سياسية

“نعي المشروع”.. الذكرى الثانية عشرة لرحيل عرّاب (السودان الجديد)

صادف يوم أمس الموافق الثلاثين من يوليو الذكرى الثانية عشرة لتحطم طائرة الدكتور جون قرنق دي مبيور “عرّاب” مشروع السودان الجديد، المشروع الذي كان قد دشنه مع حركته المسلحة في العام 1983م، برؤيته حول توحيد السودانيين.

إثنا عشر عاماً على رحيل صاحب المقولة الشهيرة: (العروبة لا توحدنا، الافريقانية المضادة للعروبة لا توحدنا، الإسلام لا يوحدنا، المسيحية لا توحدنا، السودانوية هي من توحدنا).. المقولة تجسد رؤية جون قرنق لـ(السودان الجديد)، وبعد رحليه رحل مشروعه الوحدوي حين اختار أهل الجنوب إقامة دولتهم الخاصة.

والحقيقة المرسومة في الواقع السوداني الراهن تقول بـ(مسؤولية أصحاب المشروع الوحدوي -على أسس جديدة- بأنه أحد آليات “الفرتقة السودانية”) التي بدأت ولم تنته بعد، يقول الطيب عبد السلام وهو قيادي في حزب الليبراليين الخضر متسائلاً: أليس من يتقاتل اليوم على رئاسة الحركة الشعبية شمال هم تلامذته؟ أليس من يأكلون بعضهم أحياء في الجنوب هم مليشيات جيشه الشعبي وللجيش الشعبي برافو؟

ألم يكن في وسعه إنشاء حركة شعبية ديمقراطية تعددية بدلاً عن سيطرة الدينكا عليها وإمتلاكهم أياها؟، وبعد الأسئلة يضع عبد السلام إجاباته: لم يكن مشروعه ليس أكثر من وصول للقصر، وها نحن نرى تلامذته الكبار يواصلون ذات المشوار ويتقاتلون قتال الجياع على السلطة والجاه، مشروعه كان محض مطية للسلطة وسيظل كذلك.

وربما ما يجري الآن مع من تبقى من الحركة الشعبية هو ليس إلا تأكيد لحديث الطيب عبد السلام، حيث يتنازع سلفاكير ومشار على كرسي الرئاسة في جوبا، ولا يبدو مشهد الغابة مختلفاً حيث يتنازع كل من (الحلو وعقار) حول من الأحق بقيادة المهمشين لإنجاز ثورتهم الثانية.

بدت ذاكرة الثلاثين من يوليو وكأنها ذاكرة نعي (المشروع) أكثر منها مناسبة يستعيد فيها المتعاطفون مع الحركة الشعبية مساهمات قائدها، ولأي مدى ساهم غيابه فيما آلت إليه الأوضاع في دولتي السودان شمالاً وجنوباً.

وللتحديد أكثر أنظر إلى ما آلت إليه الأوضاع داخل المنظومة نفسها التي ما زال قياديوها يتمسكون بدعوى السودان الجديد المفضي إلى وحدة سودانية وهم العاجزون حتى عن توحيد أنفسهم في منظومة واحدة.

الزين عثمان _ صحيفة اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ماذا صنعت معاداة العروبة للافريقانية فى دار فور و معاداة الافريقانيه المضادة للعروبه الا الحروب والنزوح والتشرزم والله لو وان لو تفتح الشيطان لو نجح مشروعه الوحدوى لكفانا شر كثير ولكن المشروع لم يعجب الفرنجا الجدد و اذيالهم ففتل وجنينا الحصرم اقول هذا وانا ابغض جون ولكن الحق يقال. سبب بغضى له الشباب الذين قبرناهم من ق .ش .م