الفنانون وأبناؤهم.. بين الفتور والقطيعة والعداوة
أسئلة كثيرة تُطرَح اليوم حول كيفيّة علاقة الفنانين بأبنائهم، وماذا يترتب على هذه العلاقة في نهاية الأمر، وهل يؤدي ذلك إلى مقاطعة نهائية، كما حصل بين المطربة، فيروز، وابنها الفنان، زياد الرحباني؟ ولماذا لم تحضر الفنانة هويدا مراسم عزاء والدتها الفنانة صباح عام 2014؟ كلّ ذلك يدفعنا للتساؤل حول ماهية العلاقة بين الفنانين وأبنائهم، وخصوصاً الأبناء الذين يحترفون الفنّ متأّثرين بمجد الآباء، وما يترتّب على ذلك أيضاً من مسؤوليات.
زياد الرحباني مفشياً خصوصيّة فيروز
لعل مشكلة الفنان زياد الرحباني مع والدته المطربة فيروز تعتبر مثالاً واضحاً حول هذه العلاقة بين الآباء والابناء. يتمتّع الرحباني بصراحة وعفوية وتلقائية خصوصاً في مقابلاته التلفزيونية. إذ يُقال بأنه ورط والدته في إجابات كثيرة اختارها، وأفشى للإعلام تفاصيل عن خصوصية فيروز، وهذا ما دفع صاحبة “سألوني الناس” إلى عدم استقبال ابنها في منزلها، وبالتالي فتح عيون الصحافة على تناول الموضوع. رؤية غير متطابقة بين فيروز وولدها زياد الرحباني، تقوم على خلاف لم يكن من المتوقّع أن يستمر، وذلك اعتماداً على العمق المفترض الذي يجب أن تتمتّع به فيروز، مهما كان حجم الخلاف. لكن ابنة فيروز، ريما الرحباني، تعتبر اليوم الأقرب إلى والدتها في كلّ التفاصيل الفنية والإنسانية، وهي أيضاً على خلاف مع شقيقها زياد حول أمور عديدة تتعلق بشؤون والدتهما الفنية أيضاً. وتعرف فيروز بابتعادها المطلق عن وسائل الإعلام.
صباح وهويدا
لم تكن الفنانة الراحلة صباح على توافق تام مع ابنتها هويدا، خصوصاً بعدما هاجرت هويدا في منتصف التسعينيات إلى الولايات المُتحدة الأميركية. لكن محاولات صباح في استعطاف ابنتها باءت جميعها بالفشل. وقامت صباح ببيع أملاكها، ووضعت أموالها تحت تصرف ابنتها الوحيدة هويدا التي انتُقِدَت كثيراً لأنها لم تُشارك في تشييع والدتها. واتسعت دائرة الشائعات يومها، والتي تحدثت عن خلاف بين هويدا وأمها صباح. وقال البعض إن هويدا تعاني من مشاكل صحية، ما اضطرها إلى عدم السفر بناء على نصيحة من الأطباء.
وديع الصافي… استغلال من قبل الأبناء
قبل وفاته، انتُقِد الفنان اللبناني الراحل وديع الصافي كثيراً بسبب إطلالته ومشاركته في مناسبات، قيل إنها لا تليق بتاريخه الفني، ولا بسمعته كواحد من أفضل مطربي العصر الذهبي. الملامة لم تقع على وديع الصافي نفسه، بل وقعت على أبنائه الذين كانوا يفضلون المال الذي يجنونه مقابل ظهور والدهم، حتى ولو في أماكن لا تليق بشهرة وديع الصافي، ولا بمكانته الفنية في لبنان والعالم العربي.
أنغام ووالدها
لم تعش الفنانة أنغام سعادة في محيطها العائلي. حيث عانت من مشاكل مع والدها الموسيقار محمد علي سليمان الذي اتهمها عام 2008 أنها السبب وراء الخلاف الذي وقع بينهما منذ سنوات، وذلك لأنها تعمّدت تشويه صورته أمام وسائل الإعلام، وتنكّرت لأفضاله ومساعدته لها، حتى لا يسألها أحد عن سبب ابتعادها عن ألحانه التي كانت سبباً في شهرتها وهي ما زالت طفلة. لكن أنغام كانت تردّ دائماً بالقول: “لو صرّحت بأنني لم أخطئ مع والدي فلن يصدّقني الناس، لأن المجتمع يرى أن الأب دائماً على حق. وخلافنا هو بسبب العمل. وبالطبع، أنا أحبه وهو يحبني، لذلك، يجب أن ننسى العمل، وعلى علاقة صلة الرحم أن تستمر. فأنا سأجد ملحنين كثيرين، وهو سيجد مغنيات كثيرات، ولكن لن أجد أباً آخر، وهو لن يجد ابنة أخرى”. دخولُ بعض المقرّبين من الطرفين أدّى إلى تسوية بينهما، أفضت إلى نتيجة حرب باردة. فبعد أن تأكّدت المصالحة، دعمت أنغام والدها في انتخابات نقابة الموسيقيين عام 2011، وقام بعد ذلك والدها بحضور حفل ختام فعاليات الدورة العشرين لمهرجان الموسيقى العربية، وصعد إلى المسرح، وقام بمعانقتها أمام الجميع.
أحمد الفيشاوي متهماً بإنكار الأبوة
استطاع الفنان أحمد الفيشاوي أن يثبت نفسه في التمثيل، وهو نجل الممثل فاروق الفيشاوي والفنانة سمية الألفي. لكن رغم ذلك، وقع الفيشاوي الابن في مشكلة كبيرة عام 2006، عندما وُجّهَت له التهم بإنكار أبوّته، بعد ارتباطه بفتاة تدعَى هند الحناوي. ورفض يومها الفيشاوي الاعتراف بالطفل، ما دفع والديه إلى مؤازرته، حتى قضت المحكمة بزواج أحمد بهند الحناوي والاعتراف بطفلته منها.
هبة العقاد ضحية جريمة سياسية
فُجعَت الفنانة المغربية ليلى غفران قبل سنوات بخبر مقتل ابنتها هبة العقاد. وأخذت هذه القضية حيزاً كبيراً من اهتمام الرأي العام. ورغم انتهاء التحقيقات، وإعدام المتهم بالقتل بدافع السرقة، إلا أن أصابع الاتهام طاولت نجل رئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد نظيف، حسب تصريحات ليلى غفران نفسها. ثم تراجعت عنها بسبب تلقيها بعض التهديدات، حسب ما أشيع وقتها.
وفاء رانية شوقي لوالدها
ما زالت الممثلة المصرية رانية فريد وشوقي تحتفل بذكرى رحيل والدها الفنان الراحل فريد شوقي بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على وفاته. تحاول رانية شوقي التذكير بإرث والدها الفني عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، فتنشر صوراً ومقاطع من أفلامه، أو تعيد نشرها لمن يرسلها. كما تروي حكايات وتفاصيل للمرة الأولى عن والدها، وتدعو له بالرحمة.
أنس وصباح فخري
توجه انتقادات كثيرة لنجل الفنان السوري صباح فخري، أنس فخري، بسبب عدم احترام تاريخ والده. ظهر ذلك واضحاً في حفلة أحياها فخري في بيروت عام 2012، وكان يومها يعاني من تعب واضح، إذ إنّه من غير الممكن أن يغني صباح وهو في هذه الحالة الصحية السيئة. واعتلى صباح يومها المسرح على كرسي خاص جالساً، ليُكمل ابنه أنس فخري الغناء والعزف عن والده فيما تبقى من وقت للحفلة، وكانت هذه آخر حفلة لصباح فخري منذ ذلك الوقت.
العربي الجديد