المبعوث الأميركي: على الحركات المسلحة أن تضع مصلحة الشعب أولاً
انتقد المبعوث الأميركي المنتهية ولايته إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث، يوم الأربعاء الماضي، رفض الحركة الشعبية ـ شمال، للمقترح الإنساني، وقال إن الحركة يجب ان تضع مصلحة شعبها أولاً وليس طموحها السياسي.
ومنذ نوفمبر الماضي يحمل المبعوث الأميركي مقترحاً ينص على أن تنقل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية المساعدات الطبية الإنسانية للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية بعد إخضاعها لمراقبة السلطات السودانية، وقبلت الخرطوم المقترح لكن الحركة تتمسك بنقل20% من المساعدات الإنسانية عبر مدينة أصوصا الإثيوبية على الحدود مع السودان.
وقال بوث في كلمة ألقاها في معهد السلام الأميركي امس الاول، (ينبغي أن نحرص على ألا نضعهم في مكانة رفيعة ليست محل شك، من المهم أن نتوخى الحذر تجاه من نتعامل معه، وجدت أن بعض زعماء المعارضة السودانية ـ خاصة المسلحة منها ـ على أتم الاستعداد لتجاهل مصالح ومنافع المواطن العادي من أجل مطامحهم السياسية الطويلة).
وقال المبعوث الأميركي حسب (سودان تربيون) أمس، (كما أن هناك متشددين داخل الحكومة السودانية يتمسكون بأفكار خاطئة بأنه يمكن تحقيق نصر عسكري، هناك كذلك زعماء الجماعات المسلحة الذين يعتقدون أن من الصواب أن يواصلوا القتال مهما كانت التكلفة بالنسبة لشعبهم حتى يحصلوا على ما يريدون سياسياً).
والتقى بوث ومبعوثي دول الترويكا والمبعوث الفرنسي الإثنين الماضي بالحركة الشعبية في باريس لإقناعها بقبول المقترح الإنساني، وشدد عليها ألا تفوت (هذه الفرصة الذهبية) للوصول إلى المدنيين في جميع المناطق المتأثرة في المنطقتين.
وأضاف بوث (حتى ونحن نطالب الحكومة بالوفاء بالتزاماتها إزاء السلام، علينا أيضاً أن نطالب المعارضة بأن تنحي المطامح السياسية الشخصية جانباً وتعطي الأولوية لشعبها).
وتقول الحركة الشعبية أنها قدمت الكثير من التنازلات في الملف الإنساني لضمان وصول المساعدات للمدنيين في المناطق المتضررة من النزاع، منتقدةّ تعنت الخرطوم ورفضها لقبول الـ20% .
وتتهم الخرطوم المجموعات المسلحة بالتخطيط لاستخدام الممر الإنساني عبر إثيوبيا لجلب الأسلحة والذخيرة إلى مقاتليهم، لكن الحركة الشعبية تقول إنها ستقبل تفقد مواد الاغاثة من قبل السلطات السودانية.
ولفت مبعوث الولايات المتحدة إلى أنه سعى خلال العام الماضي إلى تجاوز عدم الثقة والاتهامات بسوء النية في العلاقات بين واشنطن والخرطوم، وأشار الى ان هذا الانخراط قد بدأ فعلياً في فبراير 2015م عندما دعا مساعد الرئيس حينها إبراهيم غندور، وأفاد بأن الادارة الجديدة للرئيس دونالد ترامب اطلعت على الملف السوداني بشكل كامل بما في ذلك التطورات الأخيرة.
ويعتبر بوث أول دبلوماسي أميركي ينتقد الجماعات المسلحة السودانية علناً متهماً إياها بعرقلة السلام في السودان، وانتقد مؤخراً قائد حركة تحرير السودان عبد الواحد نور، لرفضه الانضمام الى عملية السلام، قائلاً إن رفضه للتفاوض مشكلة دائمة للجهود الدولية لإنهاء الصراع في السودان، ولكنها أصبحت ضارة خصوصاً أن الأطراف الأخرى في النزاع بدأت تتحرك نحو السلام.
الجريدة