هيثم صديق

لي قطة صغيرة


* كان خالد يتوتر كلما ظهرت قطة أمامه.. هذا الخوف جعل اسمه في الحلة (خالد كديسة) ولكم أن تتخيلوا يوماً وقد استيقظ ليلاً فوجد قطاً ينام بجواره، صاح وصرخ.. قفز ورقد.. وانجلت المعركة ببكاء مر منه.
* ولكنه نسي خوفه حينما دخل في قصة حب محمومة مع زميلته في العمل، ولقد استأجر شقة بعيدة هرباً من بيت كأنه جزارة.. وأصبح لا يرى قطاً إلا إذا شاهد المسلسل الكرتوني الشهير (توم آند جيري).. أو قطاً عابراً من بعيد في الشارع، فيحس برعدة خفيفة سرعان ما تزول.
* كانت لقاءاته بمحبوبته يؤرخ لها في أجندة صغيرة يحملها معه دوماً (اليوم 13/2/2014م أهدتني منى وردة.. ما أحلى الوردة من كفيها)… اليوم… قالت لي في التلفون: مشتاقين.. يا للسعادة.. وهكذا. لا يبرح حدثاً إلا ويثبته في أجندة معطرة يذاكرها كل مساء.
* تقدم لخطبتها في يوم مشهود.. كان يوماً لن ينساه أبداً.. فيه ارتبط (بمنى) وفارق صديق عمره (معاوية) معاوية التافه قال له بعد أن تمت الخطبة: مبروك يا كديس.. أعاد له كل ذكرياته المخيفة، وأرجع له ما ظن أنه نساه، صاح فيه.. ياخي أنت ما بترحم كدا مالك. وأبى أن يرد على مهاتفاته.. وأن يفتح له الباب.. وأن يقبل منه عذراً.
* مضت الأيام (حلوة ريانة ومسالمة) كما غنى صلاح مصطفى، وهو كل يوم يزداد ثقة بنفسه، واقترب موعد العرس، تم التجهيز على أروع ما يكون، ولكن!
* جاء الاتصال من منى تدعوه لمقابلتها لأمر ضروري.. قالت له وهما يجلسان قبالة بعضهما – في كافتريا-: يا خالد في حاجة لازم أكلمك بيها.. دسيتها منك كتير.. ولكن ما بقدر أدسها ونحن حا نكون مع بعض على طول.
* أسقط في يده، وتحدث مع نفسه.. هل معقول منى تكون من النوع إياه.. قطعت عليه حديثه مع نفسه وهي تقول: كلمت معاوية بالمشكلة دي.. ونصحني ما أكلمك.. رجع ليتحدث مع نفسه.. (معاوية الخائن لي حق قطعت علاقتي معاه)..
* قاطعت حديثه مع نفسه للمرة الثانية.. (لكن تاني ما بقدر أدس منك، لأنك حا تكشفني حا تكشفني).. رجع يتحدث إلى نفسه.. (وأنا الكنت ما بمسك يدك يا خائنة لأني كنت أظنك أكبر من كدا…) يا للعار..
* كان وجهه يتحوّل لونه إلى الأحمر.. والعرق يتصبب منه وهو لا يكاد يرى شيئاً.. صاح فيها: انتي ما دام كدا ليه خادعاني ومحسساني طوالي إنك ما بتكذبي!..
* أنا كذبت عشان حبي ليك.. هو: سلام يا حب… التفت كل رواد المكان إليه وهو يصيح: وأنا الكنت فاكرك أشرف زولة؟.. تغّير وجهها وصاحت فيه: خالد أنت جنيت.. أنا كنت عاوزة أقول ليك… قاطعها: تقول لي شنو؟ ما كل حاجة واضحة.. هي: شنو الواضح يا مغفل.. أنا بحب القطط.. وعندي قطة ما بقدر أفارقها.. ومعاوية لما عرف قصة حبنا قدر يوصل لي إنك بتخاف من الكدايس..
* أسقط في يده.. فعاد سريعاً: معليش يا…. صاحت: لا معليش لا زفت.. تحصل تشك فيني؟ وغادرت المكان.
* كان خالد يقف أمام باب منزل منى وهو يصيح (يا منى افتحي ياخ).. أنا آسف.. وجبت ليك كديس هدية…
* كان يحمل قطاً ويداه ترتجفان.