هيثم صديق

كعك


حملت خديجة صينية الخبيز وتوجهت نحو الفرن.. كان الصادق ينتظرها هناك باللهفة كلها ويحمل لها هدية العيد..
جاء فارس ابن عمها يسأل عنها فأخبرته مها أنها ذهبت بالخبيز للفرن.. اتصل فارس على صديقه الصادق ليعتذر له عن الحضور إليه، فالصادق كان قد أخبر فارس أنه مريض و(راقد) في البيت.
تحت إلحاح زوجة عمه جلس فارس ليشرب فنجان قهوة، ولما سألها عمن رافق خديجة أجابته (لا أحد)، فاستشاط غضبا وأرغى وأزبد أن كيف يتركون (خطيبته) تخرج لوحدها إلى (الفرن)، حيث يتجمع كل الصعاليك هناك.
توجس الصادق جدا من اعتذار فارس وخاف أن يكون فارس في بيت عمه أو أن يأتي للفرن في أي لحظة فيجده مع خديجة.
كان قلب خديجة يدق بعنف، وهي تحمل صينية الخبيز إلى الفرن لتقابل حبيبها الصادق، وهي خائفة من ظهور خطيبها فارس.
وصلت خديجة إلى الفرن ووضعت صينيتها في الصف وأخذت تجول ببصرها تبحث عن الصادق الذي كان يتخذ وضع قناص من تلة مجاورة فرآها، وهي قادمة نحو الفرن، وهي تضع صينيتها، وهي تجول ببصرها بحياء وخوف تبحث عنه، فأصابته نشوى كبيرة وأغمض عينيه لكي يسيطر على مشاعره.
ذهبت خديجة – وفق الخطة – نحو البقالة المجاورة للفرن وطلبت زجاجة بيبسي، وبعدها مباشرة وصل الصادق وطلب سيجارة ثم كمن تفاجأ بخديجة سلم عليها بصوت عال وسألها عن أهل بيتها وأحوالهم ثم كم يريدون إفساح المجال لمشترٍ انسحبا نحو منطقة خافتة الإضاءة قبل أن يتقهقرا وفق الخطة المسبقة نحو المنطقة المرتفعة، ويجلسا هناك بقرب بعضهما في حميمية بائنة وبجوارهم (جوز عشاق) أيضا.
رنّ جرس تلفون خديجة فبان عليها الخوف، وهي تقول للصادق: ده فارس؟ أومى لها أن ترد… اعتذرت له عن حضورها لوحدها وأخبرته أنها وصلت الفرن (الزحمة شديد)، وهي تنتظر دورها وهنا توجه بصرها نحو الصف الذي كان لا يزال في مكانه.. انتهى الاتصال ليرن هاتف الصادق الذي بان عليه الخوف، وهو يقول لخديجة: ده فارس… أشارت إليه أن يجيب: تحدث الصادق بصوت واهن ليبين أنه مريض، وقال له إنه راقد بحمى شديدة.. ولكنه دافع عن نفسه بعد مدة.. انت في بيتنا؟ أصلي أنا لما الحمى شدت علي قلت أحسن أرقد في (القوز) بتاع الرملة الجمب الفرن وهناك لقيت خديجة بت عمك و.. كان فارس واضحا للصادق، وهو يتجه من البقالة إلى حيث يجلسان، وهو يمسك بالموبايل يتحدث معه.