هيثم صديق

إباحيات


إن أفضل ما يمكن إطلاقه على الإطلاق على كل روايات عبد العزيز بركة ساكن هو أنها روايات إباحية تهتم بالغريزة الجنسية أولا وتبني عليها، وفي كل الروايات التي وقعت في يدي لساكن وجدت سردا فجّا بلا شاعرية لمسائل الجنس والغريزة في رواياته، وهي أشياء مطروقة في كل الروايات عربيها وعجميها، لكنها تغلف باللغة فتبدو مستساغة للمتلقي لا يكون الغرض من ذكرها الاستثارة الحسية للقارئ، ولا استهداف طبقة المراهقين كما يفعل ساكن وبعض رفاقه من الذين ركبوا موجة (البورنو) فنقلوا أحداث فيلم إباحي فقط على الورق.. يمكن أن يجعل بركة ساكن جل رواياته قصصا قصيرة إن مزق عنها الحشو الجنسي الذي يملأه بها في تراكمية معادة وأحداث مستعادة فيبدو أنه يكتب بلا فكرة أولية فيتبع القلم لا يجره وهذه جزئية مهمة جدا أودت بالرواية العربية عموما وبالسودانية خصوصا وتراه يحاول أن ينقل من روايات الطيب صالح في مسائل الجنس بدون أن يمتلك أدوات الروائي الكبير فيقبض بكفه على الماء.
ليست هذه دراسة نقدية لأعمال الرجل الذي احتفلت به منابر معينة وأقلام معدودة وسوقته للناس فأصبحت له في كل شهر رواية، وهذا أبلغ دليل على أن القاص (المدعوم) له غزارة في الإنتاج وسوء في (التجويد).
إن البعض يعكف على الرواية سنوات حتى يخرجها مقبولة للناس لولا أن لقب (روائي) قد صار مبذولا لكل من يملك أصدقاء في الأسافير أو الملاحق الثقافية أو كل متاجر بقضية لا يؤمن بها.
يمكن أن تكون لعبد العزيز بركة ساكن رواية جيدة وأخرى مقبولة لكن جل ما أخرجه مؤخرا وتدور أحداثه في المواخير لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به.
ولأن البعض قد رأى احتفاء البعض بساكن وإفراد مساحات له مثل التي اكتسبتها جماعات بالقوة والإرهاب، فلقد طفقوا يحاكونه فأخرجوا روايات (إباحية) لأن الكتابة بها لا تحتاج إلى موهبة استثنائية هي ما ينبغي أن تكون في المبدع.
لولا أن بركة ساكن في عموم ما يكتب مبتدع وليس مبدعا وتشهد بذلك معظم رواياته التي سقطت في يدي وسقطت من ذاكرتي بعيد مطالعتها فورا وهي مما لا يحتفظ به الإنسان ليعيد قراءته مرة أخرى فكل قارئ رواية ظمآن وما في النار للظمآن ماء.