خمسة أيام ترفع صوتها منادية على خمس سنوات بـ(درب ريدها الأخضر)، الأيام الخمسة هي الفترة التي تفصل بين شرعية 2010 وشرعية 2015.
يحدد الدكتور مختار الأصم الاثنين موعداً لانطلاق الاقتراع لاختيار الرئيس الجديد وبالطبع النواب الجدد. خمسة أيام يواصل من خلالها المرشحون نشر أحلامهم في الوصول إلى محطات (خدمة الشعب) كما يظنون، عبر المؤسستين التشريعية والتنفيذية.
خمسة أيام وبعدها سيقف الجميع أمام لحظة الحقيقة التي تبدأ باختيار الناخبين لمن يحملونه المسؤولية في إدارة شؤونهم. هذا إذا اختاروا الذهاب إلى الصناديق.
(1)
يقول أحد الشباب وهو ينتظر لحظة الحقيقة: أجمل ما في الصناديق الانتخابية أنها ستضع نهاية لحملات الوعود التي ينثرها المرشحون دون توقف يبتغون من خلالها الأصوات. لكن ثمة من ينتظر أن تمر الأيام إلى ما بعد انتهاء الاستحقاق الدستوري بسلام واستقرار، لذلك فإن البعض سيهز بالصندوق ليُساقط عليه استقرارا وتنمية تعقبها رفاهية.
وفي كل الأحوال فإن شعار السلام أولاً هو المرفوع دوماً حتى من قبل مفوضية الانتخابات التي أعلنت أن الانتخابات لن تجرى في سبع دوائر جغرافية بجنوب كردفان وذلك لانشغال المكان بصناديق الذخيرة التي دفعت بالمرشح الرئاسي (الذي غادر السباق باكراً) كندة غبوش لمطالبة الحركة الشعبية بضبط النفس وعدم استهداف الأبرياء باستدعاء مشهد يماثل (الهجمة والنجمة).
(2)
مقارنة بنجمة الكرسي الذي يتقاتل من أجله المرشحون فإن النجمة التي يرنو إليها الناخبون تبدو قريبة المنال (مدرسة ومستشفى وطريق زلط) يقرب المسافات البعيدة، قانون يعدل بينهم والسادة، مياه صالحة للشرب تضخ إليهم من (البحر القريب) وإمداد كهربائي يوقف القطوعات في حدها.
يريدون موارد تذهب للخدمات لا المرتبات والمخصصات، ويطالبون ويأملون في انحسار الظل الإداري وتمدد ظل شجرة السلام وقطع شجرة الحرب من جذورها. تلك مطالبهم التي ستبدو على سيماهم ومظهرهم وهم يقبلون نحو الصندوق أو يدبرون بعيداً عنه.
(3)
الانتخابات التي يرى البعض أنها الطريق نحو الاستقرار فيما يرى آخرون غير ذلك، كلتا الفئتين يطاردهما الوقت للوصول إلى نتائجها، إنها انتخابات، لذلك ستبوح بأسرار الفائزين في نهاية المطاف.
لكن، هل سأل أحد المطابع عن انطباعاتها وهي تطبع صور المرشحين وتكتب تحتها عبارة (القوي الأمين)؟، وهل سأل أحد اصحاب السيارات وهم يحملون الجماهير إلى مناطق التجمعات الانتخابية؟
سائق حافلة تعمل في خط بري ـ الخرطوم بدا أكثر المستفيدين من الحملات الانتخابية وذلك بعد أن قام بإعادة تدوير إحدى اللافتات وتحويلها إلى زجاج يقي الركاب حرارة شمس أبريل ورياح يناير الباردة، وفي الحالتين هو وركابه الفائزون الحقيقيون!
اليوم التالي