استهتار
الرجل الذي كان يحمل بطيخة وقد رأى قشر الموز أمامه فوضع البطيخة وذهب وانزلق ثم عاد ليحمل البطيخة كان يمكن أن يكون قدوة لمواطني جنوب الخرطوم لما جاءت الشركة التي تعمل في مصرف الأمطار بقلابات الرمل ووضعتها في منتصف الشارع الرئيس.
قلت لمن كان بجواري ونحن نمر بالطريق سترى حادثا لا محالة هنا ولم أشر إلى الزحمة التي جعلت الناس يصلون إلى أماكن عملهم متأخرين ومتضجرين.. ساعات قليلة وسقطت العربات في المصرف (الكمين) والسيخ كالسكاكين يشحذ للمساكين.
كان عمر يخاف أن يسأله الله عن تعثر بقرة في العراق وكانت العراق عن المدينة بعيدة كبعد الذين آذوا الناس عن الخوف من الله أو الضمير.
ألا يستحق من كشف حفرة بدون أن يضع تحذيرا مسألة عاجلة، وأن يجمع المعتمد كل اصطافه ليحاسب من تسبب فيما كان وما سيكون باعتبار أن العمل لم ينته بعد وأن الحوادث مرشحة بلا أرصاد ليهطل الدم والدمع.
إن بضع كيلومترات تكشفنا.. تكسفنا وتخبر أننا أمة سبهلل وأن الفرد عندنا بلا قيمة.
إن أول سلم للوصول إلى المبتغى والمرتجى، والحلم هو أن يعطي الإنسان قيمته.
أن لا يدرس طفلا في مبنى متصدع وأن لا يستخدم صبيا في مكان عمل غير لائق أو يحرم من وظيفة وهو شاب مؤهل، لأنه لا يملك واسطة، ولا يعرف كيف يقدم الباسطة.
إن البنية التحتية هي الإنسان لا المصارف.. فكيف نعلي الطريق على شاغله؟
كيف نهتم بمباني الجامعة لا المنهج الدراسي؟
وسيبقى هذا حالنا ما بقيت نكتة دريد لحام تطاردنا: يا واد افتح إذاعة لندن خلينا نسمع أخبار الوطن.
خير فعل النائب الأول وهو يولي قضية الإعلام حقها ويدعو إلى مؤتمر جامع ليطلق العصفور من القفص ويدع الكلمة النظيفة تزور الناس فإن الذي (تطرشه) المواقع الإلكترونية علي نفسها وغيرها أعظم اثرا في تضييع إنسان هذه البلاد كان على الفطرة قبل أن يستحق الفطرة.
إن الاستهتار بحياة الناس لا يغفره الناس، وإن تعلل المستهتر بأنه يعمل لأجل البلاد والعباد، فالعامل لأجل العباد والبلاد لا يخشى السهاد ليترك الليل كله وآلياته وأنقاضه تغلق الدروب.
…………………..
ورقة علمية تحذر من انهيار النظام المصرفي
.. لعل هذا هو خبر كل الأيام القادمات.. إن قالوا إن نيزكا كذوبا يقترب من الأض لانتبه الناس.. انتبهوا لهذا الخبر.. ما دام أن مصارف الأمطار لا ينبه من خطرها أحد.
هتش – صحيفة اليوم التالي