مأمون بياع الليمون
كان عصير الليمون الذي يبيعه مأمون لا يعلى عليه.. بارد كما يهواه عشاقه وحالي سكر زيادة كما ينتظره أحبابه.. ومركز تماما كما ينادى به.
كان السكر في ذاك الزمن الذي اشتهر فيه مأمون وعصيره يباع بالبطاقة التموينية لذلك صار كل من يريد تذوق طعم السكر الحقيقي فليس أمامه إلا دفع دينار لأجل كوب مشبع والدينار كان هو عملة في ذاك الزمن.. (يا عصير مامون).. هكذا هتف محيي الدين لفتحية فتضرج وجهها بليمونة الخجل.. كانت (فتحية الخدرا) تشبه ليمون مأمون تماما لذلك كانت الأغنية مفصلة عليها كعطاء مشبوه.
الليموني.. زارعنه في البورة
ووطاته ممطورة
تحول مأمون من حمل عصيره في جرادل إلى عمل كشك صغير.. وذبحت الذبائح يوم رفعت لافتة على كافتيريا مكتوب عليها: (لو عيان واللا معيون دواك عصير مامون).. عشرات حاولوا محاكاته.. جاءوا ليستأجروا بجواره لكنه استطاع أن يبعدهم بطريقة ما.. بل استطاع تحويل أكبر مطعم وكافتيريا جواره من جواره.
تضجر منافسوه منه وتحول بعضهم لبيع عصير العرديب والقريب وغير ذلك.. لكن كافتيريا مأمون أصبحت تنتج كل الأنواع بجودة أكبر وسكر أكثر.. خرج همس بأن سكر مأمون مهرب.. وثلجه مدعوم.. وليمونه منزوع نزعا.. أرغى مأمون وارعد.. وأضيفت للافتاته عبارة (ومن شر حاسد إذا حسد).
تم ضبط سكر مهرب لكافتيريا الليمون واشتكى اصحاب مزارع من أن ليمونهم يغتصب منهم.
حكاية كافتيريا الليمون لا تزال في ذاكرة من شهدوا تلك الفترة.. كنت تلميذا آنذاك.. للحق كان طعم ليمون مأمون مميزا.. نأتيه من مسافات.. بعيدة.. صديقي حافظـ قال لي: والله لو عملوا فروع في الأطراف بريحونا.. كنا نتمنى أن لو كان في الكلاكلة.