آه يا كلاي.. وقلبي
رحل أسطورة الملاكمة العالمي محمد علي كلاي بعد أن ملأ الدنيا وشغل الناس.. بلغ في مجاله ما لم يبلغه غيره، كان (ماردونا) الملاكمة لكن لم يظهر ميسي ولا رونالدو ولا سبقه فيها (بيلية) لكن شهرته التي طبقت الآفاق وطبقت حنتها في كل ذاكرة أذكى أوارها انتماؤها إلى الإسلام.. غير اسمه إلى محمد علي ومشى على خطى مارتن لوثر.. أبى أن ينضم إلى الجيش ليحارب في فيتنام، بل وناهض الحرب نفسها، نزعوا عنه لقب وحرموه من مزاولة الرياضة، لكنه مع ذلك لم ييأس ولم يستسلم، وعاد أكثر قوة وألقاً، كان الأسود الذي قال للبيض لا.. وأبيات أمل دنقل تتبعه:
المجد للشيطان معبود الرياح
من قال لا في وجه من قالوا نعم
كان مثل إسبارتكوس في ذات القصيدة
معلقٌ أنا على مشانق الصباح
وجبهتي بالموت محنية
لأنني لم أحنها حية
فحيا رغم الشلل الرعاش ثابت النفس، دعا كل العالم للمشي في جنازته يوم الجمعة، ونعاه حتى ترامب كاره المسلمين ونعته بالبطل، وما كان ليجرؤ على غير ذلك.. فصاحب القبضة الفولاذية احتفظ لنفسه بالقوة أبداً خارج الحلبة مثل داخلها سيقدم بيل كلنتون كلمة العزاء بوصفه صديق له وسيتبع جنازته اليهود والمسيحيون واللا دينيون عبدة المال والجنس والجبال وكل متناقضات أمريكا، لكن ستقام عليه الشعائر الإسلامية من غسل وتكفين وصلاة منتصراً للإسلام وبالإسلام أبداً حياً وميتاً.
ولعل هذا أجمل ما يمكن أن نبتدر به كتابة في شهر الخير الفضيل هذا عن رجل واحد حوّل بإسلامه المئات والألوف إلى القبلة المحمدية وسمى نفسه على اسم النبي الأعظم ولم تغره المغريات، ولا أثنته التهديدات، عاش لنفسه التي وجدها في الإسلام، وتحدث حديثاً بليغاً في إحدى لقاءاته الجمة في التلفزيون قال إن هذا العالم إلى فناء وإن العالم الآخر هو الدائم، فلتدم لنا الطمأنينة هناك قال ذلك، وهو يحمل حزامه الأسود في أوج عنفوانه وبطولته فصدق نفسه وصدقه الناس، لم تطو قصة محمد علي كلاي بموته فلم يعش حياة عادية هو مثل عنترة العبسي في الجاهلية لما ساء أسود على غيره بشجاعته وكرم وهو مثل بلال الحبشي في الإسلام لما تميز على سادة قريش بالإسلام ثم نداوة الصوت وما بين سيف عنتر وصوت بلال كان التميز ابداً لصاحب القيمة والتميز.. صلى على كلاي صلاة الغائب كثيرون وسيصلي عليه صلاة الحاضر أكثر، لكنه سيكون أيقونة مثل هلال رمضان الذي نستبشر به أبداً ومثل هلال العيد.. ما أعظم الرجال الذين يصنعم أفضل دين