كأنك تعرف
طلق الزين أبو طويلة زوجته السارة بت طلق النار الطلقة الثالثة، فحملت طفلتهما الرضيعة، وذهبت إلى بيت أهلها وبقي أبو طويلة مع أطفاله الأربعة الذكور في البيت.. أحد الأبناء ذهب بعد أيام إلى أمه في بيت أهلها لكنه وجد شظف العيش وضنكه فعاد إلى والده وباسطاته والشواء.
في قرارة نفسه ندم الزين على هذا الطلاق البائن بينونة كبرى، وحاول أن يجد (كبري) لإرجاع المطلقة، لكنه لم يجد فتوى تبيح ذلك ولم يطق محللا..
لم يصدق أبو طويلة أن أم أولاده ستتزوج لما جاءه هذا الخبر، فحمل عصاته وذهب إليها في منزل أهلها وهي الزيارة التي اهتم بها كل (الشمشرجية) كونها الأولى بعد الطلاق المزلزل.. قابله إخوانها بجفاء وتحدثوا معه بغلظة وهو يمد في حبال الصبر التي لو مداها سابقا لما حصل الحصل.. طلب منهم أن يخبروها أن تخزي الشيطان و.. وخرجت إليه وملامح العروس فيها فأثارت أشجانه وزادت غضبه، فهي مليحة مشتهاة.. قالت له كلام كثير منه أنه لا سلطان له عليها وأنها لن تفعل محرما وقال لها إن أولادها قد بروا ولن يطيقوا زواجها هذا فردت عليه القول إنه لم يراع لهم لما طلقها وتهدج صوتها وهي تذكره بأيامهما معا وقالت له: “هنت عليك يا أبا طويلة” فبلع ريقه بصعوبة وغادر وعيونه تمتلئ بالدموع فيزجرها بعصاه.
رقد أبو طويلة بالمرض لما علم أنها تزوجت العاقب منضمة.. لم يقو على تحمل هذه الطعنة النجلاء.. هي تعلم ما بينهما من صراع وتحد وكراهية.. هي أرادت أن تذله كما يبدو.
جاءته يوما تريد منه شهادة الميلاد لابنتهما لتدخلها الروضة فأبى عليها ذلك وأسمعها كلاما شديد اللهجة ونعتها بنعوت مقذعة، فاضطرت لفتح بلاغ ضده.
لم يصدق أبو طويلة أنه في السجن والحراسة ببلاغ من المرأة التي اختارها من دون جميع النساء.. تزوجها في يوم يؤرخ به.. طاف بها البلاد وتطاول بها على العباد.. وموبايل سجانه يرتفع بالغناء:
كيف هان عليك يا حبيب تسلاني
تنسي عطفي عليك وحناني
سيب الخصام وتعال صافيني
يا حبيبي الدنيا اماني
وأمنيته رغم كل هذا أن يجمع الله الشتيتين، ولكن كيف ؟
كانت هذه أمنية أولادهما أيضا..
في ذات المساء كان العاقب يصرخ فيها إنتي رافضة الولادة ليه؟!