاة الجمعة ، ثم تعد وجبة الغداء للمشاركين وتقديم الاناشيد الدينية والمدائح .

وبالسبت 27 سبتمبر يوم صحى بنادى العباسية ام درمان ، يقدم فيه العلاج مجانا ، بمشاركة نخبة من كبار الاطباء والاختصاصيين .

ويشارك النجوم الدوليون ونجوم العباسية والربيع فى فعاليات اليوم الثالث بالاحد 28سبتمبر حيث تقام مباراة بين النجوم الدوليين والفائز فى المباراة الاولى بين العباسية والربيع ، وتقدم الجوائز والكاس للفريق الفائز

وتختتم فعاليات الذكرى الثالثة لرحيل العندليب باليوم الختامى فى الثانى من اكتوبر بمسرح ميدان الربيع بمشاركة نخبة من كبار الفنانين على رأسهم ، محمد الامين ، صلاح بن البادية ، سيف الجامعة ، محمود تاور ، وليد زاكى الدين ، شكراللـه عزالدين ، طه سليمان ، عاصم البنا ، خالد الصحافة ، عصام محمد نور، معاذ بن البادية الفنان المصرى سيد السمان ، محمد زيدان .

وكانت اللجنة المنظمة قد قدمت الدعوة لكبار الشخصيات الاعتبارية للحضور والمشاركة الى جانب اجهزة الاعلام بوسائطها المختلفة

وفاءً واحياءً لروحه

قيام جمعية العندليب للاَداب والفنون

كان الأول من ديسمبر 2013 م يعلن قيام جمعية العندليب للآداب والفنون ( الثقافية الاجتماعية ) حيث تم ذلك بحضور عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية الأولى وبإشراف مندوب المسجل العام للجمعيات الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام الأستاذ عبد الكريم عبد المطلب محجوب

وكان نادي العباسية بامدرمان قد شهد مراسم إعلان قيام الجمعية العمومية التي تم من خلالها المصادقة على الدستور والنظام الاساسى للجمعية وتكوين اللجنة التنفيذية ومجلس الأمناء .

وتسلمت الجمعية فى الحادى والعشرين من يناير 2014 م شهادة تسجيلها من المسجل العام للجمعيات الثقافية بولاية الخرطوم بأسم ( جمعية العندليب للآداب والفنون ( الثقافية والاجتماعية ) واصبحت بذلك قانوناً يحق لها القيام بكافة الانشطة الثقافية والفنية .

جاء قيام جمعية العندليب للآداب والفنون وفاءً وعرفاناً لروح الفنان الراحل المقيم العندليب الأسمر زيدان إبراهيم الذي توفى بالقاهرة فجر السبت 24 سبتمبر 2011 م ، فكان أبناء العباسية أمدرمان التي شهدت انطلاقة مسيرته الفنية مطلع الستينات يشرعون بعد وفاته مباشرة في قيام جمعية تحمل إسمه ، حتى تكللت المساعي بالنجاح .

تم انتخاب أعضاء المكتب التنفيذى لجمعية العندليب للآداب والفنون من 11 عضواً هم السادة :

التيجانى حاج موسى ــ طارق محجوب كبلو ــ اللواء أبوبكرعلى خير السيد ــ المهندس إبراهيم سرالختم محمد إبراهيم ـ داؤود مصطفى ــ مصطفى ادريس مصطفى ــ وليد سرالختم محمد إبراهيم ـ زكى على محمد عثمان ـ حافظ على بخيت ــ سعاد مزمل على دينار ـ تهاني خليل عبد الجبار على

وتم ترشيح 24 عضوا لمجلس أمناء الجمعية وهم السادة : الفريق شرطة دكتور محمد عبد المجيد الطيب ــ عمر الشاعر ــ إسماعيل محمد احمد عيساوى ــ بابكر هلاوى ــ السموأل خلف اللـه ــ الهندي عزالدين ــ اشرف سيد احمد الكاردينال ــ عادل إدريس ــ محمود حامد أحمد ــ عبد لله أحمد ادم ( الكردفانى ) حسن صالح (سونا ) ــ عرفات حسن زيدان على ــ ناصر على بابكر محمد ــ حنان بلوبلو ــ وليد بشرى عمران ــ طارق المعتصم ــ د / يسن على حامدين ــ محمد عبد الرحمن الشريف ــ الدكتور عبد القادر سالم ــ سيف الجامعة ــ وليد زاكى الدين ــ محمود تاورــ بابكر الحاج موسى ـ الدكتور عمر محمود خالد بالاضافة الى اسماء اخرى تضاف لاحقاً .

وتهدف الجمعية لتخليد الشخصيات الفنية والأدبية والثقافية ممن اثروا حياة الناس وساهموا في تقوية النسيج الاجتماعي وعملوا على رقى حياتهم بالإعمال الخالدة الجليلة في كافة مناحي الحياة.

آخر أغنيات زيدان .. التى لم يسمعها جمهوره

أسأل الليل مننا وخبر فرحة ..!

كثف زيدان فى اواخر ايامه البروفات لاغنيتين وباتتا جاهزتين للتقديم .. الا ان القدر لم يمهله ليقدمهما لجمهوره ، والاغنيتان حملتا عنوان ” اسأل الليل مننا ” كلمات الاستاذ صلاح ادريس (الارباب ) ـ والحان الموسيقار بشير عباس الذى كان لحن لزيدان اغنية واحدة فقط هى ” كنوز محبة ” كلمات الشاعر الدكتور بشير عبد الماجد ، والاغنية الثانية بعنوان ” خبر فرحة ” الحان الاستاذ عمر الشاعر كلمات الشاعر المبدع اسحاق الحلنقي. ولعل من المفارقات العجيبة ان زيدان غنى مرة واحدة لاسحاق الحلنقى فى قصيدته ” بنتأسف ” وغنى كذلك مرة واحدة من الحان بشير عباس فى ” كنوز محبة ” وحين جاءت الفرصة ليغنى مجددا من الحان بشير وكلمات الحلنقى وافته المنية ..!

داؤود مصطفى- صحيفة قوون