هيثم صديق

مصطفى دايت


مر مصطفى بعدة ألقاب قبل أن يستقر به الأمر أخيرا في (دايت)، فلقد لقبوه (بكبير أخوانو) زمانا ليس باليسير لما كان وهو أكبر إخوانه ولا يترك المصران المشهور في أمعاء البهائم المذبوحة لأحد حتى وصل به الأمر إلى عراك مع كلب جوار جزارة (الله جابو) لما رمى صبي الجزارة بالمصران الغليظ خارجا.
مصطفى (أم فتفت) كان لقبه الثاني، إذ تحول في صباه من كبير أخوانو الذي كان يجلد به علب الصلصة ليحولها إلى (بنقز) تحول منه إلى (أم فتفتفت) حتى بلغ مرحلة أن حفظ عدد طبقاتها وكان آخر عهده بها نيئة لما أسعفوه إلى المستشفى بعد أن أكلها بلا نظافة..
تحول مصطفى إلى (مصطفى كمونية) في مرحلة لاحقة من عمره وأصبح جل وقته يقضيه في نظافة المصارين وتقطيعها وحراسة الحلة وهي تفور ثم إضافة المحدقات والمحسنات إليها من بهارات وكانت له أمنية لم تتحقق وهي أن يفتح الحلة ويسكن (بوخها) في زجاجة ويستعمل رائحتها كعطر يرشه على ملابسه وجسمه.
عاش مصطفى عازبا لأنه أقسم أن لا يتزوج إلا من امرأة اسمها جقاجق..
كان يسأل عن الوجبة في العرس قبل اسم العريس، وما كان يحتقر أحدا مثلما يحتقر من يجعل الوجبة في العرس كوكتيل: شوف بالله ده عازمني كوكتيل.. علي الطلاق أنا بيت ما فيهو كمونية ما أدخلو..
سقط مصطفى يوما وهو يمسك بيده الشمال مغمى عليه واحتملوه إلى المستشفى.. أظهرت الفحوصات أنه مصاب بذبحة وأنه مصاب بضيق في الشرايين وارتفاع في ضغط الدم.
لما جاء الطبيب ليعطيه الإرشادات قبل كتابة الخروج له من المستشفى حذره من الشحوم واللحوم… جاءت له أمه بمصحف ليقسم عليه أن لا يقرب الكمونية أبدا..
اقسم لها مصطفى كمونية ـ سابقا ـ على ذلك وهو يبكي بكاء الثواكل.
دهمه أهله يوما وهو يجلس بقرب حلة نارها تضطرم وهو يرمي عليها البهارات ويغذيها بالحبهان والقرفة. حسبوا أن مصطفى قد ارتد إلى قديمه لكنهم وجدوه يطبخ في (معكرونة) يذكره شكلها بشكل المصارين..
قال لهم: دي كمونية دايت يا جماعة!!
لم أقابل مصطفى منذ مدة ولا أحدا من معارفه لأعرف لقبه الجديد.. فلابد أنه بعد رفع الدعم قد تحول إلى لقب جديد، ولأنه تجول كثيرا في معدة الخرفان والعتان من كبير أخوانو إلى أم فتفت إلى كمونية قبل أن يصبح (دايت) كالجنيه السوداني فإنني أظن جازما أنه نال لقبا جديدا..
لم يخب ظني كليا فلقد عرفت توا أنه فقد ثلث مساحة جسده بقطع قدميه من الركبتين..
مصطفى يبحث عن لقب جديد!

ارشيف