قرأت لكم
والله إن الحكاياة من النوع المليودرامي الناقع.. وتشبه أفلام مخرج الروائع حسن الإمام.. نائب الرئيس أوباما يفكر في بيع منزله على ابنه الذي يعاني سرطان المخ.. لكن أوباما يعترض على البيع ويعد نائبه جو بايدن بأنه سيقرضه للصرف على المريض.. ويؤكد عليه أكثر من مرة ألا يبيع بيته الذي نشأ وترعرع فيه.
الابن المريض ليس من آحاد الناس هو المدعي العام لولاية (ديلاوير) الأمريكية.. ولم يحصل على الوظيفة بواسطة ونفوذ السيد الوالد نائب رئيس الدولة.. لكنه حصل عليها بالانتخاب ومنذ زمان طويل قبل أن يكون الوالد نائبا للرئيس.
الابن المريض فكر في الاستقالة من منصبه وقد بلغ السادسة والأربعين من أجل الحصول على معاش مناسب يستطيع الاستعانة به في العلاج لكن الوالد أقنع الولد بالاحتفاظ بالوظيفة التي لا يملك غيرها والتي تدر عليه دخلا شهريا… على أن يبيع المنزل الذي يقيم به الوالد.. قبل أن يتدخل أوباما بإقراض نائب الرئيس ليتولى علاج ابنه.
لكنك ستعجب يا أخي من أن أوباما لم يعرض على النائب أن يعالج ابنه على نفقة الدولة وتعجب أكثر أن أوباما لم يستخدم نفوذه عند رجال المال والأعمال ليوفر علاجا مجانيا للابن المريض.
وتعجب يا أخي أن نائب الرئيس جو بايدن لا يملك سوى راتبه وبيته الذي يعيش فيه مع أنه عضو كونجرس منذ عام 1970.
وما قام به أوباما يقوم به عندنا الأستاذ فلان مع زميله في الشغل يعني تضامن من باب الزمالة والتعاطف الإنساني.
ونعود لبايدن الذي لا نعرف إن كان قد اقترض من أوباما أم لا لأن الابن قد مات قبل أن يورط والده في السلف والاقتراض من كل من هب ودب.. مات الابن في عمر السادسة والأربعين وهي الوفاة التي حدثت في شهر مايو الماضي وعلى إثرها قرر بايدن نائب الرئيس اعتزال الحياة السياسية والخروج إلى المعاش بتقاعد أوباما بعد إكمال فترته المقررة.
بالمناسبة عندنا ومنذ سنوات تعرض حفيد مبارك لأزمة صحية وسرطان مفاجئ استدعى نقله بالإسعاف الطائر إلى أوربا للعلاج وصحبته مجموعة من كبار الأطباء عندنا فمن تحمل تكاليف علاج الحفيد؟! وهل دفع مبارك تكاليف العلاج من جيبه الخاص؟! أم كان العلاج على نفقة الدولة الفقيرة التي تمد يدها لأمريكا التي لا تعالج نجل نائب الرئيس؟
* من المحرر
منقول (من غير ضبانته) من مجلة روز اليوسف المصرية 25 يناير 2016 للكاتب عاصم حنفي.