“أزمة الخبز”.. قبل عام إنتهت أزمة الخبز آنذاك بأن أصبح (رغيفتان) بجنيه بدلاً من ثلاث.. فهل ستنتهي هذه بـ(الرغيفة) بجنيه..!

في جولته الميدانية كشف الصحفي (الزين عثمان) بصحيفة (اليوم التالي)، عن أسباب أزمة الخبز التي تمر بها ولاية الخرطوم وبعض الولايات الأخرى، حيث قال أحد أصحاب المخابز بأم درمان، إن هناك نقصاً في (الكوتة) اليومية التي يحصلون عليها من الدقيق، وهو ما يضطرهم للشراء من السوق الأسود، وأضاف: نحن لا نتحدث حديث من يبحث عن المبررات، ولكن بهذه الصورة فإن العمل لن يستمر وسنضطر في نهاية المطاف لإيقاف العمل “مافي زول بشتغل بالخسارة”.

يُذكر أن ذات الأزمة كانت قد مرت بها البلاد قبل عام تقريباً، حيث إنتهت بأن صارت الرغيفتان بجنيه بدلاً من ثلاث رغيفات، وهو المشهد الذي يؤكد على أن ثمة إنتقالاً جديداً على المواطنين الإستعداد للقبول به ومعايشته، وربما التصريح الذي أطلقه الأمين العام لإتحاد المخابز بولاية الخرطوم وهو يطالب الجهات ذات الصلة بتذليل العقبات التي تواجه عمليات الطحن في الولاية، يمكن إعتباره دليلاً على ذلك، فالحديث عن وجود فجوة يمثل أولى خطوات العبور نحو الزيادة.

قضية الخبز تبدو في ظاهرها معادلة بين أصحاب المخابز والحكومة، ولكن هي عند الكثيرين غير ذلك، فثمة تداخلات أخرى تجعل من الخبز سلعة سياسية، حيث يؤكد التاريخ إن الخبز دائماً ما كان يتسبب في بقاء أو رحيل الحكومات، الأمر الذي يدفع منسوبي السلطة في كثير من الأحيان إلى نفي وجود أزمة في الخبز، وأن ما يحدث يمكن رده بشكل أساسي إلى وجود (مافيا) تحول الدقيق المدعوم لتحقيق منافع خاصة، وهو أمر لا يمكن إستبعاده بشكل كبير، لكن في المقابل يبقى من السهولة السيطرة عليه إذا تم إحكام الرقابة.

هذا النوع من الإتهامات كان حاضراً في وقت سابق، حيث إتهمت الحكومة وقتها مجموعة (سيقا) للغلال المملوكة لـ(أسامة داؤود) بتحويل الدقيق المدعوم بالدولار لصالح إنتاج (الشعيرية والمكرونة)، وكان ذلك هو مبرر محاولات رفع الدعم عن دقيق الخبز، الأمر الذي إستدعى (داؤود) للرد بقوله: في حال تم تحرير سعر الدقيق فإن أصحاب المخابز سيبيعون الرغيفتين بجينه بدلاً من أربع رغيفات، لكن الآن تبدو حتى الرغيفتين في ذمة التاريخ وعلى الجميع الإستعداد للقبول بـ(رغيفة) واحدة بـ(جنيه).