إلا حمار الوادي يهنق
كنت هناك حشرة تشبه الجراد لكنها خضراء اللون، ولها فك مفترس جدا فقرصتها مما يحذرنا منه الناس، وفي صبانا كنا نتجنبها جدا خصوصا أنها تأتي في زمان الخريف كالطير المهاجر للوطن.
لا أدري هل اسم (الطهارة) الذي كنا نطلقه على تلك الحشرة هو اسمها الحقيقي أم لا، ولكن كان هناك اعتقاد جازم أن من تعضه لا ينفك عنه فمهما (إلا حمار الوادي يهنق) -ينهق-.
ولا أدري أين نجد حمار وادٍ لينهق أو هل هو حمار معين أم أي حمار وادٍ وكفى.. كدت أن أطالب بشراء حمار وادٍ لأجعله أمام بصري لينجدني من قبضة فم الحشرة تلك إن أمسكت بي حين غفلة عوضا عن الانتظار لأيام أو لربما للأبد حتى يتكرم حمار وادٍ وينهق، فلا أدري حتى الآن هل تنهق الحمير الوحشية أم أنها كانسان الغرب تعد نفسها عالما أول، فتعطس في المنديل، وتقيم أعياد الميلاد تحت سراج القنديل، ولا تأكل الطعام الكثير على هدى (فتيل ما بشيل كتير)
بعض المؤسسات والإدارات والأفراد يمارسون علينا فعل تلك الحشرة، وننتظر أن تنهق حمر محاربة الفساد ودوائر الحسبة والوزارات العدلية حتى تنفك أسنان المفسدين عن لحمنا.
ففي كل مرة تخرج علينا الصحف والأخبار بخبر عن توقيف علان أو تجريم فرتكان أو التحقيق مع فلان في تهم الفساد والمالي نطمع في الخلاص لوطن وصل فيه عدد الفقراء إلى نصف سكانه في آخر إحصائية، ونصف النصف الباقي من المتعففين الذين تحسبهم أغنياء، ونصف النصف الآخر بالكاد يعيشون على (السترة) لتجد أن مجموعة من (الطهارات) تعض بميزانية محلية وتتحلل.
بل إن البعض ممن فاحت رائحة فساده وإفساده يحول من مكانه فقط وليته كان كالثعبان الذي يترك أسنانه في لحم ضحيته الأولى لا في نكتة الرباطابي الذي قيل له إن الثعبان يترك أسنانه في لحم الملدوغ ثم تنبت له أسنانا أخرى، فقال لهم (ده دابي أم دبّاسة)!!
لقد انتصر السيد محمد الحسن الأمين في قضيته مع شركة كومون وهو الانتصار الذي جعله فيما بعد يتسنم رئاسة لجنة محاربة الفساد ونتمنى أن يواصل حتى يصل إلى من نال (كمون) من عطارة الشعب أو (كومشن) في صفقة (طمبور) إن شاء الله.