سياسية

السودان يسقط الجنسية عن أحفاد البطل القومي عبد الفضيل ألماظ

تعيش أسرة حفيد عبد الفضيل ألماظ، القائد السوداني وأحد مؤسسي الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار، في الخرطوم حالياً بلا هوية بعد إسقاط الجنسية السودانية عنها عقب إنفصال جنوب السودان في العام 2011.

وتسبب فقدان الهوية في ضياع المستقبل الدراسي لأبناء عادل برعي، حفيد عبد الفضيل ألماظ، بعد حرمان بعضهم من الجلوس لامتحان الشهادة الثانوية الذي يشترط وجود رقم وطني للمتحن.

كما أدى إسقاط الجنسية عن الرجل إلى جعله عاطلاً بلا عمل بعد سحب رخصة القيادة منه، إذ إنه كان يعمل سائقاً في احدى المستشفيات الحكومية.

وحصل عادل برعي في أكتوبر من العام الماضي على حكم قضائي من دائرة الشؤون الإدارية بالمحكمة العليا يقضي بمنحه الجنسية السودانية بيد أن قرار المحكمة لم ينفذ حتى اليوم حيث لا زال برعي وأسرته يعيشون بلا هوية وبلا عمل.

وقال برعي لـ (سودان تربيون) إنه تفاجأ في العام 2013 بإسقاط الجنسية السودانية عنه وذلك حينما ذهب إلى مركز السجل المدني لاستخراج جنسية لابنه الذي يود الجلوس لإمتحانات الشهادة الثانوية.

وأضاف: “بعد البحث والفحص اخبرنا الضابط المعني باستحالة المضي في إجراءات استخراج الجنسية لأن جذوري وفقا لما قيد في سجلات السجل المدني تنحدر من قبيلة الدينكا”.

وأوضح برعي أن جدته لأبيه سودانية تنحدر من قبيلة الشكرية وزوجته كذلك، وزاد “انا حفيد عبد الفضيل ألماظ وأعمامي وأجدادي كانوا ضمن الحركة الوطنية السودانية “اللواء الأبيض” التي ناهضت الاستعمار في هذه البلاد، وبالرغم من أن جذوري جنوبية كنت أتوقع ان لا يقف ذلك عقبة في طريق حصولي وأبنائي على الهوية السودانية”.

وذكر أنه ذهب إلى قنصلية سفارة جنوب السودان بالخرطوم لمساعدته في محنته، لكنه تفاجأ بعدم معرفته بإجابات الأسئلة التي طرحت عليه كشرط إستحقاق نيله الهوية الجنوب سودانية.

وأضاف “عند سؤالنا عن المنطقة والأصل والجذور بجنوب السودان لم استطيع الإجابة سوى انني من (رمبيك) ولا أعلم شيئا عن تفاصيل ومعالم المنطقة، فاعتذروا لنا واخبرونا بأننا لسنا “جنوبيين” ولا نستحق الجنسية الجنوب سودانية”.

ولجأ عادل برعي عقب ذلك إلى مكتب الأمم المتحدة في الخرطوم حيث جرى تخييره بين إعادة توطينه في بلد بديل أو السعي للحصول على حقه الدستوري في الجنسية السودانية.

وتابع: “اخترت الأخير وجلست الى محامي خصصته لي الأمم المتحدة، وحصلتُ على قرار من المحكمة بأحقيتي في نيل الجنسية السودانية، ولكن لم يتم تنفيذ قرار المحكمة الدستورية حتى اليوم ولا زالت معاناتنا ماثلة فأنا بلا هوية وبلا كرامة وبلا عمل، وكل مصالحي مجمدة تماما وقد سحبت مني رخصة القيادة وأعيل أبناء من زوجتين”.

ويعتبر الضابط عبد الفضيل ألماظ من الشخصيات التاريخية في السودان لدوره في جمعية اللواء الأبيض التي تأسست لمقاومة الإدارة الاستعمارية البريطانية للسودان في عام 1924.

ولد عبد الفضيل الماظ في سنة 1895، لأب من قبيلة الدينكا بجنوب السودان، وتنقل مع والده في مختلف مدن السودان، فقد أقام في كل من دنقلا والأبيض وتلودي بجبال النوبة.

إلتحق عبد الفضيل بالخدمة العسكرية في عام 1911 وتم تجنيده في الأورطة “11” التي عمل بها والده، برتبة كاتب بلوك أمين ثم تمت ترقيته لاحقاً إلى ضابط.

وحين اشتعال الثورة المناهضة للاستعمار التي قادتها جمعية اللواء الأبيض بقيادة علي عبد اللطيف، قرر الضابط عبد الفضيل ألماظ، الخروج مع وحدته العسكرية فنشب قتال بينه والإنجليز.

حاصر الإنجليز مبنى المستشفى وبدأوا في تبادل النيران معه ولم يتمكنوا من القضاء عليه إلا بعد أن ضربوا المستشفى بالمدافع الثقيلة حيث تم دك الموقع بكامله.

وتوفي الماظ الذي يصنف في مرتبة شهداء الحرية والاستقلال في نوفمبر 1924 تحت الأنقاض ولم يتجاوز عمره الثامنة والعشرين، وتصوره الروايات التاريخية السودانية بأنه وجد وسط الأنقاض منكفئا على مدفعه “المكسيم” وقد احتضنه بكلتا يداه.

سودان تربيون.

‫9 تعليقات

    1. والله كنت عايز اعلق نفس التعليق ، بس نقول شنو بدل ما يكرموهم لجدهم البطل الضحى بحياته من اجل الوطن الكان موحد يبهدلوهم ويدوا الجواز للغير الله يكون في عونهم .

  1. والله الذى لا اله الا هو لو كنت امتلك مبلغ حصولك والاسره على الجنسيه لارسلته لكم وتأخذها بمالك طالما لم يتم تقدير ما بزل جدكم من اجل رفعه رأسنا لكن اخى حفيد الملوك هذه دوله الكيزان لا قيمه للارض والشرف لديهم

  2. نعم وكما ذكر الأخوة المعلقون يدوها للسوري والمصري والأريتري بالفلوس اوبأشياء اخري او حتي بدون ذلك !
    الآن تيقنت ان صح هذا الخبر لماذا تحولنا الي اقزام يبصق علينا كل شعب من هؤلاء اللذين تنازلنا لهم عن هويتنا وارضنا وماءنا!
    لك الله ياسودان فقد اعتصرني الألم والمرض ياناس الحقوا بلدكم

  3. لا حول ولا قوة الا بالله. والله خجلانين. لو كنت المسئول اوراقكم تسلم لكم في احتفال عيد الاستقلال من يد الرئيس تكريما لجدكم

  4. هذه قمة الماساة لايمنحون الجنسية لماذا ونحن درسنا وعرفنا البطل عبدالفضيل الماظ رحمه الله واستشهاده من اجل هذا الوطن ولايمنح احفاده الجنسية وفي نفس الوقت تمنح الجنسية للاعبي كرة القدم الاجانب يا امة ضحكت من جهلها الأمم … اين الدين واين الوطنية والحق التاريخي ماذا نقول للاجيال … لماذا لا تطبق احكام القضاء ام القضاء ليس له كلمة لازم رئيس القضاء يتدخل شخصيا في امر كهذا

  5. نريد ان نكون عربا اكثر من العرب ونمنحهم الجنسية السودانية املاً ان يصنفونا كعرب ولكن دون جدوى وفي النهاية يرددوا فينا قول الشاعرلكافور الاخشيدي حاكم مصر آنذاك لاتشتري العبد الا والعصى معه … الخ

  6. التناقض في قمته
    طيب لي عاملين نصب تذكاري للبطل
    عبد الفضيل ألماظ غرب هندسة الخرطوم جنوب وزارة الصحة
    والله سودانين أكتر من اجداد اجدادكم
    تفووووووو عليكم يا كيزان
    إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
    علي قول مظفر النواب