فضائح “فوتوشوبية” شهيرة
في فبراير الماضي، أصبح عمر برنامج “أدوبي فوتوشوب” 25 عاماً، وتم إصدار أحدث نسخة من برنامج تحرير الصور والتعديل عليها الأكثر شهرة.
التعديل على الصور بالطبع، أخذ منحى آخر عند البعض غير تعديل الصور، وبدأت عمليات التلاعب بالصور و”فبركتها”، خصوصاً في المواقف السياسية والاجتماعية والشخصية، مستفيدين أيضاً من انتشار الإنترنت والاستخدام المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر، أو مواقع أخرى مثل إنستاغرام وغيرها من المواقع.
في العالم الافتراضي، وعالم الإنترنت والفيسبوك، ثمة جمهور متعطش لكل ما هو غريب ومثير، وبالتأكيد فإن الصور التي يتم التلاعب بها باعتبارها صوراً حقيقة، تجد طريقها إلى الانتشار الواسع، ولعل أبرز مثال على هذه الصور وانتشارها، صورة شخص التقطت وهو على برج التجارة العالمي وتبدو على بعد منه طائرة متجهة للبرج للاصطدام به فيما بات يعرف بهجمات 11 سبتمبر.
ومن الصور الأخرى الأكثر تداولاً وانتشاراً، والتي تم التلاعب بها، صورة سمكة القرش وهي تحاول الانقضاض على طائرة مروحية أثناء إنزال أحد الغطاسين في البحر، وهي الصورة التي بدأت تنتشر في أوائل العام 2000 وباتت من بين أكثر الصور انتشار وتوزيعاً، خصوصاً أن شرح الصورة كان يشير إلى أنها “لقطة العام” لمجلة ناشيونال جيوغرافيكس.
بارك وأوباما وأسوأ صورة
في مايو 2013، ارتكبت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب”، خطأ مهنياً كبيراً عندما استخدمت برنامج الفوتوشوب، في تعديل صورة المصافحة بين رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين هي والرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، لتخرج الصورة سيئة بشكل كبير، ما أثار سخرية كل من شاهدها.
وبدا واضحاً من الصورة أن كلاً من أوباما وبارك موجودان في مكانين مختلفين، كما أن هناك أكثر من يد في الصورة، ما يوحي بضعف قدرات من قام بتعديل الصورة.
الصورة المعدلة هذه فتحت باب المقارنة بين قدرات استخدام فوتوشوب بين كل من كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية التي اشتهرت في السنوات الماضية باستخدامها البرنامج في الكثير من الصور الدعائية، خصوصاً لقادتها وقدراتها العسكرية.
كوريا الشمالية الأفضل بالفوتوشوب
فغالباً ما لجأت السلطات في بيونغ يانغ إلى تعديل الصور المتعلقة بزعمائها، لتشير إلى مدى وعمق محبة الشعب الكوري الشمالي له وكذلك مدى ولاء الجيش لقادته، خصوصاً إبان عهدي كيم جونغ إيل وكيم جونغ أون.
ومن بين صور الأخيرة، تلك للزعيم كيم جونغ أون على قمة جبل بايكتو وهو محاط بعدد كبير من الطيارين المقاتلين المحبين.
وبتحليل الصورة، يتبين أن مجموعة كبيرة من الطيارين موجودة في آخر الحشد على قمة الجبل، بدا وكأنهم يقفون على صخرة، ولكن ظهر واضحاً أيضاً أن بعض هؤلاء فقدوا أطرافهم، في تعديل سيء على الصورة بواسطة الفوتوشوب.
كان الزعيم الشيوعي السوفياتي ستالين من أوائل من لجأ إلى التعديل على الصور، خصوصاً بعد التخلص من أصدقائه وحلفائه السابقين الذين فقدوا الحظوة لديه، وبالتأكيد باستخدام قدرات أخرى غير الفوتوشوب، لأن البرنامج لم يكن قد ظهر في ذلك الوقت.
ولي عهد إسبانيا
في مايو 2010، انتشرت فضيحة في إسبانيا بعد ظهور صور لولي العهد آنذاك، الأمير فيليب، بعدما تم ترقيته في الرتب العسكرية إلى فريق أول في الجيش وسلاح الجو وقائد فرقاطة في البحرية.
ونشرت الصور للأمير الإسباني وهو بملابس عسكرية مختلفة في هذه الأسلحة، لكن الناس شككوا فيها جميعها وقالوا إنه تم التلاعب بها بواسطة برنامج الفوتوشوب، حيث تم وضع رأسه على صور جاهزة تتضمن الأزياء العسكرية الثلاثة.
ورغم نفي القصر الملكي نفى هذه المزاعم أو التلاعب في الصور إلا إن التشكيك فيها استمر طويلاً.
مسيرة باريس “الذكورية”
من الفضائح الأخيرة المتعلقة بالفوتوشوب، أن حرباً اندلعت بين موقع “ووترفورد ويسبرز نيوز” الساخر وصحيفة “هاميفاسر” الإسرائيلية اليمينية المتطرفة على خلفية مسيرة باريس الشهيرة المناهضة للإرهاب والتشدد، والتي عرفت أيضاً باسم “مسيرة الجمهورية”.
فقد قام موقع “ووترفورد ويسبرز نيوز” الساخر بنشر صورة لزعماء العالم المشاركين في “مسيرة باريس” بعد أن أزال زعماء العالم الذكور المشاركين فيها من الصورة وأبقى على الإناث فقط، فلم يتبقى في المسيرة سوى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني وعمدة مدينة باريس آن هيدالغو.
وكتب الموقع تحت الصورة تعليقاً “خبر عاجل”، ثم شرح يقول: “صحيفة نسائية تزيل زعماء العالم الذكور من مسيرة باريس بواسطة الفوتوشوب”.
وكانت الصحيفة الإسرائيلية “هاميفاسر”، التي تنتمي للتيار المحافظ المتشدد، قامت بتعديل الصورة الرئيسية للزعماء الذين شاركوا في مسيرة باريس، فأزالت صورة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من بين المشاركين في المسيرة.
ولم يقتصر الأمر على ميركل، بل تعداها لإزالة كل النساء المشاركات في المسيرة، مثل عمدة باريس آن هيدالغو، وممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، ورئيس وزراء الدنمارك هيلين ثورنينغ شميت، لتصبح مسيرة ذكورية بامتياز.
صورة مبارك بمحادثات السلام
ومن التجارب المشهورة عربياً في التعديل على الصور، تلك التي عدلتها صحيفة الأهرام المصرية في سبتمبر من العام 2010، حيث وضعت صورة الرئيس المصري السابق حسني مبارك مكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ليقود المشاركين في إطلاق الجولة الأولى من مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وكان الصورة الأصلية تتضمن أوباما في مقدمة الصورة في البيت الأبيض، وإلى يمينه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ثم حسني مبارك، وإلى يساره الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
فبركة الصورة أثارت جدلاً واسعاً ما دفع رئيس تحرير الصحيفة في ذلك الوقت إلى الاعتذار، مشيراً إلى أنها “صورة تعبيرية”.
سكاي نيوز