اشتراكية
(ليتني أصير إلى عبد من كحل مرهون بإشارة عينيك)..
* لا ليست الاشتراكية التي نعنيها بدلة (السفاري) التي غزت السوق السوداني..
ولا نعني بها نظام حكم وإن كانت السيدة فاطمة عبد المحمود تدخل الانتخابات الرئاسية بحزب الاتحاد الاشتراكي..
ولا نعني بها اشتراكية ذبيحة كما كان يفعل أهلنا وجدودنا زمان لما تصير البهيمة الواحدة كيمان قبل أن يصبح الوطن كذلك.. وليتهم وصونا على الذبيحة بدلا من الوطن.
وقصدنا بها (شيرنغ) فتة الفول والبوش في الأمسيات عند الكناتين في القرى والحارات حينما يصبح الفول عزنا مثل الطمبور عند أهلنا في الشايقية..
ولا الاشتراكية في المركز الأول في مدارسنا لما تجد أن ولدا (مقفل المجموع) يلبس الواو الضكر عباءة تاء التأنيث..
أحد الأصحاب سألته عن سبب توبيخه لولده بطريقة قاسية.. فقال لي وكان سريعا في النطق (اشتراكية).. بعد أن أخضعت حديثه للبطيء وجدت أنه عنى أن ولده الذي ذهب معه للسوق (اشترى كية) فيه أشياء لم يكن يحتاجها.. وكان الخليفة عمر بن الخطاب قد نهر أحد مرافقيه في السوق لما وجده يشتري كذا شيء (ثكلتك أمك أكلما اشتهيت اشتريت)، فالتسوق عند الشعب السوداني غريب جدا، فتجد الزول يدخل إلى السوق فيسأل عن كل ما تقع على عينيه وقد يعود إلى بيته وقد اشترى أشياءً ليس من بينها الشيء الذي خرج له..
والنساء في الأعياد يفعلن ذلك.. فترى جنوحهن إلى شراء الكماليات والأشياء المكررة.. وهو أمر يندرج تحت بند (الشراء كية) وقد تسأل أحدهم عن (عدة رمضان) الماضي.. ولماذا تجدد العدة؟.. ولوح لي بيده ساخرا (المرة تتوضأ وضو واحد لكل الأوقات وتجدد الستائر كل شهر)..
حتى في المؤسسات والوزارات تجد أهل المشتروات يعملون بهذه الكيفية (والله قلنا بينفع فاشتريناه).. أما موضوع الفواتير الثلاث، فحدث بحرج شديد وهذا تحقيق سأكتبه لاحقا لما يطلب شخص ما من جهة يتعامل معها في السوق أن توفر له ثلاث فواتير وأن تجعل فاتورتها الأقل و(حقي ما تنسوه).!!
بل إن البعض صار يشتري العربات بالموديل و(يحشش) بأنه يركب موديل 2016 في مارس 2015 .!!