منوعات

عيش الريف (يشعل) كوانين (المدينة)

الذرة الشامية أو (عيش الريف) و(القنقر) كما يسمونه ..
هجر القرى بعد أن كان يمثل وجبة للأسر مع اللبن في مناطق كثيرة بالريف السوداني، ولكن في الفترة الأخيرة هجر الذرة الشامي الريف، وتمدد في المدن لا سيما الخرطوم التي انتشر في أسواقها وشوارعها، شباب وشيوخ يستخدمون (كوانين) الفحم في الطرقات والمواقف لبيعه للمارة..
(آخر لحظة) وقفت على الظاهرة والتقت ببعض البائعين وكانت البداية مع العم إسحق عبدولي، الذي ابتدر حديثه بالقول: (عيش الريف) (بجي) للخرطوم من سنار والقضارف والنيل الأزرق والشمالية، ونحن نقوم بالشراء من السوق المركزي، وهو أصبح مهنة نعيش بها أولادنا، حيث نقوم بالبيع في الشوارع العامة ومحطات المواصلات،

أما الشاب عصام صالح مصطفى إبراهيم أحد باعة عيش الريف في موقف جاكسون فقد قال إنه ينهض من نومه مبكراً ويتجه إلى السوق المركزي ليتحصل على عدد من جوالات الذرة الشامية ليقوم بعرضه للمواطنين في موقف جاكسون، وقال صالح إن أسعار الذرة الشامية شهدت ارتفاعاً في هذا العام، لذا يقوم ببيع القطعة بمبلغ جنيهين وثلاثة جنيهات، وقال إنه يمارس هذه المهنة منذ ست سنوات متنقلاً من مكان إلى مكان، مشيراً إلى أنه يبيع في اليوم ثلاثة جولات ذرة شامية، وأوضح أن رواد هذه الوجبة يحبونها (مشوية) وساخنة، وعن تعرضه لسلطات المحلية يقول (نتعرض دائماً لكشات المحلية التي عندما تقوم لا ترحم أحداً، موضحاً أن الظروف هي التي أجبرتهم على الجلوس في الطرقات رغم أنهم يعانون عندما يكون الجو حاراً من أشعة الشمس، إلا أن المحلية عليهم بالمرصاد، وطالب محلية الخرطوم بتنظيم عملهم بتخصيص أماكن بيع لهم.
عصام قال إن عيش الريف يطلق عليه في القضارف وتحديداً عند قبيلة الهوسا اسم (ماصرة)، وقال إن عيش الريف لا موسم له، بل يزرع على مدار العام.
الطيّب الحسن وجدناه بموقف الحاج يوسف الإستاد، وحوله مجموعة من الطالبات انتظرن حتى تمت عملية الشراء، ويبدو أنهن تعودن الحصول على وجبة ذرة شامية سريعة من الطيّب الذي قال إن في فصل الخريف يكون الإقبال كبيراً على الذرة الشامية، وإن إنتاجه يكون بكميات وفيرة بعد فصل الخريف، وأوضح الطيّب أن شريحة الطلاب هم الأكثر إقبالاً عليه، وأن أسعاره لا تفوت الجنيهين للقطعة الواحدة، وأشار الطيب إلى أنه يحمل (كانونه) ويتنقل في شوارع وأسواق ومواقف الخرطوم وسط القنقر المسلوق، وقبل أن ينتشر القنقر أو عيش الريف في الطرقات كانت بعض الفتيات يحملن الذرة الشامية على أطباق ليتم البيع للمارة وتكون قطعة الذرة الشامية كما هي بثوبها الأول بعد أن يتم تعرضها لماء ساخن لتكون وجبة محببة يتناولها المارة.

صحيفة آخر لحظة