هيثم صديق

قام اتعزز الليمون

[JUSTIFY]
قام اتعزز الليمون

قامْ اتعزَزْ الليمونْ
عشانْ بالغنا فى رِيدو
بدورْ اشكِيهو للقمرةْ
واشوفِكْ من أجاويدو
حَارِقْ جُوفنا دا الليمونْ
نِجِضْ قُبال مواعيدو
وأمس الأول رحل الفنان محمد سلام وأسلم الروح لباريها، رحمه الله وجعل الجنة مثواه، فإن كان لا يعرف له كثيرون إلا الأغنية عاليه لكفته ذكرا وصيتا، فلقد لامست قلوب السودانيين لأجيال وأجيال فخلدت كشجرة الليمون ووهبت ما تهب..
ومحمد سلام الذي غنى لليمون وتعزز الليمون لم يبن كثيرا مذ أن تعزز غير الليمون ولا أحد يريده..
والليمون في الغناء السودان له مساحات بعدد الفدادين المزروعة به والحيشان الرامي فوقها كعنبة الحلنقي تلك الشاهد (لو مكضبنا ما مصدقنا أسأل العنبة الرامية فوق بيتنا).
ليمون بارا لا يعلى عليه لذلك ارتبط بالتهليل: (ليمون بارا.. يا اخوانا شيلو الجلالة)
والليمون كانت سقايته على الفلاتية قبل أن تتوارث السقيا البنات جيلا بعد جيل..
والليمون هو الرمز لبت السودان (الخدرا) لذلك كان يمارس دلاله كفتياتنا وعطاؤه كالأمهات.
رحم الله محمد سلام، فقد أبقى للسودانيين في توثيقهم الأول لليمون ذكرا وسيرة مع غيره فالأغنيات هي التي تبقى في ذاكرة الناس وتمحي المواقف والبطولات.. ولا أبلغ دليل من مناحة أخت ود حبوبة في أخيها فلا يعرف معظم الجيل الحالي من طلاب الثانوي والجامعة كتفية ولا الحلاوين وإنما يحفظون أسد الكدادة الزام..
الليمون خلد بتعززه وخفره ودلاله ومويته وعصيره وقشرته وبشرته وبشارته في أغنية واحدة أخرجها يانعة بصوته الطمي من سكن الثرى أول أمس..
لقد عاش جيل السبعينيات فترة الأغاني الحقيقية قبل أن تعايش مع زمن الأغاني الاغتيالات من ضرب الرصاص والقنبلة..
الحلنقي مع التاج مكي في العنبة والحلنقي مع البلابل في لون المنقة.. الشايل المنقة امتدادا لأشعار الحقيبة من التفاح والرمان والبرتقال المزروع في أجساد الجميلات التي هي أغصان بان كما جاء في عواتك ابن البان..
…………………………….
حبيت عشانك كسلا
ولأننا لا نزال في دائرة الأغاني و(نعاني) فإن كسلا أرض الحبايب كما غنى حركة، وأرض الطير الخداري كما صدح اللحو، ومن تترك لها الديار كما غنى التاج أصبحت زيارتها محفوفة بالمخاطر..
ماذا يعني تعرض بصات سفرية للاعتداء بقربها وبقربها الجنات؟.. فليركب أفراد شرطة وأمن في بص كمين عشان يعرفوا المعتدي مين… إن حجرا كشرارة قد يكون بداية للحريق فإن الجبل من حصى.
بدور أصلها
أشوف جبلها
أقابل أهلها

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي