طب وصحة

رغم مذاقها الشهي:الوجبات السريعة.. طريق يقودك للأمراض

تعرف الوجبة السريعة بأنها الوجبة التي تحتوي على أطعمة سريعة التحضير والغنية بالدهون والسكريات والزيوت والملح, مرتفعة السعرات الحرارية مثل قطع الدجاج المقلية والبرجر وقطع البطاطس المعلبة والشيبسي والفطائر والبيتزا والشاورما والمشروبات الغازية.

وتناول هذه الوجبات تعرض الإنسان للمخاطر الصحية لأنها تشجعه على تناول طعام بسعرات حرارية فائضة، تزيد عن متطلباته واحتياجاته الطبيعية البسيطة، كما أن وجبات المأكولات السريعة تشوش عمل نظام التحكم في الشهية في الدماغ، لأنها تتميز بكثافة الطاقة، حيث تحتوي وجبتها على سعرات حرارية تزيد مرتين عن السعرات في وجبة مماثلة الحجم من الغذاء الصحي.

وقد أفاد بحث علمي أمريكي بأن الإكثار من تناول الوجبات السريعة، قد يؤدي إلى تردي المستوى الأكاديمي للتلاميذ، بما ينعكس سلبياً على قدرتهم على التحصيل العلمي.

وقد اعتمد البحث على قيام أكاديميين من جامعة “فاندربيلت” في ولاية تنيسي، بمتابعة النمط الغذائي لأطفال تراوحت أعمارهم بين سن العاشرة والـ11 عاماً، ومقارنة أدائهم في القراءة والرياضيات، وحصل التلاميذ الذين تناولوا الوجبات السريعة، كشطائر الهمبرجر والبطاطا المقلية، ثلاث مرات في الأسبوع، على معدلات أقل.

ووضع البحث العلمي، الذي شمل أكثر من 5500 طالب من تلاميذ المدارس الابتدائية، قيد الاعتبار وزن الطالب وعرقيته ودخل الوالدين، وأظهر تدني قدرات الأطفال الحسابية وفي القراءة، بنحو 16 في المائة.

وقدمت الدراسة واحدة من أكثر الأدلة الحاسمة، حتى اللحظة، التي تربط بين النمط الغذائي الهزيل، ومستويات التحصيل العلمي، في وقت تتنامي فيه المخاوف بشأن صحة الطفل وظاهرة السمنة الشائعة بين تلك الفئة.

وتفصيلاً، أظهر البحث أن أكثر من نصف الطلاب تناولوا وجبات في مطاعم الوجبات السريعة، كماكدونالد، ثلاثة مرات على الأقل، في الأسبوع الذي سبق إجراء الدراسة، وأن واحداً من بين عشرة، تناولوا وجبات هناك ما بين أربعة إلى ستة مرات.

وفي واحدة من أكثر المفاجآت إثارة بالنسبة لفريق الباحثين، قال اثنان في المائة من الطلاب إنهم يرتادون تلك المطاعم أربعة مرات أو أكثر يومياً، وفي المتوسط يحرز الطلاب في اختبارات القراءة، ما بين 58 نقطة و181 نقطة، أي حوالي 141.5 نقطة في المتوسط.

وفي هذا الصدد، تدنت نقاط الطلاب الذين تناولوا وجبات سريعة ما بين أربعة إلى ستة مرات في الأسبوع، بسبع نقاط عن المتوسط، بينما ارتفعت إلى 16 نقطة بين أولئك الذين يتناولون وجبة واحدة على الأقل يومياً هناك، أما فيما يتعلق باختبارات الرياضيات، حيث يحرز الطلاب ما بين 47 إلى 151 نقطة، أي بمتوسط نتائج 115 نقطة، تراجع معدل فئة متناولي الوجبات السريعة، ما بين 6.5 و18.5 نقطة.

سندوتش سريع.. يدمر ذاكرتك

وقد أظهرت دراسة اعدها معهد كاولينسكا للأبحاث فى ستوكهولم، أن نظاماً غذائياً غنياً بالسكر والشحوم كما هى الحال فى الوجبات السريعة قد يساهم فى الإصابة بمرض الزهايمر.

وقد درس باحثون تصرفات فئران معدلة جينياً بعدما قدم لها على مدى تسعة أشهر أطعمة غنية بالشحوم والسكر والكوليسترول.

وأوضحت سوزان أكتيرين واضعة الدراسة، أنه تبين عبر دراسة دماغ هذه الفئران وجود تبدل كيميائى شبيه بالتبدل المسجل فى دماغ مرضى الزهايمر، ولاحظ الباحثون أن كمية كبيرة من الكوليسترول فى الأغذية تخفض من وجود بروتينة فى الدماغ تدعى “ارك” وتساهم فى عملية “تخزين” الذاكرة.

وخضعت هذه الفئران قبل ذلك لتعديلات جينية لتقليد متغيرة لجينة بشرية “ابو اى 4″ التى تشكل احد عوامل احتمال الإصابة بالمرض، والتى من بين وظائفها نقل الكوليسترول، وكانت دراسات سابقة اشارت إلى وجود رابط ممكن بين الحمية الغذائية وظهور هذا المرض.

ويصيب مرض الزهايمر واضطرابات قريبة منه أكثر من 24 مليون شخص فى العالم و”سيتضاعف هذا العدد كل عشرين عاماً” طبقا لتقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية.

وجبة سريعة.. تعادل إدمان الهيروين

وقد حذر باحثون بريطانيون من أن الوجبات السريعة الدسمة والغنية بالدهون، قد تسبب الإدمان بنفس الطريقة، التي تسببها المخدرات، وخصوصاً الهيروين، حيث اكتشفوا أن الإفراط في الأكل ليس بسبب نقص الإرادة والسيطرة على النفس، وإنما بسبب عوامل إدمان معينة، بحيث يصبح جسم الإنسان مدمنا على الدهون والسكريات، الأمر الذي يساعد في تفسير ارتفاع معدلات البدانة في العالم.

وأوضح العلماء أن الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون تنشط إفراز المواد الكيماوية المسؤولة عن الشعور بالسرور والنشوة في الدماغ، التي تعرف بالأفيونات الطبيعية، وهو ما يشجع اعتماد بعض الحيوانات وحتى البشر, على السكريات والطعام الحلو، مفسّرين الأمر بأن الدماغ في هذه الحالة أصبح مدمنا على أفيوناته نفسها، بنفس مبدأ الإدمان على المخدرات، كما يُعتقد أن السيطرة على الشهية تتم من خلال نظام معقّد من الهرمونات، ومواد أخرى ينتجها الجسم .

وتسبب أمراض الكلى والقلب

أرجعت احدى الهيئات الطبية المتخصصة تزايد حالات أمراض الكلى بين النيجيريين إلى تزايد تناول الوجبات السريعة المنتشرة في شوارع نيجيريا.

وأوضحت الدراسة أن زيادة السكريات، والمواد الدهنية، والزيوت في الأطعمة السريعة تسبب السمنة، والتي تعد المسبب الأول لتدمير الكلى، مشيرة الى أن الاحصاءات التي أجريت على مرضى الفشل الكلوي، وجدتهم يقبلون على تناول الوجبات السريعة بشكل شبه مستمر.

كما أكدت دراسة حديثة أن تناول وجبة واحدة دسمة “مشبعة بالدهون” يمكن أن يؤثر على حركة تمدد الشرايين، وبالتالي يؤثر على الكوليسترول “الجيد” الذى يعطي الحماية ضد الالتهابات.

وأشار الدكتور ستيفن نيكولوس أخصائى أمراض القلب فى عيادة كلفلاند بأوهايو، إلى أن الوجبة المشبعة بالدهون يمكن أن تخفض الكوليسترول “الجيد” فى الجسم، أو “البروتين الذى يحمى الجدران الداخلية للشرايين والذي يمنع الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية.

وقد حذر باحث طبي أردني من خطورة الإفراط في تناول الوجبات الغذائية السريعة، والتى تسبب العديد من الاضرار الخطيرة على الصحة نظراً لارتفاع نسبة الدهون ذات المنشأ الحيواني.

وأشارت العديد من الدراسات إلى دور هذه الدهون فى الإصابة بالعديد من الامراض، مثل أمراض القلب، تصلب الشرايين، السرطان وخصوصاً سرطان القولون، الثدي، فضلاً عن السمنة الزائدة والتي تتسبب في أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل وامراض الرئة والجلطة الدماغية والسكتة القلبية.

وتحتوى هذه الوجبات الغذائية السريعة على اللحوم الرديئة المستوى ، مما قد يكون سبباً مباشراً للإصابة بمرض السرطان، وكذلك الامر بالنسبة لمشروب الكولا والذي يشكل سببا للإصابة بمرض ترقرق العظام وسهولة انكسارها.

وأخيراً .. تدمر خصوبة الرجال

أفادت دراسة حديثة أن الإسراف في الوجبات السريعة له تأثيرات ضارة علي خلايا الخصية بسبب زيادة ترسيب الدهون التي تحتويها هذه الوجبات وتأكسدها مع غزوها المتتالي لخلايا الخصية مسببة تليفها واضطراب وظائفها‏,‏ حيث تخفض معدل هرمون الذكورة الذي يعرف بــ”‏ التستوستيرون‏”,‏ الأمر الذي يهدد خصوبة الرجال‏.‏

ومن خلال الدراسة التي أجريت على حيوانات التجارب في وحدة أبحاث الكيمياء الحيوية بكلية الصيدلة جامعة الزقازيق المصرية، عن طريق تغذية ذكور فئران التجارب بوجبات تضاهي الوجبات السريعة في المحتوي والمضمون شملت هامبورجر وعيش الكايزر مخلوطاً بصلصات المايونيز والكاتشب ولمدة تراوحت من‏ 5‏ أشهر وبصورة متواصلة‏,‏ واتضح أن تناول الفئران بشغف بالغ هذا النوع من الطعام انعكس في زيادة الوزن بصورة واضحة وخاصة سمنة الأحشاء الداخلية‏,‏ وترسبت الدهون وزادت معدلات أكسدة الدهون وانخفض معدل هرمون الذكورة‏ ” التستوستيرون‏”,‏ حيث أظهر فحص الأنسجة مجهرياً تحللاً واضحاً في خلايا الخصية وقلة الحيوانات المنوية وتليفاً بصورة واضحة‏,‏ وكان السبب المرجح لكل ذلك زيادة ترسيب الدهون وتأكسدها مع غزوها المتتالي لخلايا الخصية‏.‏

وأشار الدكتور محمد السويدي أستاذ التحاليل الطبية، إلى أن هذا النوع من الأطعمة يوجد بها سعرات حرارية زائدة عن المطلوب سواء كان مصدرها الكربوهيدرات‏‏ مثل العيش الكايزر‏‏ أو الدهون‏‏ داخل أنسجة الهامبورجر‏‏، إضافة إلي مكسبات الطعم الأخري‏‏ مثل المايونيز والكاتشب‏‏ ، وهي دهون أخري مضافة‏,‏ حيث تتعرض هذه النوعية من اللحوم لحرارة عالية أثناء الطهي مع زيوت وشحومات حيوانية تشكل عبئاً علي الجهاز الهضمي.

المصدر :محيط