الحسن الميرغني والدواعش .. مبادرة لطي خلافات الاتحاديين
وساطة اتحادية بشأن طي الخلافات بين مساعد أول رئيس الجمهورية الحسن الميرغني وبعض مخالفيه بالحزب، يقودها عضو الهيئة القيادية علي السيد،
وتجري داخل اوساط الحزب العريق بسبب تشكيل لجنة للتفاوض مع الحزب الحاكم الوطني برئاسة محمد عثمان الميرغني ، وحاتم السر مقررا، وعضوية آخرين، حول عدد من القضايا، وبالرغم من الضبابية وعدم الوضوح لحيثيات ذلك الخلاف نتيجة للتنكر له والتأكيد القاطع بعدم وجود اي خلاف مع الحسن الميرغني على لسان القيادي حاتم السر، الا ان تصريحات الحسن لبعض الصحف برفضه للجنة، تؤكد ذلك بجانب الوساطة التي يقودها علي السيد بشأن طي الخلاف بين الجانبين.
بداية الخلاف
قبيل انتخابات العام 2015م دخل الحزب الاتحادي الأصل في خلافات وانقسامات حادة، وذلك عندما قرر نجل الميرغني «محمد الحسن» الدخول في الانتخابات وهو الأمر الذي عارضه عدد كبير من قيادات الحزب المؤثرة والفاعلة، واستمر السجال بين الجانبين لدرجة أن وصف نجل الميرغني مناوئيه بـ «الدواعش» بل وقام بفصل أكثر من 40 قيادياً من هؤلاء الدواعش الذين صار اللقب ملازماً لهم طوال تلك الفترة. والملاحظ أن مناوئي الحسن كانوا يؤكدون على أن الميرغني مغيب عما يحدث في الحزب وربما ثبت هذا عند ما فشلوا في مقابلته في لندن رغم تكبدهم مشاق السفر إلى عاصمة الضباب غير أن الدليل الأكبر على ذلك ربما ما حدث الآن. فبعد مرور أكثر من عام حسم رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني الصراع حول الشرعية وأصدر قراراً بإرجاع جميع القيادات التي فصلها نجله رئيس الحزب بالإنابة محمد الحسن في العاصمة والأقاليم خلال الفترة الماضية.
مجرد أوهام
غير ان مقرر لجنة الحوار مع المؤتمر الوطني بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، حاتم السر قال ان الحديث عن وجود خلاف بين لجنتهم وبين السيد الحسن الميرغني مجرد (أوهام)، مؤكداً أن علاقتهم مع الحسن جيدة، منوهاً إلى أنه لا توجد تقاطعات بين مهام لجنتهم وبين الحسن الميرغني. وشدد على أن مثل هذه الأحاديث تهدف إلى إثارة البلبلة داخل الحزب. لافتاً إلى أن اللجنة ستتواصل مع كل الأحزاب في الساحة، وبحسب ما رشح من معلومات ان رئيس لجنة التفاوض مع حزب المؤتمر الوطني يهم بالعودة للبلاد خلال الايام المقبلة وكان رئيس الحزب مولانا محمد عثمان الميرغني قد شكل لجنة للتفاوض مع الوطني برئاسته، وحاتم السر مقررا، وعضوية كل من (جعفر أحمد عبد الله، والخليفة عبد المجيد، وأحمد سعد عمر، والفاتح تاج السر، ونائب والي كسلا مجذوب أبو موسى)، وذلك للجلوس مع قيادات الحزب أولا، والتفاوض مع الوطني حول عدد من القضايا، ومن ثم رفع تقريرها إلى رئيس الحزب، وأبدت بعض القيادات في المجموعات الاتحادية المختلفة تحفظها تجاه الخوض في أي تفاصيل، بشأن اللجنة وقالت أخرى إنها ستستمع أولا لما في جعبة لجنة الميرغني الكبير.
معركة أخرى
تلك معركة أخرى، بدأت نذر مواجهاتها تظهر إلى العلن بين الحسن الميرغني وخصومه من (الدواعش)، بعد أن كسب الآخرون الجولة، وقُضي الأمر، فأصبحوا لاعبين أساسيين، بعد أن كانوا على الرصيف بموجب قرار الحسن، ودخلوا مرحلة صراع جديدة يسندها مكتب زعيم الحزب ويقف من خلفها قيادات من الوزن الثقيل لا قبل لتيار الحسن بها، ما يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن حلقات مسلسل تصفية التيار القابض حالياً واستلام هيئة القيادة والمشرفين السياسيين لسلطة الحزب العريق. خطوة تشكيل لجنة يقودها الميرغني بنفسه يؤكد انتهاء مرحلة تكليف الحسن بمهام الحزب وتوليه زمام الامر برمته بداخله وأن هناك عهداً جديداً قد بدأ، يقوده المشرفون السياسيون وقيادات الحزب التي أبعدها الحسن بقرارات فصل في العام الماضي، ومن خلال تكوين اللجنة يتضح جلياً تحالف جديد لتيارين أحدهما كان يرفض المشاركة مع الوطني، وآخر تذوق طعم السلطة بل وأصحبوا من النافذين داخل الحكومة، ويري مراقبون للشأن الاتحادي ان ورود اسم حاتم السر يؤكد حقيقة واحدة ومجردة أن التحالف الجديد المسنود من زعيم الحزب وأنجاله المقيمين معه سيخوض معركة شرسة تنتظره في الخرطوم، عقب عودة أعضائه من القاهرة، أولى هذه المعارك ستكون مع التيار الرافض لمجرد التقارب مع الحزب الحاكم المسمى بمجموعة أم دوم، والثانية مع تيار الحسن الميرغني الذي أصبح في كف عفريت، وأن المعركة الثالثة ستكون مع المؤتمر الوطني نفسه باعتبار أن اللجنة مخول لها التفاوض مع الحزب الحاكم، ما يعني أن الاتحادي ينوي ترتيب أوضاعه داخل السلطة، وهذه ستكون أخطر. وتوقع المراقبون تفجر الخلافات من جديد بين الحسن وخصومه نتيجة تسريبات التشكيك في تكوين اللجنة التي أغضبت من يمسكون بزمام الحزب في الخرطوم، ويظل السؤال مطروحا هل فعلا هنالك خلاف ظل يتكتم نحوه بعض الأطراف والوساطة التي اتصلنا عليها وتحفظت على الرد ومن جهة اخرى ظل يصرح بها تيار الحسن الميرغني ويبرزها للعلن.
الانتباهة