هيثم صديق

عواصم وعواصف


نواكشوط
وأرض الشعراء لم تستطع إكمال أبيات قصيدة الترحيب بكل الرؤساء والزعماء فبعضهم لم يحضر وأناب عنه رغم النائبات.. بعض الزعماء العرب يحضر دوما وبعضهم غائب دائما.. لكن نواكشوط التي تشبه نساؤها نساء السودان في لباس الثوب تنتظر أن يغني لها أبو عركي شفت التوب.. أو أن يرجع دبلوماسيونا الشعراء عن توبتهم فينسجوا ولو قصيدة سرية في أخوات الناها تصبح أختا للوثيقة السرية التي أعلن عن خبرها أبو الغيط.. رغم أن السودان..
……
الخرطوم
خاضت عاصمة اللاءات الثلاثة حربا كبيرة لأجل تعرية الجنائية الدولية وحاربت باستبسال لكي تؤكد أن أوكامبو وخلفه مجرد كومبارس.. نجحت الخرطوم فسافر الرئيس إلى جنوب أفريقيا والصين ويوغندا وغير ذلك.. لكن اقتراحا بشكوى قادة إسرائيل للجنائية من القمة العربية كان أمرا مستغربا وليس غريبا.. بعد كل الموت في فلسطين ولبنان لم تلتفت الجنائية لإسرائيل.. ويريد العرب أن يلفتوا انتباهها.. إنها صماء.
الخرطوم أثبتت أنها الزرقاء، وحدها من رأت شجرا يسير منذ الحرب على صدام وما قبل ذلك.. لكن قدر لها أن تكون الأكثر حماسا ومقاتلة والأقل مغنما.. أم عنترة.. أو ليس ابنها من أنشد: (وأعف عند المغنم)؟.
…. ..
القاهرة
اختلطت على المدينة الكبرى الثورات فإذا بها ما بين يوليو ويونيو ويناير تتوزع.. طرابيش تعيش على أيام عبد الناصر وربطات عنق تمجد 30 يونيو.. ولحى تبكي 25 يناير.. لو تواضعوا لأهديناهم أناشيد 30 يونيو السودانية.. و25 مايو عوضا عن يناير.
……
طرابلس
فقدت القمة الأخيرة القذافي.. كان وحده من يكشف امتحاناتها.. أول من سرب أوراق القمم وآخرهم.. والوحيد المؤهل لتحقيق طيش أحمد مطر.
أنا لو كنت رئيسا عربيا لحللت المشكلة
لدعوت إلى قمة مستعجلة
ثم تلوت البسملة
وعليهم وعلى نفسي ألقيت القنبلة
مطر المسكين لا يعلم أن عقدهم لن يكتمل أبدا.. وأن من أرادهم لا يحضرون.
…….
برلين وباريس وبروكسل
حتى الجريمة العادية في أوروبا أصبحت تعد مرتبطة بالإرهاب.. حتى يتبين أن مهجورا قتل هاجرته فتلصق بالمهاجرين.. كنت أشاهد فيلما هولويديا اسمه آخر ملوك أسكتلندا يحكي عن عيدي أمين.. ذاك الذي ألصقوا به حتى أكل لحوم البشر.. و.. تكشف الأفلام دوما ما يحاك…
……….
أنقرة
وبعد انقلاب فاشل أمسك أردوغان بيد من حديد.. مئات الآلاف أقصاهم وأوروبا تصيح.. لا تريد أن يعدم أحد لأن الإعدام ممنوع عندهم.. أوروبا تسير مع تركيا بالمثل السوداني الركوب بكرة مجان.. تعشمها في الانضمام للاتحاد الأوروبي.. لو كان فيه خير لما تركته لندن.
……..
جوبا
مسكينة جوبا في البئر وسقط عليها الفيل.. ومواطنها المغلوب على أمره مفجوع في قادته ساقوه للانفصال.. وهو يغني للشمال: لا وصلت ليك.. لا الرجعة تاني عرفتها.
………..
واشنطن
أعطت الفرصة لأسود ليحكم.. وستعطي الفرصة هذه المرة لامرأة.. إنه توزيع وليس انتخابا.