سياسية

رئيس مجلس الصحوة الثوري الشيخ موسي هلال

كثيرة هي الزيارات التي قام بها رئيس مجلس الصحوة الثوري الشيخ موسى هلال منذ يوليو العام الماضي, وذلك بغرض إجراء المصالحات الاجتماعية والتبشير بالتعايش السلمي بين المجتمعات ونبذ العنف القبلي والتوحد في دارفور والابتعاد عن الفتن لتحقيق الأمن والاستقرار في الإقليم.

وظل الشيخ هلال يطلق بين الفينة والأخرى عدداً من المبادرات التي تصب في رتق النسيج الاجتماعي وحلحلة الكثير من القضايا التي تدفع لتكريس الأمن والسلام بدارفور. (الإنتباهة) ومن خلال زيارتها لمحلية الواحة منطقة القبة, التقت رئيس مجلس الصحوة وخرجت بالآتي.
> الشيخ موسى هلال، ما نظرتك التقييمية المتعلقة بقضية الحكم والسياسة؟
< أولاً نظرتي تتمثل في أنه لابد من تقليل الأحزاب السياسية التي توجد بالساحة الآن وتوحيدها، كما أن التفكك السياسي الذي نعيشه الآن لا يصب في المصلحة العامة للبلد، وكذلك التفكك الذي أصاب الحركات المسلحة التي لم توقع أية اتفاقية سلام أو تنضم للحوار الوطني. بينما كثير من الناس يرون أن المصالح الشخصية إذا كانت تتعلق بالمال أو السلطة هي الدافع الأساس، ولكن كل هذا لا يخدم ويعالج القضية السياسية. أما الجانب الآخر لدي رسالة فحواها بأنني أوصي نفسي وإخواني في الحكومة لمحاولة توحيد الجبهة الداخلية، لأن السودان الآن يحتاج لإدارة خاصة فيما يتعلق بالمال العام والقوانين المصاحبة. > هل تتوقع شكلاً محدداً للحكومة المرتقبة التي ستتشكل خلال الفترة القادمة بعد مخرجات الحوار الوطني؟
< تشكيل الحكومة المرتقبة والتي وسعت لها دائرة المشاركة من خلال الحوار الوطني وفتح الباب أمام كل الناس وهي خطوة جيدة من أجل إشراك كل الناس، وهذا لا ينفي وقوع بعض الخلل في الوزن السياسي خلال الفترة الماضية، ولكن نتوقع أن تعالج كل القضايا خلال المرحلة المقبلة وتوسيع دائرة المشاركة بصورة أكبر حيث لا يشترط أن يكون جل التشكيل من المؤتمر الوطني . > من خلال دعوتك لتوسيع دائرة المشاركة ألا ترى أن الترهل الموجود الآن في الحكومة سبب في تردي الخدمات من خلال الصرف الحكومي؟
< أنا لا أعني بالتوسع كثرة المناصب، وإنما تقليل المناصب بالانفتاح على الآخرين وعلى المؤسسات السياسية الأخرى وذلك من خلال مشاركتها وعدم الإقصاء وألا يكون التشكيل من حزب واحد المؤتمر الوطني، وعملية التخوف من الترهل هذه غير منطقية وإنما عدم مشاركة الآخرين هي الإشكالية، حيث لابد من عملية التحول السياسي وأن المؤتمر الوطني هو حزب قوي لا شك في ذلك عليه لا أظن أنه يخشى عملية التحول السياسي هذه لإحلال وإبدال وجوه جديدة وهي غالباً ما تكون من المؤتمر الوطني سياسياً. > أين عملية التطبيع الاجتماعي التي أطلقتها في يوليو من العام الماضي لربط النسيج الاجتماعي بدارفور، وهل من مبادرة أخرى لدعوة أبناء دارفور والسودان أجمع للوحدة والسلام؟
< (الثعبان يتم قتله من رأسه) وإذا ما ضربت الثعبان على رأسه فلا تفتكر أنك قضيت عليه ، لذلك التشظي بالنسبة لمشكلة حملة السلاح والحركات المتمردة في دارفور هي التي جعلت عمر القضية أطول، لذلك لابد أن تعالج القضية من الذين أسسوا لها وللمعارضة مثل جبريل العدل والمساواة وآخرين كالتحرير وعبد الواحد ومني. وهنا أرى أن الدولة لم تقصر وفتحت كل الأبواب على مصاريعها ولكن الحقيقة أن هؤلاء متعصبون لأنهم رفضوا تلبية الحوار الوطني وتلبية المعالجات السياسية لتظل الدولة هي الأقوى، ومهما تكلف هذه القضية لابد من إيجاد حلول كاملة، والحلول تكمن في رؤوس مؤسسي هذه الحركات ولا يسمح لفتح الباب لكل من هب ودب بتوقيع اتفاق معه أو أن ينسلخ شخصان أو ثلاثة من حركة معينة ويأتوا ليوقعوا اتفاقاً مع الحكومة ثم تتوالي هذه المسألة. لابد أن يحسم هذا الموضوع حتى لا تصبح الساقية مدورة. > اللقاء الذي تم في أم جرس . هل هو واحد من مبادرات الشيخ موسى هلال؟
< أنا موقعي هذا ( زي وزي) أي مواطن سوداني مهموم بقضايا الوطن، وهو هم لكل مواطن حادب على مصلحة الوطن، ومن هنا تأتي المشاكل والمعالجات والمشاركة في كل الاتجاهات ، ولكن إجابة عن السؤال أنا لدي عدد من المبادرات التي وجدت صدىً كبيراً وقبولاً لدى الآخرين ،ووجدت الدعم والتقييم الحقيقي ، ولكن للأسف لم يتفاعل معها الإخوة السياسيون في مواقع القرار، وهو شيء طبيعي أن يقوم واحد من الرموز الاجتماعية ومعه آخرون ليقودوا مبادرة إذا أتيحت الفرصة لذلك، ولكن إذا كانت كل الفرص مكبلة وكل المسائل (مشنكلة بطبل وأقفال) فإنه لا حياة لمن تنادي. > ماهو تعليق الشيخ موسى حول انتهاء الحركات المسلحة وحاجة الناس للقضاء وسيادة حكم القانون والقضاء على المتفلتين؟
< والله شوف إذا جئت في الحقيقة إنك تحس بالقانون وهيبة الدولة في السودان فقط في المدن الكبيرة أو الخرطوم، ولكن أطراف السودان المترامية يوجد فيها انفلات ولا وجود للقانون ، كما أن هيبة الدولة مفقودة وهذا الأمر يحتاج إلى جدية إذ أنه من الضروري فرض هيبة الدولة وهذه مشاركتنا برأينا إذا تمت استشارتنا في ذلك .الاتتباهة