منوعات

طفل يضبط حركة مواصلات السوق المركزي

بين الحافلات عند نفق السوق المركزي ينادي بصوته الطفولي (إستاد إستاد) وبعد أن يكتمل عدد الركاب يسارع إلى السائق، الذي غالباً ما ينفحه المبلغ المتفق عليه، جنيهين في كل رحلة- أو كما يقولون في كل (فردة)- ثم يتجه إلى الصف الآخر من الحافلات وينادي (بحري، النفق، الجامعة، المحطة الوسطى)، المشهد أثار فضول الكثيرين باعتبار أن هذه المهنة من النادر أن يعمل بها أطفال، فاتجهت إليه وعرفته بنفسي طالبة منه أن ندردش معه قليلاً، لم يرفض بل ابدى ترحيباً كبيراً وقال:

اسمي محمد آدم يحيى، أسكن حي الإنقاذ بالخرطوم، وقد بدأت العمل أولاً بـ (الدرداقات) لمدة شهرين، إلا أن العاملين بالمحلية كانوا يأخذون منا يومياً مبلغ 30 جنيهاً بعد أن كانت مبلغ 16جنيهاً، وهو مبلغ يساوي ضعف أجرة (الدرداقة)، لم أتحمل لم يعجبني ذلك، فاتجهت للعمل (كمسنجي) وبدأت في خط جبرة، السوق، الصينية.

وعن المضايقات التي يواجهها؟ يقول محمد: لقد تعرضت للكثير من مضايقات بعض (الكمسنجيه) الكبار وليس كلهم، حاولوا (يحقروا بي عشان أنا صغير وأنا كنت بمشيهم على حسب عقلهم).

ويمضي (الكمسنجي) الصغير قائلاً بلهجة صارمة: لن أسمح لأحد بمضايقتي؛ لأنني أريد أن أعمل حتى تكمل أختي تعليمها، وتحقق ما كانت تحلم به أمي قبل وفاتها في العام الماضي، أن تكون أختي مهندسه معمارية، وهذا الهدف لن أتنازل عنه، وقد قررت بعد أن يتحقق أن أواصل أنا في تعليمي، خاصة وأن والدي عليه مسؤولية كبيرة وهو يكدح من أجلنا جميعاً،

وعن أوقات العمل لديه وما يتقاضاه يومياً؟ قال محمد: الحمد لله العمل أفضل من الدرداقات، رغم أنه شاق حيث أعمل من الصباح الباكر وحتى المساء و(مستورة) والحمد لله.

الخرطوم: أميرة صالح
صحيفة آخر لحظة