سياسية

عالم آثار سويسري: حضارة السودان هي الأصل

قطع عالم الآثار السويسري بروفيسور شارلس بونيه بأن حضارة كرمة في شمال السودان هي الأقدم في إفريقيا. وقال بونيه في ندوة (الاكتشافات الأثرية الحديثة) التي نظمتها هيئة مهرجان البركل بقاعة الصداقة أمس الأول، إن الاكتشافات الأثرية أكدت أن الحضارة السودانية هي الأولى.
وقال بونيه حتى عام 1500قبل الميلاد كانت السائدة دولة كرمة، وهي أول دولة سودانية، وتطرق بونيه للمعابد القديمة في كرمة، والتي تمثل الدفوفة فيها شاهداً عملاقاً اليوم على المقدرات العلمية والمعرفية والمعمارية لأهل تلك الحضارة، وأشار إلى أن الدفوفة وهي أماكن عبادة، تم بناؤها بطريقة دائرية الشكل، مبنية باللبن، وتشبه (الراكوبة) العملاقة.وقطع بأنها ليست صناعة أي ملك مصري، وأنها وفق هذا الطراز، نوبية وسودانية خالصة، وأشار بونيه الذي يعمل منذ 55 عاماً في التنقيب الأثري في قيادة البعثة السويسرية، أن سكان مملكة كرمة يحترفون الرعي، وكانت هناك انهار وبحيرات، ومن هناك كانت بواكير الثقافة. وقال كانت هناك وحدة سكانية شرق. وحضارة كرمة لم تكن نيلية فقط، كانت وسط بين الغرب والشرق والجنوب والشمال وكانت وكأنها بوابة عظيمة لوسط وداخل القارة الإفريقية، وألمح بروفيسور بونيه إلى أن البشرية تحتاج لمعرفة حقائق قديمة جداً في هذه المنطقة، وأنها لو أرسلت فرق الآثار لمدة 200 عام ربما تعرف شيئاً عن هذا الماضي البعيد، وأضاف: (وجدنا مدينة كبيرة من حضارة نوبية غير معروفة المعمار، بداية عمقها متران تحت الأرض.. وهناك القبب التي لا مثيل لها). وتابع (كانت هناك تحالفات جيوش من نواحٍ سودانية وإفريقية مختلفة بقيادة ملك كرمة. وكانت مصر تخافهم، كان لهم تنظيم عسكري متقدم جداً وحدث استعمار مصري، الأمر الذي فرض تحالفاً نوبياً دمر الحصن المصري.
وعن المقارنة بالآثار الإفريقية، قال بونيه اليوم ماتزال المباني هذه أكثر تعقيداً مما يوجد في إفريقيا السوداء، ونوَّه إلى أهمية تهيئة هذه المواقع للسياحة وتمكين السياح من مشاهدة هذه الدفوفة وقصر الملكة حتشبسوت، وتطرق بروفيسور بونيه لفترة حكم ملوك النوبة شمال السودان مصر، في الفترة من (500 600 ق.م) وسميت فترة حكمهم بالأسرة 25.
ويعتبر تهارقا هو الملك القوي، الذي أرسى ملكه وأقام في دلتا مصر، وتطرق بونيه إلى ثراء الحضارة السودانية، وصلة أجزائها بعضها بعضاً، وتطرق إلى أقاليم كسلا وكردفان ودارفور، وخارج السودان في الصومال وغيرها، وخاطب عالم الآثار الحضور بقوله: أفخروا ببلدكم، مصر ليست إفريقيا، بل السودان هو سر إفريقيا، وكرمة كانت فاتحة للقارة، وعن الجبل المقدس في البركل قال بونيه: هذا مركز مهم ومركزي جداً، وأشار بونيه إلى أنهم، وضمن الاكتشافات الأثرية الحديثة، عثروا في (كرمة النزل) على آثار ذات فائدة عظيمة، وقال: (وجدنا حجارة في مياه النهر أمام «كرمة النزل» وعظام تعود لمليون سنة قبل الميلاد)، وأكد على مواصلة جهود البعثة، وقال : «سنبني تاريخاً جديداً للسودان، فهو بداية تاريخ إفريقيا. وفي ذات الاتجاه تطرق أستاذ التاريخ بروفيسور أحمد الياس إلى أهمية هذه الاكتشافات التي تقوم بها بعثات التنقيب الأثري، مشيراً إلى أن أصل حضارة البشرية انطلقت من هذه المنطقة.
وفي ختام الندوة، كرَّمت هيئة مهرجان جبل البركل البروفيسور شارليس بونيه، بمصنوعات سودانية، الثوب السوداني (جلابية) والحذاء السوداني (مركوب) وعصا من الأبنوس، ووشحته الهيئة علم السودان، في تكريم غير تقليدي، يتناسب مع ولاء وانتماء بونيه لحضارة السودان.

الانتباهة

‫2 تعليقات

  1. سوف يتجه العالم لمعرفة اسرار هذه الحضارة الضاربة في القدم وسوف تتدفق الاموال من دول العالم للدخول في استثمارات لانشاء فنادق واسواق وطرق ومكتبات حديثة . والاهم من هذا هو معرفة العالم بالانسان السوداني صانع هذه الحضارة العريقة .