فنانون سودانيون يطلقون مبادرة “كفاية حرب”
على أنغام الموسيقى وأغنيات الحب والسلام، انطلقت في السودان مبادرة “كفاية حرب” التي تقف خلفها مجموعة من الفنانين والموسيقيين الكبار والشباب والمبتدئين في الخرطوم والولايات المختلفة، لتخاطب أمنيات السودانيين في السلام ونبذ الحرب.
وعمدت المبادرة لتثبيت رسالة الفن الداعية للخير والتسامح والسلام ونبذ الحرب، وهدفت إلى إنهاء الاقتتال الأهلي والقبلية في البلاد، وتحقيق السلم الشعبي والمجتمعي وحقن دماء السودانيين.
وانضمت مجموعة من الفنانين للمبادرة، بينهم فنانو الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، منهم صلاح مصطفى وصلاح ابن البادية وشرحبيل أحمد وحمد الريح، فضلا عن مجموعة من الفرق الغنائية والموسيقية، إلى جانب فرق شعبية.
ووضع القائمون على المبادرة خطة متكاملة لتحقيق أهدافهم، عبر إقامة مهرجانات وفعاليات، بالتركيز على مناطق الحرب في ولايات دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
ورأى رئيس مجموعة هوى السودان، محمد حامد، (أحد القائمين على المبادرة) أن المبادرة تعبر عن فئات مختلفة من الشعب تتوق للسلام والأمن.
وأشار إلى أنها تضم الوسط الفني بمختلف تشعباته، لتعزيز دور أهل الفن في إبراز ثقافة السلام باعتبارها رسالة قوية ومعبرة.
ولفت إلى أن المبادرة انطلقت من دار الفنانين في أم درمان، مؤكدا أنها تمددت لتشمل قضايا التعليم والصحة والتعمير لدورها الأساسي في مناهضة الحرب ونشر ثقافة السلام.
وشدد حامد على أهمية المبادرة بالنظر لسرعة وصول رسالة الفنان للبيوت السودانية عبر أنغام الموسيقى والغناء، إذ إن “الغناء والفن عموما يدخل للمنازل دون إذن، ما يسهل توظيفه لنشر قيم السلام والخير والتسامح”.
ووجدت المبادرة تجاوبا واسعا من قطاعات مختلفة من السودانيين.
وقال بدرالدين مبارك، أحد سكان دارفور، إن “المبادرة عبرت عن أمنياتنا وطموحاتنا في إسكات صوت البندقية ووقف الحرب بكل ما تحمله من دمار”.
ورأى الباحث في دراسات السلام، أحمد محمد علي حسين، أن الفن والثقافة من شأنهما أن ينجحا في حسم أمر ما بتفوق كبير مقارنة بالمسارات الأخرى، بينها السياسية.
وأضاف: “في دارفور، نجد ثقافة الحكامات والهدايين والشعراء والفرق الشعبية أساسيات في توصيل رسايل علي دينار (ملك الفور قديما) للمواطنين. فالملك كان يعتمد على ما يعرف محليا بالموقاي (وهو من يقوم بإبلاغ الناس بقرارات السلطة بايقاع معين عبر آلة النقارة ليجتمع الناس ويخبرهم بما في جعبته من رسايل ملكية). فكلما سمعوا ذاك الإيقاع تيقنوا أن أمرا ما سيحدث كل حسب إيقاعه الذي حفظه”.
من جهته، قال الموسيقار محمد سليمان مصطفى أبو سريع، عضو المبادرة، إن البلاد في حاجة لمثل هذه المبادرات وإحياء الليالي وتنظيم المهرجانات باعتبارها أداة مهمة لبث روح التسامح والمحبة والسلام”.
العربي الجديد