هيثم صديق

استراحة


ولي ابن عم كان يعد الجمعة قد انتهت إذا استيقظ من النوم عندما كان تلميذا وطالبا فالخميس قد استأثر بالمحبة كالطفل الحتالة وهذه حالة تتبعت الجميع حتى الهرم لكن للجمعة طقوس وصرف فلوس ففيها لمة لا تكون في غيرها ومواصلة أرحام وهناك من تكاد تنكره يوم الجمعة لما يتخلص من لبس العمل فيخلع البدلة والافرول وغيرها.
والجمعة ارتبطت في أذهاننا بحقيبة الفن قبل أن يحمل الفن في أكياس بلاستيك سد الدروب ورقص مع الهبوب.
ومن حقيبة الفن أحببت ود الرضي وشرق النيل في جاهه، فوصلت الجاغريو والدبيبة وخفست (لا عن) البطانة.
ينصر وينطلق زي المصاب بي حمى
ويكفت في الَّلرض كفت الصقر للرمة
يتخفس بلا الدّراق سريع بي همة
إيديهو التقول غسال بينفض عمة
وهو هنا يصف جملاً.
فإن قال لك سنة الإسلام السلام ساقك إلى الخلوة حيث درس وحفظ القرآن مخالفا مبدعا آخر هو حاج الماحي كان مسخوطا في شبابه وصباه فلم يدخل الخلوة إلا يوما واحدا ولكن ذلك لم يمنعه من الإجادة والرئاسة في المديح فالقلم ما بزيل بلم والموهبة لا تمنحها سبورة ولا تنزعها.
جن يتمايسن والقديم مربوت
وأردافن والحلل في نف وثبوت
زاورن الضريح الليه النفل مثبوت
وبيه تلاثمن يا ليتني التابوت
وود الرضي خاض حربا ضد إسماعيل حسن مشهورة لما أراد الشاب أن ينال من قداسة المحبوبة والمحبوبة عند ود الرضي ورفاقه أي فتاة جميلة أو مجموعة فتيات كما تمنى ود الرضي قبلة منهن ولو استحال تابوتا في (بنية).
نادت منادي قلوبنا صاح
واتبكموا الناس الفصاح
المجنون نصح جنوا النصاح
الشافعة مي شافعة نصاح
وود الرضي من هذا الشائق الممتع المتمنع لغيره يملأ ما بين أم درمان وأم ضوا بان. ولا يزال يدعو لهن فإن دعا عليهن أبطن الخير في الدعاء:
جننتيني وجننتي كل الشافك
حرقتي قلبي التحرق شافك
أو شيء مثل هذا، فلقد دعا لها بأن تتزوج فالدخان في السودان حصري على المتزوجات فقط.
يعاينن توبتي في كامن ضميري ويمحن
والشاف فاتن جمالن وانتشارن يمحن
قلوبا ما انشون بي نار حسارن قمحن
الله يكبرن الكبرني وسمحن
وهذا البيت الأخير ترجمه لي أحد الأعمام قبالة جامعة السودان حينما كنت اقود عربتي خلف عربته فتلكأ لتقطع أسراب الحسان الشارع فأرسلت إليه بوري احتجاج وتجاوزته فلحقني صوته يقول (معليش يا ولدي شوف العين ما كتلو غزال)، وما درى إنا على خطاه، أو لم يقل ود الرضي ذاته لمن قال له خلاص كبرت واتربطتّ، فقال له الربطني شغال يفتل ليك.