السودان يستعد لاستقبال آلاف مواطني جنوب السودان عقب تجدد القتال في جوبا
توقع مراقبون نزوح آلاف المواطنين إلى السودان بسبب الأحداث التي تشهدها دولة جنوب السودان، بعد تجدد القتال العنيف، أمس الأحد، في مدينة جوبا بين قوات الرئيس ونائبه.
وشهدت عاصمة جنوب السودان اشتباكات بالسلاح يومي الجمعة والسبت بالقرب من قصر الرئاسة أثناء اجتماع بين الرئيس سيلفا كير ونائبه ريك مشار. واختلفت الروايات حول عدد الضحايا الذي تجاوز 300 قتيل من طرفي النزاع.
ويعتبر السودان من الدول التي استقبلت العدد الأكبر من لاجئي دولة جنوب السودان منذ انفصالها عام 2011. وأعلنت الأمم المتحدة في تقرير لها أن عدد اللاجئين الذين استقبلهم السودان من دولة جنوب السودان وصل إلى 232 ألف لاجئ، وذلك منذ اندلاع الحرب الأهلية في أواخر عام 2013.
وفي وقت سابق أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الآلاف من المدنيين اضطروا للفرارمن جنوب السودان. وأكدت قلقها على مصير المواطنين الفارين من القتال والذين يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة.
ولم تعلن الحكومة السودانية في الخرطوم عن موقفها تجاه تدفق اللاجئين عقب الأحداث الأخيرة، لكن ولاية شرق دارفور، وهي أكثر المناطق استقبالا للاجئي دولة جنوب السودان، أعلنت الشهر الماضي إجراءات لمواجهة تدفقات جديدة من النازحين عقب تفجر الأوضاع الأمنية والقتال الذي اندلع في مدينة واو.
واستقبلت الولاية حوالى ألف لاجئ من دولة الجنوب خلال الأسابيع الماضية. وبحسب المسؤولين المحليين فقد تمت إعادة تأهيل 40 مركزاً في المحليات الحدودية في إطار الاستعدادات لاستقبال المزيد من المواطنين الفارين من القتال. واشارت التقارير لمقتل وفقدان أكثر من ثلاثين مواطنا سودانيا كانوا يعملون بالتجارة في مدينة واو جراء تلك الأحداث. وتسبب انعدام الأمن في ولايتي ﺷﻤﺎل ﺑﺤﺮ اﻟﻐﺰال وواراب في النصف الأول من هذا العام بموجات نزوع واسعة، خاصة إلى ولايات ﺷﺮق وﺟﻨﻮب دارﻓﻮر. واﺳﺘﻘﺮت أغلبية الوافدين اﻟﺠﺪد ﻣﻦ دوﻟﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان بنسبة 78 ٪ ﻓﻲ ولاية ﺷﺮق دارﻓﻮر، وﺑﺼﻔﺔ رئيسية ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺧﻮر ﻋﻤر.
وشهد شهر تشرين الأول/اكتوبر الماضي تمديد اتفاقية المساعدات الإنسانية التي وقّعها السودان مع برنامج الغذاء العالمي. ويجيء ذلك على خلفية توقيع دولتي السودان وجنوب السودان مذكرة تفاهم في تموز/ يوليو 2014 تم بموجبها الاتفاق على مسارات النقل لإيصال المساعدات الإنسانية لجنوب السودان عبر كل الطرق البرية والجوية والنهرية.
وتقوم بتنفيذ هذا الاتفاق لجنة فنية مكونة من ممثلين لحكومتي السودان وجنوب السودان وبرنامج الأغذية العالمي. ويتدفق اللاجئون الجنوبيون نحو الشمال رغم وجود اتفاق بين الدولتين ووكالات الإغاثة الدولية بغرض إرسال الإغاثة إلى جنوب السودان.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإنّ السودان يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الذين فروا من جنوب السودان بحثا عن مكان آمن في الدول القريبة. وتجيء هذه الإحصائية وفقا لتقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أعداد مواطني جنوب السودان الذين فروا إلى السودان «يتزايد بشكل واضح». وقال المكتب في نشرة إخبارية إن قرابة السبعين ألف مواطن جنوبي عبروا إلى السودان منذ بداية العام بسبب الحرب ونقص الغذاء.
ووﻓﻘﺎ ﻟﻤﻔﻮضية اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﺸﺌﻮن اﻟﻼﺟﺌﯿﻦ وﺻﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 221,322 ﻣﻦ ﻣﻮاطﻨﻲ دوﻟﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان إﻟﻰ اﻟﺴﻮدان ﻓﻲ اﻟفترة بين كانون الأول / ديسمبر 2013 و15 نيسان / أﺑﺮﯾﻞ 2016.
وتمتد الحدود بين شمال وجنوب السودان لمسافة ألفي كليومتر يعيش فيها 13 مليونا من سكان البلدين، وهم أول من يتأثر بالقتال الذي يدور في الولايات الجنوبية أو مناطق التماس بين الدولتين.
وتعتبر الحدود من أهم مناطق السودان إنتاجاً للمحاصيل الغذائية والنقدية كالفول السوداني والسمسم والكركديه وحب البطيخ والدخن واللوبيا، إضافة إلى إن هذه المناطق تنتج حوالى 60٪ من صادرات السودان من الصمغ العربي والثروة الحيوانية، وتذخر بالثروة السمكية.
وأصدر البشير في آب / أغسطس 2015 توجيها يقضي بأن مواطني جنوب السودان النازحين من ويلات الحرب الدائرة في بلدهم يمكنهم الإقامة في مناطق السكن التي يختارونها بأي من ولايات السودان، وتتم معاملتهم باعتبارهم مواطنين وليسوا لاجئين.
لكن السودان عاد ليعلن في آذار / مارس الماضي أن المواطنين الجنوبيين الموجودين في أراضيه سيتم التعامل معهم بوصفهم أجانب لدى تلقيهم خدمات الصحة والتعليم. وبذلك انتهى مفعول قرار البشير.
صلاح الدين مصطفى
الخرطوم ـ «القدس العربي»
الله يحلنا من الجنوبيين ديل … ناس جنهم حرب وشراب مريسة