هيثم صديق

عليكم بالجلي


* ترى ماذا يكتب من يريد الكتابة ودرجة الحرارة بلغت الاشتعال إلا ربعاً بتوقيت الخرطوم، والكهرباء مقطوعة منذ بداية مواقيت العمل وحتى نهايته غير أمنيات (الحران) واشتهاءاته من ماء بارد و(جلي) يتراجف مثل الجنيه أمام الدولار؟.
* وقبل سنوات لما جاء بص الوالي مكيفاً كان صديقنا يقطع نهار رمضان في البص ينزل من بص الثورات ليركب بص الحاج يوسف ثم يغادر إلى بيته ترياناً.. بعد إمضاء (الحضور) صباحاً.
* ولعل اشتهاء (الجلي) أقرب إلى (التجلي) خصوصاً إذا ما خلط بالموز.
* وغاضب أمس طلب مني أن أكتب عن وقف الحال وشح المال فتلهيت عنه مغنياً (للبلال) يزورني مرة.
* هذه أيام الشهوات البسيطة والتلذذ بأكلات شعبية عوضاً عن الحديث عن شعبيات أخرى جبهات وحزب في ظل هذا المنعطف (اللايوقي) الذي تمر به الأمة.
* أهداني صديق من بارا قبل أيام رطلاً من عسل نقي و(أصلي) مع زيت ولد، وفي ذات اليوم جاءني قريب من الجزيرة بشطة قبانيت ذكرتني بفتاة كانت تدرس في الكلية القبطية زمان وكنا طلبة ثانوي، كنا نحمل كتاب الدراسات النقدية ونقرأ للتجاني يوسف بشير جهرة أبيات تشبـبه بفتاة تلبس الصليب وصليب ثلاث كنبات ودرجتين طالع.. كانت شطة بمعنى الكلمة فحين دخولها للمدرسة كان (أوباً) وحين خروجها كان (أوبين) وكنا بعادا عنها فسماها سابع دور ونحن آنذاك أهل (ملح) محترفون ولعل هذا ما أشعرنا بالقرب منها فالملح يجاور الشطة.
* وكنا نحور الأغاني فإذا بنا نهتف يا أخوان البنات (الجلي) ده ما حقي.. وصوت ترباس الفخيم يلوح من بين أصواتنا المخشوشنة من حنجرة عبد الكريم وهو زميل دراسة كان ندي الصوت والخلق نهِماً (لجلي أبو الريش) في ثانوية المقرن لما كان الطلبة (يحلون) قبل (التحلل) بعقد ونيف.. وبي موية وكملت، مثل المستهوِن بالشيء فهل يا رعاك الله أشهى من كسرة بي موية في مثل هذا الحر عليها طماطم وعجور ولو كفارة لمشهد رأيته يوماً في شارع 61 بالعمارات بالقرب من الخدمة الوطنية لما رأيت عمالاً من دولة الجنوب في أحد الدكاكين (يظبطون) (فتة) فوضعوا عليها (صلصة) ثم (طحنية) – أي والله – ثم عطوها بأحمر الشطة.. و.. ووقف شعر رأسي وهتف المصران.. من داخل بطني بصوت ترجمته (أرحل).. ورحلت وما جيت.
* عليكم (بالجلي) في مثل هذا الحر فهو مبرد للحشا.