هيثم صديق

السنافر

أتابع مستمتعا مسلسلات الكارتون وقنوات الأطفال تحت غطاء أطفالي، وهي عادة لازمتني منذ الصغر، فجيلي لا يزال يحب سالي ورغيف العجيب ويشترك مع الأجيال اللاحقة في إدمان القط والفار، ومخترعوها يصممونها وفق ما يشتهي الناس بانتصار الضعيف على القوي، وانهزام المستبد دوما بحيل الأقل حيلة، وإن كنت لا أحب الفار ولا الكديس في حياتي العادية.
لكن مسلسل السنافر أصبح إدماني الأول لجمال فكرته واختصاره للأشياء.
فلا يوجد أكثر من ممثل واحد لكل فئة من الناس فنجد سنفوراً ذكياً وسنفوراً غبياً وسنفوراً كسلاناً وسنفوراً نشيطاً، وهكذا، حتى الأطفال يمثلهم سنفور صغير ويحمي كل هؤلاء ويبقي عرابهم هو بابا سنفور.
على صعيد النخب الحاكمة تجربة السنافر مطبقة بحذافيرها، وعلى مستوى الأحزاب أيضا مطبقة كذلك، فهذا سنفور وزير لا يتبدل، وهذا سنفوور قيادي لا يتحول، وهذا سنفور واصل لا ينقطع حتى لنكاد نقدم اقتراحاً بهذا المعنى بترقيم الشاغلين للمناصب حكومية وحزبية بدلاً من الأسماء لنقول في أخبار العاشرة أو نشرات الأحزاب، وكان رقم 15 قد اجتمع بمجموعة من القيادات الوسيطة الخ….
ولأن حالتنا أصبحت تحنن السنافر بعد أن حنّ الكافر فإنا نقترح لجديد الأحزاب أن تسمي مكتبها السياسي ولجانها كما تسمي السنافر نفسها، فهذا سنفور رئيس لجنة العلامات الخارجية، وهكذا دواليك.
على أنه لو استطعنا أن نجعل سنفوراً طالباً وسنفوراً موظفاً، فسنحل مشكلة المواصلات، ويمكن أن يحل سنفور موظف لنا مشكلة الاختلاسات أيضا، لكن المشكلة ستكون في سنفورة متزوجة وسنفورة آنسة وسنفورة فتاة، وأنا أظن أن سنفوراً سفيراً سيكون لوقعها جرس خصوصاً من حلق ذلك المذيع الذي حينما أسمعه في الراديو يبقى صدى صوته الجهوري في أذني فترة اكتمال حمل حمامة، فلما قابلته كفاحا سمعت صوت أقرب إلى صوت من جاءه اتصال من زوجته الغاضبة وسط الأصدقاء في الهاتف.
وقريبا من ذلك، فإن سنفوراً فناناً سيكفينا عنت إحصاء أسماء الفنانين في بلاد تكاد تتساوى ثروتها الحيوانية مع أصوات مغنيها واقترح صديقي جمال فرفور سنفورا فهو مطرب جميل الصوت والحضور وإيقاع اسمه قريب من سنفور.. يمكن أن نسمي البلد أيضا جمهورية السنفوران الديمقراطية..
خروج
أمس أردت شراء أسطوانة كمبيوتر فوجدت سعرها قد ارتفع أيضا.. بالتقابل مع أسطوانة الغاز أظن.. أخشى أن يرتفع سعر أسطوانة استقرار سعر الصرف أيضا!