من سيربح القنفذيون
إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.. لكن البعض إن لمعت البروق خالها ستهطل دولارات… ومن المكوة إلى القنافذ يخرج لنا الجهل لسانه ليخبرنا أنه مليكنا المتوج وحادينا ودليلنا.
قبل سنوات كادت الكريمت في المناقل تغدو بوذية من كثرة النيران المشتعلة فيها تحمى عليها المراويد وتكوى بها العراقيب للتداوي من كل مرض.
قبلها أو بعدها لست أدري، أصبح الرجال في الأسواق لا يصافحون بعضهم لأن هناك بعض من يسحبون الذكورة.
بعد ذلك خرجت علينا متشابهات فأصبح اقتناء مكوة قديمة سؤال الناس لليلة القدر إن جاءتهم.
واليوم دهتنا داهية القنافذ فأصبح الحيوان الشوكة صاحب الشوكة في بلاد يشكو منها الجهل.
قالوا إن رجلا متفقهاً في العلم والدين قد أخذ ثمرة مانجو ناضجة في سوق دمشق في زمن بعيد وأخذ يلتهمها بشراهة أمام السابلة فتسيل بأبواعه وأكواعه وتصل إلى كراعه، فقيل له ألا تأبه للناس فقال لهم وأين هم الناس؟.. ثم صاح فيهم أيها الناس لقد وصل إلينا أنه من بلغ لسانه أرنبة أنفه دخل الجنة، فلم يبق أحد إلا وقد أخذ في المحاولة مبعدا الصلاة والصيام والشفاعة.
قيل إن ثمن أبو القنفد قد بلغ ثمن كرتونة مخدرات.
وتلك قصة أخرى للشفقة على الغني تفسد أمة.
قيل إن القنفذ المطلوب لابد أن يكون مخنثا، ولقد طفق الناس يبحثون في عورات القنافد حتى خفنا أن توضع شطة لتعذيب من لم يطابق المواصفات.
لقد ضرب الناس الصحاري بحثا عن الذهب والضهاري بحثا عن القنافذ.. ويأتي نائب أو نافذ ليرمي بسبب الوضع الاقتصادي على الشعب.
أصبح القنفذ مثل جورج قرداحي قديما استضافته تخرجك إلى دنيا الأغنياء.
لقد كدت أكتب (في بيتنا قنفذ) كما كتب إحسان عبد القدوس (في بيتنا رجل) لولا أن خفت من هجوم الباحثين عن الشوكي الذي لعله في دهشة كبرى من مطاردته في كل مكان.
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم..
وخلف الخزعبلات يسير الملايين.. وفم الزمان يرسم بسمة سخرية.
هذا زمن القنافذ.