جاري التصعيد: الحكومة تعيد تأكيد موقفها الثابت بعدم السماح لـ”يوناميد” الدخول مرة أخرى لقرية (تابت)
1
* بحث عن المترجمين المهنيين
يقول مراقبون تحدثوا لـ(اليوم التالي) إن الحكومة ترى أن البعثة أخلت بالاتفاق الذي أبرمته معها في تنسيق زيارة أخرى تتوفر فيها نزاهة الترجمة من الشهود. حيث درجت مثل هذه البعثات على الاستعانة بمترجمين منسوبين لحركات التمرد لتزوير أقوال الشهود، الأمر الذي فطنت إليه الحكومة واشترطت توفير مترجمين مهنيين ليست لهم أجندة، وأشار المراقبون إلى أنه بحسب السوابق الماضية ظلت بعثات الأمم المتحدة المختلفة تستعين بمترجمين يعملون لصالح المنظمات المعادية لتشويه صورة السودان وإدانة الحكومة أمام الرأي العام العالمي.
2
* أجندة البصري
مصادر داخل الحكومة تحدثت لـ(اليوم التالي) أمس (الأربعاء) شككت في دوافع عائشة بصري، الناطقة الرسمية لبعثة (يوناميد) حيث ظلت تكيل الاتهامات للحكومة دون أسباب موضوعية خاصة بعد استقالتها من منصبها، ورجحت أن تكون عائشة تم استخدامها لخدمة أجندة معادية للحكومة وعملها لصالح منظمات مستحكمة العداء ضد السودان، وأشارت إلى تصريحها الصادر أمس الأول بأهمية استعجال التحقيق باعتبار أن عامل الزمن يخفي دلائل جريمة الاغتصاب.
3
* نصائح الحكومة في بريد مون
حسنا، الحكومة كانت قد نصحت بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بالبحث عن البلاد التي يشيع فيها منكر الاغتصاب الجماعي، واعتبرت السودان بريئا من مثل هذه المنكرات، جاء ذلك ردا على تصريح بان كي مون الذي طالب الحكومة بالسماح الفوري ودون شرط، لبعثة (يوناميد) الدخول إلى قرية (تابت) بإقليم دارفور للتحقق من مزاعم وقوع أعمال اغتصاب جماعي في البلدة أواخر الشهر الماضي.
4
* قلق الأمين العام
وبحسب بيان للمتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجريك، أعرب بان كي مون عن انزعاجه الشديد بشأن الادعاءات المستمرة حول وقوع عمليات اغتصاب جماعي في قرية (تابت)، وأشار البيان إلى أن بعثة من (يوناميد) زارت بلدة (تابت) في التاسع من الشهر الجاري. لكن الوجود المكثف لقوات الجيش والشرطة في البلدة زاد من صعوبة تسليط الضوء على حقيقة ما حدث، وأضاف البيان أن الأمين العام يساوره القلق إزاء ما يجري. وحثّ مون الحكومة على منح (يوناميد) الوصول غير المقيد والفوري وبدون شروط إلى البلدة، بغية التحقق من صحة تلك التقارير.
5
* في الانتظار
وردا على الأمين العام، قال عبد الله الأزرق، وكيل وزارة الخارجية، في تصريح لـ(اليوم التالي)، إن ثقافتنا وديننا وتقاليدنا عاصم لنا من مثل هذه المنكرات، وأضاف: لا نعجب من جري الأمين العام للأمم المتحدة وراء سراب روجت له إذاعة اشتهرت بالتلفيق واشتكت منها مرارا حتى بعثة (يوناميد) هذه التي تطلب أن يجري تحقيق، بل نعجب من عدم مطالبته بالتحقيق في جرائم ارتكبتها حركات التمرد الدارفورية وحرقت فيها قرى ونهبت ممتلكات المواطنين وروعت الآمنين.
وقال وكيل وزارة الخارجية لـ(اليوم التالي) إن محاولة إحياء ترهات ولدت ميتة من مصدر يفتقد المصداقية لا يدعو للعجب، واستطرد: كيف سيستقيم عقلا أن يتحول جنود وحدة عسكرية كاملة في بلد محافظ مثل السودان تنعدم فيه مثل هذه الأفعال أن يتحولوا إلى وحوش كاسرة تغتصب عددا يفوق جنود الوحدة؟ مشيرا إلى أن عددا منهم متزوجون من نفس القرية أو يقيمون مع أسرهم داخل القرية. الأزرق قال إن المدعي العام لجرائم دارفور الذي وصل (تابت) في زيارة ثانية له ليستكمل تحقيقاته سيلتقي بكل أهل القرية رجالا ونساءً وشيبا وشبابا، بجانب جنود الوحدة العسكرية سيرفع تقريره ونحن في انتظاره.
6
* قرية نموذجية
بالنسبة لوكيل الخارجية فإن من أهم الدوافع التي تم بموجبها اختيار (تابت) لمزاعم الاغتصاب الجماعي من قبل الدوائر التي تكيد للسودان، ومن قبل حركات دارفور المتمردة التي غدا راديو (دبنقا) الناطق الرسمي باسمها، أن هذه القرية تشهد حالياً إقامة مشروعات خدمية، ومشروعات لإعادة الإعمار ودعم الأسر المنتجة والجمعيات الزراعية ومشروعات الوئام الاجتماعي، بالإضافة لأكثر من 45 مشروعا تنمويا، بتكلفة إجمالية قدرها ستة ملايين دولار، تبرعت بها دولة قطر الشقيقة، ما جعل هذه القرية نموذجية، ومنطقة جذب لتشجيع العودة الطوعية للنازحين، وبالطبع حسب الأزرق – فإن ذلك لا يصب في صالح حركات التمرد الراغبة في إبقاء المواطنين في المعسكرات للإيحاء بأن الصراع في دارفور ما يزال مستمراً، قبل أن يضيف بأن هذا الاتجاه تسانده بعض الدوائر الغربية المعروفة بمعاداتها للسودان. الجدير بالذكر أن (تابت) من المقرر إعلانها كقرية نموذجية للعودة الطوعية للنازحين وافتتاح المشروعات التنموية الخاصة بها في يناير المقبل، حسبما يشير بيان للخارجية بالخصوص.
7
* روسيا على الخط
في سياق متصل بالأزمة، كان الأزرق التقى بمكتبه، أمس الأربعاء، بـ(ميراغاث شيربنسكي)، سفير روسيا الاتحادية بالخرطوم، حيث رحب الوكيل بالسفير، مؤكداً عمق العلاقات بين السودان وروسيا، مشيراً إلى أن روسيا هي من أفضل أصدقاء السودان الداعمين له في العديد من المحافل الدولية، وقدم الوكيل شرحاً حول مسار الأزمة زمزاعم الاغتصاب. الأزرق أوضح خلال لقائه بالسفير الروسي أن السودان أتاح الفرصة لبعثة (يوناميد) لزيارة القرية والتحدث مع المواطنين في الأحياء السكنية والأسواق، وأن تقرير (يوناميد) أكد عقب هذه الزيارة عدم وجود أي دليل على وقوع حالات اغتصاب لنساء القرية. وأشار الوكيل إلى عدم منطقية هذه الاتهامات.
8
* موسكو ستظل داعمة للخرطوم
السفير الروسي من جانبه شكر الوكيل على الشرح الموضوعي حول الحادث المزعوم، مؤكداً أن روسيا تتفهم تماماً الموقف الرسمي للحكومة السودانية من هذه التطورات، مشيراً إلى أن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أكد عند مراجعة التقرير الأول لـ(يوناميد) موقف روسيا من هذه الاتهامات غير المؤسسة، مشدداً على أن تقرير بعثة (يوناميد) الذي أعقب زيارتها لقرية (تابت) كان واضحاً في الإشارة إلى عدم وجود دلائل لحدوث حالات اغتصاب في القرية، حيث تأكد لهم أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة من واقع لقاءاتهم بمواطني القرية، وأشار السفير إلى أنه من الواضح أن هذه الاتهامات تنطلق من سوء نية لبعض الدوائر المعادية للسودان. وأكد السفير الروسي أن بلاده ستظل داعمة للسودان في هذا الموضوع، انطلاقاً من قناعتها أن هذه المزاعم لا تنطلق من أسس منطقية، كما أنها منافية للواقع في هذه المنطقة، مؤكداً حرص بلاده تطوير علاقاتها مع السودان على المستوى الثنائي في مجالات عديدة، مشيراً إلى التنسيق الدائم والدعم المتبادل بين روسيا والسودان في المحافل الدولية لجميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.
9
* اتجاه نحو التصعيد
يتضح من السياق أن الحكومة لا ترغب في تصعيد هذه القضية لكنها متمسكة بموقفها المعلن، لكن الإشارات التي خرجت من الأمم المتحدة تشير إلى أن هناك اتجاها لتصعيد القضية، فهل عامل الزمن كفيل بنسيان هذه القضية أم موقف العداء السياسي من بعض الدوائر الدولية المعادية للسودان سيكون سيد الموقف وبقاء حالة التوتر والشد والجذب بين السودان وهذه الأطراف؟
اليوم التالي
خ.ي
يا ريت لو الحكومة استغلت الفرصة دي لمطالبة الامم المتحدة بمراجعة دور اليوناميد عموما خاصة انهااصبحت خميرة عكننة بعكس الدور المنوط بها وبعد استخدام قواتها ومعداتها في مكافحة الايبولا في غرب القارة مما يعني انها عاطلة لا داعي لوجودها.