سياسية

أردوغان في «النيلين» .. الرقص المصري (الغاضب)

في أجواء وعناصر وتعامل دبلوماسي مكلل ومكبل ومقيد وموصوم بالضعف, تتداعى باستمرار واستباق متصل, تطاول مصري إعلامي, وبعض من التطاول السياسي على السودان حكومة وشعباً. وغاضاً الطرف عن ماهية السياسة وحزبها الحاكم هنا في الخرطوم,

لا يمكن القبول بأي حال من الأحوال الإساءة المتصلة الوقحة للرئيس “السوداني” والرقص المصري الغاضب عما كل ما يقوم به من سياسات, ومع وتيرة تعاون وبناء دائم في الغالب لعلاقات السودان بالدول القوية والمتميزة اقتصاديا تنتاب الأوساط الإعلامية المصرية حالة هياج جنوني مثير للاشمئزاز وفق ما يكسبه ويدلقه على أوراقه وقنواته من تطاول وإسفاف للدولة السودانية.
«1»
هنا في ملتقى النيلين الذي زاره اردوغان في زيارة وصفت بالتاريخية والاستراتيجية , أعلنت الحكومة رفضها التام لما يدور بالإعلام المصري جهة زيارة الرئيس التركي الأخيرة للبلاد , وقالت إنها “ليست في جعبة دولة”. وصوب مسؤول حكومي رفيع المستوى انتقادات هي الأعنف للإعلام المصري المتطاول على زيارة الرئيس اردوغان للخرطوم, ووضع حدا فاصلاً له بأن الخرطوم لن تقبل أي محاولة للنيل من الرئيس البشير والشعب, وعدها محاولة غير أخلاقية. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة وزير الإعلام أحمد بلال في المنبر الأسبوعي للوزارة أمس, قال ان الحكومة لا تقبل ان تكون اية علاقة للسودان مع اية دولة تتمحور ضد دولة أخرى. وذكر بلال ان بعض تفسيرات البعض بأن زيارة اردوغان لجهة بناء محور غير سليم, وأوضح ان الحكومة لا توقع اتفاقيات لتكون هدفا موجها ضد أية دولة من دول الجوار. ووصف بلال تناول بعض وسائل الإعلام المصري للزيارة ومحاولة النيل من الرئيس والشعب السوداني, بانها غير أخلاقية وقال: “الإعلام المصري يريد نقل الخلافات إلى مستوى الشعوب”.
وأطلق بلال تحذيرات لمن سماهم بالمحاولين لصب الزيت على النار. واضاف (من أراد ان يصب الزيت على النار سيكون الخاسر الأكبر , ولسنا في جعبة دولة) وقال (ما نعانيه بسبب استقلال قرارنا) .
ووصف ما ينشر في وسائل الإعلام المصرية بـ(ذوي النظرة القاصرة) . واعتبر تلك المحاولات غير لائقة ولها انعكاسات تورث جرحاً غائراً لا نستطيع تضميده على الإطلاق.
«2»
أشعلت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان، والتي امتدت لثلاثة أيام، حرباً كلامية عنيفة بين القاهرة والخرطوم، بعد انتقادات لاذعة وجهتها وسائل إعلام مصرية للزيارة ، والحكومة. ورد سفير السودان في القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية عبد المحمود عبد الحليم بحسب “سودان تربيون” بهجوم عنيف ووصف الإعلاميين المصريين من منتقدي الزيارة بـ ” الغوغائيين والحمقى”. واعتبرت قنوات مصرية اتفاق البشير وأردوغان على تخصيص جزيرة سواكن ذات الموقع الاستراتيجي والواقعة في البحر الأحمر لتركيا؛ ليس سوى ” نكاية في مصر”. كما صوب إعلاميون مصريون إساءات شخصية للرئيس البشير وحكومته، بينما بدأت صحف مصرية في تصدير عناوين تشير إلى مسؤولية السودان عن تدريب إرهابيين لاستهداف الكنائس في مصر.
وصوب وزير الخارجية إبراهيم غندور قبل أيام انتقادات تجاه إعلاميين مصريين هاجموا استضافة الخرطوم للرئيس التركي بقوله “ليموت بغيظه من يموت وليفرح بسعدنا وفرحنا من يفرح”.
«3»
وقال سفير السودان لدى القاهرة في تصريح صحفي, إن ” بعض غوغائي وحمقى الإعلام المصري وجدوا في زيارة الرئيس التركي أردوغان للسودان سانحة للنيل منه ومن خياراته, بل وتحقير قيادته وتاريخ أمته”. ورأى في هذا السلوك برهانا جديدا على ” وضاعة بضاعتهم”. وأضاف: ” كلما تطلع البلدان للارتقاء بعلاقاتهما المشتركة وتعزيزها على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل , سعى هؤلاء الحمقى لتسميم الأجواء وإفساد المساعي”. وتابع ” يحسبون كل صيحة عليهم وكل نشاط سيادي أو تحرك سوداني كأمر نشاز تدق له طبول الرفض والتجريم”. ودعا عبد المحمود الإعلام المصري إلى إدراك أن السودان ليس بجمهورية “موز” وان علاقاته الإقليمية والدولية تحددها خياراته ومصالح شعبه, وأنها ليست خصما بالضرورة لرصيد علاقاته مع الآخرين. وأبدى السفير ثقته في فشل مسعى بعض وسائل الإعلام في تغبيش وعي الشعب المصري الذي يؤمن بأن ازدهار السودان وقوته قوة لمصر وللقارة الأفريقية والعالم العربي. وأضاف: ” عندما يصحو هؤلاء من نومة أهل الكهف سيجدون أن نظريات المؤامرة لن تسعفهم وأن التقليل من قيمة السودان أضحت عملة غير صالحة للتداول”.
«4»
من جهته, أبدى رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان، الطيب مصطفى امتعاضه لتطاول الإعلام المصري على السودان ووصفه بـ “الأمر المؤسف”. وقال مصطفى في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحفية أمس, إن اللغة التي يتحدث بها الإعلام المصري مستفزة للشعب السوداني وليس للحكومة. وأضاف: ” هذا التطاول سيضع حواجز كبيرة بين شعبي البلدين ويعمل على تخريب العلاقة بينهما كما يمنع أي تقارب سياسي في المستقبل بين السودان ومصر”. وأضاف مصطفى أن السودان لا يأخذ الإذن من أحد حتى يتخذ قراراته. وأردف: “ينبغي على الإعلام المصري أن يكف عن هذا التعامل, وأن يضع في اعتباره أن السودان دولة مستقلة من حقها أن تقرر ما يصلح شأنها”.

هيثم عثمان
الانتباهة

تعليق واحد

  1. رعاك الله ياوطني .. سر الى الامام فقد انتهت عهود التبعية .. صدقوني ليس هنالك ما سوف نخسره .. ثم ياتي السؤال ، ماذا جنينا من كل ما مارسناه من تنازلات ومجاملات وحرص على ارضاء الاخرين مهما كان اولئك الاخرون؟. خلاص .. شطبنا .. كما يقول الرشيد علي عمر