هيثم صديق

الجن الكلكي


[JUSTIFY]
الجن الكلكي

تطلقت مريم مرتين قبل ان يكتشف زوجها انه ظلمها فقد ولدت مريم طفلا وطفلة سموهما الفاضل وفضيلة.
بعد شهر بالتمام من مولدهما صرخت الزوجة تنادي زوجها بان احد طفليها غير موجود.. جاء الرجل مسرعا ووجد ان فضيلة ترقد وحيدة ولا اثر للفاضل.. بحثا في كل مكان والام تولول فلما عادا وجدا ان الفاضل موجود وان فضيلة قد اختفت ولا يزالان كذلك حتى ظن الزوج ان زوجته تلعب به فطلقها.
كانا يعيشان في غربة لذلك لم يدر احد بما كان الا ان الزوج طلق زوجته لثاني مرة لما شك انها (جنية) ثم جاءه ما اثبت له ان توأمه انما هما واحد وانهما يعملان بنظام الوردية.
شب الفاضل وفضيلة في تبادلهما هذا وذاق والداهما الامرين ما بين استفهامات الاصدقاء ومساءلات المدرسين.
-اوع يكون الفاضل عيان امبارح ما جاء.
– ترجو المدرسة من ولي امر التلميذة فضيلة ان تقابلنا لتخبرنا عن سبب غيابها يوما بعد يوم.

وهكذا سارت الحياة بهما حتى اصبح الهم هو هم الفاضل وفضيلة وحدهما بعد ان قضي الابوان في حادث مروري.
فرجع الفاضل وفضيلة الى البلاد (بتذكرة) واحدة.
سارت فضيلة في الشارع فارعة ورائعة وبهية فهتف وليد شلاقة يغني
يا غزال الحي
يا مليح الزي
اكون سعيد عمري
لو عطفت علي
وهتف اصحابه الثلاثة بصوت كورالي: يا غزال يا غزال.
لم يعرف وليد واصحابه اين اختفت فضيلة ولا من اين اتى الفاضل لكنهم نالوا علقة سارت بها الركبان.
لم يشاهد احد ابدا الفاضل وفضيلة معا.
من زارهما في المنزل كان يجلس مع الفاضل فلما يخرج تدخل فضيلة بالقهوة او الشاي او الاكل فلما تخرج يرجع الفاضل.
سرى بين اقاربهما احساس مشترك غريب بان هناك خللا ما وان الذي يزور بيت هذا التوأم الغريب لا يرتاح ابدا.
ولا يزال هكذا حالهما ابدا في تبادل ادوار مع حفظ مساحة.
نظر اليّ الذي كنت احكي له هذه الحكاية من اعلى الى ادنى ومن ادنى الى اعلى فتوقفت عن السرد.
قال لي: يعني عايز تصل الى انه الحكومة والمعارضة حاجة واحدة؟
اندهشت جدا لتحويله مسار نهر القصة الى مكان آخر.. لكن الفكرة اعجبتني وقراءته سرتني.. لم اكمل له القصة ولا هو طلب مني ان اكملها
لعله لم يقصد انشقاقات الاحزاب حاكمة ومحكومة.. لعله لم يقصد الوعود المشتركة والوعيد… لعله ولعله.

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي