هيثم صديق

بلاد لا تحترم امواتها


[JUSTIFY]
بلاد لا تحترم امواتها

للاسف غابت عنا حرمة الموتى يوم جعلنا المقابر مكبا للنفايات فما شيعنا فقيدا علي إمتداد الخرطوم والا فجعنا باكوام الأوساخ بين القبور وعند أسوار المقابر وضاعت الشواهد من تغطية أكياس النايلون لها فما عرف الناس قبور أحباب ولا أهل وأصبحوا يبكون من سوء المنظر وقلة الحيلة والهوان… بئس لأمة لا تحترم قبراً وستسكنه فكيف ينظف الناس (صالونا) مؤقتا ويشوهون قبرا (دائماً) أم أن الموت صار كالظنون لما التهى الناس وعكفوا في محراب لذات الدنايا.
بلاد لا تحترم الأحياء
ومن يقرأ صفحات المجتمع في الصحف ويغور في عمق المجتمع في المدن والأحياء أعلاها وأسفلها ينظر إلى هوان الإنسان فلقد رأيت شاباً في العشرينات من عمره في وسط الخرطوم ساقطاً على الأرض ويمر به الناس ويتقافذون فوقه لم يحمله مواطن ولا احتملته الشرطة ولقد توقعت أن أصادف نعيا له في صفحات الفيس بوك كما نعوا بهنس وما مات بهنس إلا بفعل هذا التقافز فوق جثته الحية…. وأمس من الحواتة جاء الخبر بأن طفلا دهسه لوري قد مات في المستشفى البائيس لأن الإسعاف كان بدون بنزين وأن صبياً قد مات مدهوساً ايضاً في الخرطوم لهروبه من مطعم أكل فيه طلبا للفول ولم يكن معه الثمن فدفع عمره ثمناً.
بلاد لا تحترم البين بين
والذين يرقدون في المستشفيات ما بين الرجوع الي البيت بالعافية أو الذهاب الي اللحد بالرحمة يشكون الامرين ويتعذب المرافقون ما بين عدم وجود الأسئلة وارتفاع أسعار الدواء والكشف والمقابلة فمن زار مريضا في المستشفى أدرك أن الوصول اليها لا يعني النجاة.
……………………………….
تشاهد اليوم
مئات الواقفين ينتظرون مواصلات.
عشرات المتثاقلين يستزيدون الاجازة
عشرات الغائبين من المدارس ممن استمرأوا النوم
آلاف الرسائل تسأل عن (إجازة المولد) متين
كثبانا من أكوام النفايات
مكتب شاغر لأن الموظف مشي الفطور
ثقيل يترصد الناس عند (الخزانة)
موظف وموظفة يتجاوران في غرفة واحدة ويتراسلان بالواتساب.
درداقات تجوب الشوارع تحمل اللالوب والنبق.
………………….
تشاهد غداً
وهنا حلقة شيخ يرجحن
يضرب النوبة ضربا فتئن وترن.
..
ليلة المولد يا سر الليالي
…..غفر الله للمجذوب وأعاد الكابلي.

هتش :صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]