“كيجاب”.. يكتب عن خبرته في انتشال الغرقى
السباح الدولي سلطان كيجاب اشتهر بجانب مهنته كسباح بمساهمته في انتشال جثث الغرقى بالنيل، ومن مقر إقامته بكندا أرسل هذه الذكريات بمناسبة العثور على الفقيدة أديبة في النيل الأبيض فكتب:
(… كانت أول حادثة جثة إنتشلتها أنا وصديقي لامرأة طافية امام القصر الجمهوري، وهناك فرق بين جثة المرأة الطافية والرجل، المرأة تكون راقدة على ظهرها ويظهر ثدييها ووجهها وشعرها، أما الرجل فهو عكس المرأة يطفو على وجهه ويظهر مؤخرته وجزء من شعر رأسه ومنها نعرف نوعية الجثة.
وجثة الغريق في الصيف تختلف عن جثة الغريق في الشتاء، في الصيف غالباً ما تنتفخ الجثة لأن الماء ساخن وترتفع من القاع إلى السطح، أما جنازة الشتاء كانت تتعبنا كثيراً لأن الماء بارد والجثة تظل فترة لا تنتفخ بالهواء مثل الصيف، والهواء بداخل الجثة لم يكن كافياً ليظهرها للسطح فترتفع الجثة من الماء مسافة متر وتظل متحركة مع التيار، لذلك تجد هذه الجثث تظهر في بلدان بعيدة بعد فترة من الزمن ولذلك كنا حريصين أن نجد جنازة الشتاء في نفس اليوم.
ولدينا خبرة في تشخيص الغرقى ويتطابق كلامنا مع المعامل الجنائية، فالشخص المخنوق تجد عيونه بارزة، وجفونه متورمة وكذلك خدوده، ومن أخطر الجنائز التي لم نعثر عليها هي جنازة الشخص المطعون في بطنه؛ لأنه أصبحت هناك ثغرة لإخراج الهواء فلم يتعفن ولم يطف للسطح.
أما الشخص المعذب ومضروب بعصا أو أي آلة تكون أياديه مكنكشة وتظهر تورمات أماكن الضرب، وورم في صدره من شدة الغل، أما الشخص الغرقان طبيعياً نتيجة عدم معرفته للسباحة فتكون جثته عادية باردة ويخرج من أنفه نوع من المخاط.
وعادة كل جثث النساء التي عثرنا عليها هي نتيجة أذى لأن المرأة بطبيعتها لا تستحم في النيل ولذلك لا تجد إمرأة غرقت نتيجة السباحة. أما البنت التي تحمل سفاحاً ويقوم أهلها أو عشيرتها بقتلها وقذفها في النيل لإخفاء الجريمة فهذه تختلف إختلافاً كلياً عن كل الجثث، فهي تنتفخ بسرعة ويتورم كامل جسدها وتطفو في يوم أو يومين ونحن نميزها ويطلع كلامنا متطابق مع المعامل الجنائية.
هذه معلومة نحب أن نملكها للجماهير).
صحيفة الرأي العام
لا يجب تمليك مثل هذه المعلومات للجماهير، لانه يمكن استخدامها لأخفاء الجريمة مثل بقر بطن الضحية حتى لا تطفو كما موضح بالشرح.