هيثم صديق

البلد الابوك عمدو وجفوك نظارو


[JUSTIFY]
البلد الابوك عمدو وجفوك نظارو

لا ترجمة للعنوان إلا بذكر خبر انحشاد اكثر من ثلاثة آلاف طبيب في معرض الخرطوم الدولي لتقديم أوراق الهجرة.
فكلما هاجر طبيب استوطن مرض وكلما غادر معلم سكن الجهل والفقر لا يحتاج إلى ترجمان.
فهل تحالف علينا الفقر والجهل والمرض.
ثلاثة آلاف طبيب يريدون الهجرة وثلاث حالات أطفال سفاح يعثر عليها كل يوم وثالثة الأثافي لم تنشر بعد وشملتنا شملة كنيزة ثلاثية وقدها رباعي.
لقد خرجت كل الوسائط الإعلامية السودانية أمس بخبر هروب الآلاف من المواطنين الجنوبيين من مدنهم مخافة القتل والدمار وانزوى خبر إزماع كل هذا العدد من الأطباء للهجرة صغيرا كصوت طفلة وسط الزحمة منسية.
لقد جاء الخبر من معرض الخرطوم الدولي حيث تقدم الأوراق أن هرجا ومرجا قد صاحبا التقديم مما أدى إلى تمزق الأوراق وانتشار الفوضى، فكيف أن كان المتقدمون من الفاقد التربوي.
لقد أصبحت الهجرة تحت شعار(انج سعد فقد هلك سعيد) وأصبح الوطن ما بين أكثرية في الصفوف وأقلية تستمري (السفوف) ورحم الله وداعة الله.
لو تبقي نار فوق نار تطوف
ولا نستشهد الوف
ما ببتراجع صفوف
بايعت بالموت دوام
والتقديم للأطباء كان في ساعات الدوام فهل كل هولاء الآلاف عطالة أم أصبحت القوانين في الخدمة المدنية سيف بالة والسيف البالة ما بقطع قدر ما تسنو.
تري كم جرعة دواء وابرة قد حرم من مريض قبل أن يحرم طبيبه من فرصة تقديم اوراقه عسي ان تاتي ليلة القدر بقبول.
… لم تجد حاجة السرة عربة مواصلات لان العربات كانت في صف الجاز وحاجة السرة عيانة فلما وصلت إلى المستشفى لم تجد طبيبا لأن الطبيب كان في صف الهجرة.
فمن الظالم ومن المظلوم؟
من القاتل ومن المرحوم
وكيف كيف لما البترول الجنوبي يتوقف
لعل أيام شدة تدنو قوافلها ولعل الفيتوري في شيخوخته لا يتذكر لنا قصيدته فيتلو منها
أيها لسائس رفقا بالخيول المتعبة
فإن الدرب في ناظر الخيل اتفق
وادمي الحبل لحم الرقبة
……………
من الأرشيف
المهندس قاس البنا
والدكاترة ولادة الهنا

هتش : صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]