سياسية

(الأمة): مبارك الفاضل يدشن اختراقه الثاني للحزب برعاية من الحكومة

شن حزب الأمة القومي هجوماً لاذعاً على مبارك الفاضل المهدي، وقال إنه يدشن اختراقه الثاني للحزب برعاية من الحكومة عبر “الهيئة الشعبية للم الشمل”، ووجه أجهزته في المركز والولايات برصد الأعضاء المشاركين في الهيئة لإتخاذ ما يلزم.

وعقد مبارك الفاضل، مؤتمراً صحفياً السبت الماضي، أعلن فيه عن قرارات قال إن الهيئة الشعبية للم شمل حزب الأمة توصلت إليها، وكان لافتاً حضور الأمين السياسي للمؤتمر الوطني الحاكم، حامد ممتاز، بعد أن بدأت أخيرا علامات تقارب بين الفاضل والحكومة.

واعتبر حزب الأمة، في بيان لمكتبه السياسي تلقته “سودان تربيون” الأربعاء، الهيئة التي يتحرك عبرها مبارك الفاضل، “بذرة تآمرية أخرى من بذور التآمر التي ظل مبارك يحاول زرعها ودفنها في تربة حزب الأمة”.

وتابع “هذا هو الإختراق الثاني للحزب بعد إختراقه عن طريق ما يسمى بالإصلاح والتجديد الذي إنتهى إلى زوال وفناء وإندثار بيده وبتدبيره وبإعلانه هو وليس غيره وليس سواه”.

وإنشق مبارك عن حزب الأمة بقيادة ابن عمه الصادق المهدي في 2002، مكونا حزب الأمة الإصلاح والتجديد الذي دخل في شراكة مع المؤتمر الوطني استمرت حتى العام 2005، نصبته مساعدا للرئيس، ليعلن في 2011 حل حزبه والعودة إلى أحضان الحزب الكبير.

وأكد البيان أن مبارك فارق الحزب منذ إنسلاخه الأول وتكوينه حزب الاصلاح والتجديد، لأنه منذ ذلك الوقت “عزل نفسه وذاته وعيشته السياسية ولا علاقة لحزب الأمة به ولا بأي نشاط يقوم به؛ وكل ما يقوم به أو يقوله أو يصرح به لا يمثل إلا نفسه وذاته”.

ووجه البيان أجهزة الحزب في المركز والولايات برصد الأعضاء المشاركين “في ما يسمى بالهيئة الشعبية المزعومة وإتخاذ ما يوجب الإنضباط الحزبي حيال ذلك”.

وقال “إن مواقف وتصريحات ولقاءات ومؤتمرات مبارك التخذيلية المتسقة والمتناسقة والمتماهية مع رغبات وأشواق (الإنقاذ) ودعواته المتواترة والمتوالية كتوالي أحزاب النظام الراعية في مرعى النظام للتفاوض الذليل والوضيع، لن تزيد حزب الأمة إلا ثباتا ورسوخاً على صحة وصواب موقفه المتسق المنسجم مع آمال وطموحات الشعب السوداني”.

وأوضح أن مبارك جاء من خلال مواقفه الأخيرة بنفس لغة وخطاب ومنطق ومنهج وسياسة الحزب الحاكم “حذو النعل بالنعل”، مضيفاً “جاء ليرعب ويرهب ويخيف الجماهير من مآلات الإنتفاضة الشعبية وليحذر من إلتحاق السودان بمصير سوريا وليبيا واليمن إلخ.. وكأنما السودان الآن يرفل في سلام واستقرار وأمان”.

وأشار البيان الى أن مبارك “جاء معترفاً ومباركاً لحميمية وخصوصية العلاقة مع عسكر الإنقاذ، مشيداً وممجداً لهم ليعيدوه تارة أخرى إلى القصر الجمهوري الذي فارقه مغاضباً والآن قد زالت مسببات ودواعي الغضب في ظنه وتقديره وكذلك في تقدير عسكر النظام”.

وأتهم الحزب مبارك بتلقي الدعم الحكومي والتسهيلات لإجتماعاته ولقاءاته ومؤتمراته، وقال “كل ذلك لا جدوى ولا فائدة منه ولا معنى له غير تخريب وإفساد الحياة السياسية التي اكتوت واحترقت سنيناً عدداً بمثل هذه الممارسات غير المسؤولة وغير المجدية وغير المنتجة”.

وقال البيان “إن تحالفات حزب الأمة القومي التي يزدريها ويستخف بها السيد مبارك تمت مع قوى وطنية أصيلة وفاعلة وذات قاعدة جماهيرية عريضة لها قضية عادلة ومشروعة لا تلهها مصالح وغايات شخصية”.

وكان مبارك اعتبر التحالفات التي يعقدها المهدي بالخارج تسعى لتحقيق أهدافه الشخصية بدون أن تفيد حزب الأمة القومي”.

وأبان المكتب السياسي لحزب الأمة القومي، “أن الوحدة ولم الشمل الذي يتحدث عنه مبارك الفاضل ما هي إلا شعارات فارغة وخاوية وبلا مضمون وبلا معنى وبلا أسس وبلا مرتكزات ظل يرفعها ويلوكها لأجل المتاجرة والكسب السياسي لا أكثر ولا أقل”. وأضاف “في تقديرنا تلك مغامرة غير محسوبة العواقب والمآلات”.

وأكد أن لم الشمل هدف إستراتيجي ظل الحزب يسعى لتحقيقها، كما أن لجان لم الشمل نجحت من قبل في عملها لكن مبارك لم يعد للحزب حينها برغم ما بذل معه من مجهودات حيث أصر على مطالب ليس بمقدور الأجهزة والمؤسسات القائمة تنفيذها بل هي مخالفة للدستور”.

وقال البيان “لا تعنينا الهيئة الشعبية المزعومة في شئ؛ كما لا تعنينا مخرجاتها ولا مكايداتها ولا مؤامراتها ونترفع عن الكيد بالمثل أو الخوض معها في مهاترات أو أي تصعيد إعلامي وهو ما تسعى له وتتمناه وتطمح له هذه الهيئة المزعومة”.

وامتدح المكتب السياسي مجهودات رئيس الحزب الصادق المهدي، وقال إن النجاحات التي تحققت للمعارضة كانت تتويجاً وثمارا للجهود الأمينة والنبيلة والصادقة له، وأوضح أنه “في هذه الأثناء يطل مبارك مستندا على إمكانيات الدولة وحزبها الحاكم ومناهضاً لحركة الجماهير ولآمالها وطموحاتها المشروعة في التغيير والحرية والسلام”.

واتهم حزب الأمة النظام الحاكم بأنه “الراعي الرسمي للمسرحية السمجة والهزيلة التي يؤديها مبارك الفاضل هذه الايام.. يسمح وبلا أدنى خجل أو حياء بالإستخدام غير المشروع لإسم حزب الأمة القومي؛ بل فالنظام هو الراعي لذلك وهو من يقدم الدعم وكآفة التسهيلات لأنه شريك أصيل في هذا الجرم وفي هذا التآمر على الحزب”.

سودان تربيون